حول الصالون الدولي الأول للصحة تونس إلى عاصمة صحية عالمية وذلك على مدى الأربعة أيام الأخيرة باستقطابه عشرات العارضين واستعراضه لآخر المستجدات التقنية والعلمية في عالم الطب والأدوية وشكّل واجهة ترويجية ناجعة للتعريف بالمستوى الراقي والمتطور للخدمات الصحية الموجهة للتونسي وللتصدير على عين المكان أو من خلال اقتحام السوق الخارجية لترويج الدواء التونسي الصنع هذا عدا الكفاءات الطبية البارزة والناشطة خارج الحدود. وفي مسعى استباقي للهدف الكبيرالمؤمل بلوغه سنة 2016بجعل تونس قطبا لتصدير الخدمات الصحية مكنت الانجازات المحققة في القطاع في مختلف الأصعدة من ضمان إشعاع جودة هذه الخدمات عالميا وإقليميا من ذلك أنّ عدد المرضى الأجانب الذين تم إيواؤهم بالمصحات الخاصة دون احتساب العيادات الطبية الخاصة ناهز حدود 2008 اكثر من 125الف مريض أجنبي 97 الف زائرمنهم مغاربة وفدوا من مختلف البلدان المغاربية بإقبال جلي لليبيين يليه الجزائريون مع تميز الوافدين الأروبيين بتطور واضح في السنوات الأخيرة وتشير الإحصائيات المتعلقة بتطور صادرات الخدمات بالمصحات الخاصة في الغرض بارتفاع العدد إلى أكثر من 15الف مريض أروبي يتصدر الفرنسيون رأس القائمة يليهم الألمان والانقليز والايطاليون إلى جانب عديد الجنسيات الأخرى من خارج الاتحاد الأروبي. ولم تتجاوز حصيلة المرضى الأجانب المتمتعين بإيواء صحي 42الف سنة 2003. وقد سجل حجم الصادرات الصحية التي تقوم بها المصحات الخاصة نحو 320مليون دينارسنة 2007 مقابل عائدات تقل عن النصف في 2003. وتعد الجراحات الدقيقة من قبيل التجميل والقلب والشرايين والعيون إلى جانب التقنيات المتطورة المساعدة على الإنجاب من أبرزالاختصاصات التي تستقطب الأجانب. في مقابل هذا الاستقطاب المرشح لمزيد التطور مستقبلا بإرساء قواعد القطب التصديري للخدمات ينتهج سهم إقبال التونسيين على العلاج بالخارج منحى تنازليا بارزا باستقراره في حدود 200 خدمة علاجية خارج الحدود العام المنقضي مقابل ما يفوق 1150موفى الثمانينات. تمهيدا للأرضية التشريعية التي يحتاجها تجسيم هدف انجاز القطب التصديري للخدمات الطبية في غضون الخماسية القادمة تفيد آخر المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة أنّ الجهود مركزة حاليا على استكمال مشروع تنقيح القانون الصحي قصد ادراج آليات الاعتماد والإشهاد للمؤسسات والإطارات الصحية تمهيدا لبعث هيكل تعهد له مهام التقييم والمطابقة. إلى جانب استكمال مشروع الأمر الخاص بإحداث وكالة مختصة في النهوض بالإستثماروالتصدير في مجال الخدمات الصحية لاحكام الإحاطة بالباحثين.كما يجري بالتوازي إعداد دراسة للنهوض بتصدير الخدمات الصحية ستعهد إلى مكتب دراسات عالمية ويتم حاليا فرز العروض الدولية. من الاجراءات العملية التي يتضمنها المخطط التنفيذي للارتقاء بجودة القاعدة الصحية التصديرية إحكام توظيف الميزات التفاضلية في مجال العلاج بمياه البحر والمياه المعدنية علاوة على دعم آفاق التصدير والاستثمار في مجال الصناعة الصيدلانية الوطنية. التعاون التونسي الليبي على هامش مشاركة وفد ليبي في فعاليات المعرض الدولي للصحة صرح الدكتور طلعت محمد علي عيسى أمين اللجنة الشعبية للصحة والبيئة بطرابلس للصباح بأن الصالون كان متميزا تنظيما واستعراضا لأبرز المستجدات الطبية في عديد البلدان ناقلا أحدث التقنيات في المجال كما انه يمثل مناسبة متجددة لتوطيد اللقاءات بين الاخصائيين في مختلف القطاعات الطبية, متوقفا عند الدور البارز للجمعيات في المجال الصحي ومعاضدتها للجهود المبذولة لتطوير الخدمات الطبية والصحية وفقا لما تم إبرازه في الصالون. كما لم يفت المتحدث التنويه بالجناح الخاص بالمتحف الطبي الذي نقل نماذج من تاريخ الطب التونسي عبر العصور ومنها معدات استخدمت في الجراحة منذ ألف سنة ووصف المتحدث التعاون الثنائي القائم بين البلدين في القطاع الصحي بالمتميز والعريق معلنا عن مشروع تعاون جديد يتم التخطيط والتنسيق له بين الطرفين يتمثل في تنظيم معرض مغاربي يعنى بالخدمات الصحية يقام في احدى البلدان الإفريقية بما يعزز التعاون المغاربي الافريقي.