باريس - أظهرت استطلاعات لآراء ناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي (يمين وسط)، قد مني بهزيمة أمام المعارضة الاشتراكية في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية التي أجريت أمس الأحد، في مؤشر على أن يمين الوسط يقترب من هزيمة ثقيلة، بحسب رويترز الإثنين 15-3-2010. وأظهرت نتائج استطلاعات أجرتها مجموعة "أوبنيون واي" ومجموعة "تي. إن. إس سوفريس"، المتخصصتين في استطلاعات الرأي، أن الاشتراكيين حصلوا على 30% من الأصوات مقابل 26.5% لحزب ساركوزي وحلفائه في يمين الوسط، في مناطق فرنسا الست والعشرين. إلا أن الاستطلاعات أظهرت أن الجبهة الوطنية بزعامة السياسي اليميني المتطرف جان ماري لوبان، والتي تمثل أقصى اليمين في فرنسا، حققت نتائج وصفت ب"الطيبة"، و"بشكل مفاجئ"، فيما يعطيها الفرصة للعب دور هام في الجولة الثانية المقررة في 21 مارس الجاري. رقم قياسي وذكرت "رويترز" أن نسبة الامتناع عن التصويت قدرت بنحو 52%، معتبرة أن ذلك رقم قياسي بالنسبة للانتخابات الإقليمية في فرنسا. وقالت الجهات التي أجرت الاستطلاعات إن انخفاض نسبة الإقبال هو على الأرجح عقاب لحلفاء ساركوزي على نحو خاص مع فقدان أنصاره دوافع التصويت، ولكن من دون ذكر أسباب ذلك. إلا أن مراقبين أشاروا إلى قضايا لعبت دورا في تراجع شعبية ساركوزي، مثل تجاوز معدلات البطالة في فرنسا نسبة العشرة بالمائة، وتعرض الموازنة العامة للدولة لضغوط متزايدة. كما تصاعد الجدل في فرنسا بشأن بعض المشكلات والقضايا، من بينها الرواتب الباهظة للمسئولين التنفيذيين، والوضع الأمني في البلاد، خصوصا بعد اضطرابات الضواحي التي وقعت في غضون العامين الماضيين، والهجرة. ساركوزي يرد لكن ساركوزي سعى إلى التقليل من شأن هذه الهزيمة بالتقليل من أهمية الانتخابات ذاتها، وقال: إن الانتخابات ونتائجها "لن يكون لها تأثير على مسيرته الإصلاحية". وأوضح ساركوزي أن الانتخابات "تدور حول قضايا محلية"، واستبعد أي تغيير كبير في تشكيلة حكومته، لكنه قال الأسبوع الماضي إنه "سينتبه" لما يقوله الناخبون في الانتخابات الإقليمية، وإنه من المحتمل إجراء بعض التغييرات بالحكومة. ورأى مراقبون "أن حجم الخسارة المتوقعة لساركوزي وحلفائه يمكن أن يعطي الاشتراكيين دفعة قوية بعد سنوات من الصراع السياسي الداخلي". ويختار الناخبون في الانتخابات الإقليمية 1880 ممثلا في 22 من مجالس الأقاليم على البر الفرنسي وأربعة آخرين وراء البحار من جزر الكاريبي إلى المحيط الهندي. وبمقتضى الآلية الانتخابية يختار الناخبون مرشحيهم بنظام اللائحة الحزبية شريطة أن يكون نصف المرشحين من كل لائحة من النساء، ويتولى منصب رئيس مجلس الإقليم الشخص الوارد اسمه في مقدمة لائحة الحزب الفائز. وتعد انتخابات مجالس الأقاليم هامة، لأن هذه المجالس معنية بتنفيذ موازنات إنشاء البنى التحتية وتطويرها من طرق ووسائل نقل عام، إضافة إلى إعداد برامج خلق فرص العمل، وهي الأكثر إلحاحا في الوقت الراهن في ظل ارتفاع معدلات البطالة.