اليوم الأحد 11 جانفي 2015 يخرج سواد كبير من الفرنسيين مستجيبين لتحريض حكومي وإعلامي مركّز، ليملؤوا شوارعهم وساحاتهم متظاهرين.. ليخرجوا ويتظاهروا ما شاء لهم أن يتظاهروا، فأنا كفرنسي مسلم (أحمل جنسيتهم مع المحافظة على جنسيتي الأصلية) كنت سأخرج معهم لألعن الإرهاب مع اللّاعنين، وأصرخ مندّدا بالقاتلين، لكن بعد تفكير، قرّرت أن أذهب إلى السّوق الأسبوعية في "ليون" لأنّني اشتهيْت فطائرا، يجيد صنعها شاب من تطاوين، و ألتقي بعض الأصدقاء فنشرب كأسا من الشّاي ثمّ أعود إلى بيتي فرحا مسرورا.. ببساطة لو كانت المظاهرة شعارها "كلّنا ضدّ الإرهاب" لما تردّدت لحظة وهناك في السّاحة لكلّ ذي تأويل تأويله في رؤيته وتفسيره للإرهاب، لكن المظاهرة شعارها يقول: "كلّنا شارلي"...! وهنا مربط الفرس.. أولائك الّذين ماتوا مقتولين في مقرّ مجلّتهم "شارلي هبدو" هم كمشة من المرضى الفاشلين.. فيهم على حدّ علمي من كان طبيبا وفشل في الطّب، وفيهم من كان اقتصاديا وفشل في ميدانه الأصلي، وفيهم من كان مهندسا معماريا، وفيهم وفيهم.. ثمّ اجتمعوا في ذلك الوكر وكانوا يرسمون الرّسوم الجنسية "البورنو" ثمّ فجأة مالوا إلى الكاريكاتير النّقدي ثمّ جُنّدوا لمحاربة الإسلام والأنبياء، وتشكيك المؤمنين في عقائدهم، واحتضنتهم المافيا الصهيونية بمالها ودعمها، فهم ومن كان يتابع ما يرسمون،ويفترون، كلّ أولائك هم "شارلي".. أمّا أنا فلست "شارلي".. أنا يمكن أن أخرج تحت شعار كلّنا ضد الإرهاب، ولكنّني لا أخرج تحت راية "كلّنا شارلي" فشارلي هي الإرهاب الفكري.. هي الإرهاب بالكاريكاتير والرّسم والفكاهة.. المجلّة تعمل ضدّ الإسلام وأهله، والرّسوم تهتك الإسلام وأنبياؤه، والحملة اتّضحت أنّها ضدّ قدوم الإسلام إلى مسرح الحياة بعد أن كان مهمّشا.. يصيحون قائلين: ينبغي على الإسلام أن ينزوي في المساجد والزّوايا و يبتعد عن حياة النّاس، وينسحب تاركا المجال للّائكية كما ابتعدتْ المسيحية من قبله.. فهل ابتعدتْ المسيحية يا منافقي فرنسا...؟؟؟ هل ابتعدتْ المسيحية...؟؟ إذن، إذا ابتعدت المسيحية، فيوم سقط فئران "شارلي" تحت رصاص أخويْن متعصّبيْن دفعتْ بهم مخابراتكم القذرة، لحاجة في نفوس زعمائكم، ثمّ تجمهرتُم أنتم في آخر النّهار في "باريس الظّلام" مندّدين محتجّين، ثمّ وقفْتم دقيقة صمت أنتم وقطاراتكم وحافلاتكم وآلاتكم، ألم تقفوا تلك الدّقيقة تحت دقّات نواقيس كنيستكم الكاتدرائية "نوتردام دو باري"..؟؟ فأين إذن لائكيتكم يا حرباوات النّفاق، وهل ابتعدت الكنيسة..؟؟ الجواب هو أنّ رأس الإسلام هو المطلوب في أقرب وقت ومهما كان الثّمن...! أنا كرجل حرّ، سبق وأن خرجت معكم لمّا خرجتُم، أو بالأصحّ لمّا خرج منكم سواد عظيم ضدّ الزّواج المضادّ للفطرة منذ سنتين، الّذي هويتم به من الحضارة إلى أسفل سلّم المخلوقات.. وشاركتكم كمواطن معكم في تظاهرات عديدة أخرى، لكنّني للأسف، اليوم لن أخرج معكم لأقول "كلّنا شارلي".. وأعلمكم وأعلم كلّ "الشّارليات" الأخرى، أنّ الإسلام قادم في صولة لا مثيل لها، مهما تصدّيتم وكدْتم، لكنّه هذه المرّة عائد بالعلم، وبالفكر، وبالعقل، وبالفنّ الرّاقي، وبالدّيمقراطية، وبالحلول لمشاكل العالم، وبالفطرة الصّحيحة الّتي اشتاق النّاس لها، وبالبسمة.. الإسلام ليس، بن لادن، ولا صدّام حسين، ولا أيمن الظّواهري، ولا القاعدة، ولا داعش، ولا الحوثة، ولا شيء من كلّ ذلك... الإسلام يبزغ من جديد وينفلق فجره فاستعدّوا لمغادرة الظّلام يا جبناء.... مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=27269&t=لن أخرج لمظاهرة " كلّنا شارلي" واستعدّوا لمغادرة الظّلام يا جبناء....&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"