الجريدة: نزيهة التواتي حمزة نشرت وكالة الأنباء البريطانية ''رويرتز'' اليوم تحقيقا تضمن حوارات مع عناصر سلفية عبرت عن رغبتها الشديدة في الجهاد وفي تحويل تونس إلى دولة اسلامية. وقد بين التحقيق أنه بعد انتفاضات الربيع العربي في 2011 أصبح شمال افريقيا وجهة للجماعات المتشددة حيث وجد المقاتلون المتشددون أرضا خصبة لنشر رسائل متطرفة مستغلين الفوضى السياسية في بلدان مثل تونس وجارتها ليبيا. وتعززت التهديدات لمنطقة المغرب مع تدخل القوات الفرنسية في مالي هذا العام. وهربا من القوات الفرنسية عبر المقاتلون الإسلاميون الحدود إلى ليبيا حيث أقاموا معسكرات وقواعد لاستهداف المصالح الغربية. وبين أنه بعد أن أطاحت ثورة تونس بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في مطلع 2011 لا تزال البلاد في حالة متقلبة،فالإسلاميون المعتدلون الذين تعرضوا للاضطهاد من جانب زين العابدين وصلوا إلى السلطة،لكن السلفيين المحافظين الذين يطالبون بإقامة دولة إسلامية عادوا أيضا سواء من المنفى أو من السجن. و سيطر سلفيون منذ ذلك الحين على مساجد كثيرة في تونس وهاجموا عروضا فنية وبائعي خمور لأنهم يرون ذلك مخالفا للشريعة الإسلامية، وكشف إسلاميون متشددون ورقتهم الرابحة قبل عام حين هاجموا بالآلاف سفارة الولاياتالمتحدة بالعاصمة تونس ورفعوا رايتهم السوداء التي كتب عليها ''لا اله الا الله''على نوافذ السفارة في مشهد تحد نادر لواشنطن في المنطقة. وتحت الضغط بعد اغتيال معارضين هذا العام وجهت الحكومة التي يقودها إسلاميون معتدلون الاتهام لجماعة أنصار الشريعة المحلية وأعلنتها تنظيما إرهابيا وبدأت حملة اعتقالات وملاحقات واسعة ضد عناصرها. وبعدما كان المتشددون التونسيون يدعون علنا لدولة إسلامية تحول كثيرون منهم الآن إلى العمل سرا وقد أحبطهم القمع من رفاق إسلاميين يتمتعون بفوائد السلطة الحكومية. وقد عبر الشباب السلفي ل''رويترز'' عن رغبتهم الشديدة في تكوين دولة اسلامية فقد قال أحد المستجوبين الذي تمت الإشارة إلى اسمه بأبي صلاح ''لا نريد أي شيء أقل من دولة إسلامية في تونس وفي كل المنطقة.. سوريا يجب أن تكون أول خطوة في هذا الاتجاه إن شاء الله'' ويضيف ''أنا فخور بإخوتي في الإسلام في سوريا وسأقوم بنفس الخطوة وأسافر إلى هناك خلال بضعة أسابيع.'' كذلك عنصر آخر دعي في التحقيق المذكور بأبي طلحة وهو شاب تونسي عمره 23 عاما وهو من بلدة بن قردان المتاخمة للحدود الليبية سافر الى سوريا حيث قضى هناك ستة أشهر يقاتل ضمن صفوف كتيبة إسلامية في حلب العام الماضي قبل أن يعود بسبب ظروف عائلية طارئة حسبما قال ل''رويترز''. وقد ظهرت صور شاهدها فريق''رويترز'' على جهاز ''آيباد ''هذا الشاب برفقة مقاتلين آخرين في سوريا، وفي صور أخرى يحمل بندقية ''كلاشينكوف'' ويرتدي زيا قتاليا بينما تظهر في الخلفية أطلال مبان مهدمة. كما تظهر الصور الشاب وهو يخترق الحدود التركية باتجاه سوريا بينما كان يبدو في مظهر سائح وهو يجر حقيبته الصغيرة. ويقول أبو طلحة الذي كان حذرا من إعطاء كثير من التفاصيل واستخدم اسما مستعارا مثل أغلب السلفيين في المقابلات مع ''رويترز'' إنه لا ينتمي إلى جماعة دينية في تونس. ويقول إنه سافر من تونس إلى اسطنبول في تركيا مباشرة قبل أن يعبر الحدود مع مقاتلين آخرين جاؤوا لاستقباله،وأضاف أن قائدا سوريا دربهم على استعمال بنادق ''الكلاشينكوف'' والمسدسات وأسلحة أخرى مثل القذائف في معسكر استمر لمدة شهر. وخلال هذه الفترة يرتل هؤلاء القرآن ويحضرون دروسا دينية، ويمضي قائلا ''تدربت مع مجموعة من الإخوة من المغرب والجزائر والشيشان والأردن.. لقد كنا حوالي 100 ضمن هذه الكتيبة''. أبو طلحة يواصل حديثه بكل فخر عن تجربته ويقول إنه شارك في قتال ضد مقاتلين ايرانيين من بينهم قناصة ولكنه يضيف أنه لا يمكن أن ينسى كيف هاجم مع كتيبته -القريبة من جبهة النصرة التي صنفتها واشنطن منظمة إرهابية- قاعدة عسكرية تابعة لقوات الأسد في حلب واعتقلوا خلالها عدة جنود،كذلك قال المدعو أبو صلاح ذو اللحية الصفراء المصبوغة بالحناء والمرتدي لجلباب أبيض والذي يستعد للذهاب إلى سوريا حسب التحقيق وهو من متساكني حي التضامن بالعاصمة أنه لم يستخدم أي سلاح ولو مرة واحدة في حياته ولكنه يضيف إنه سيتدرب على ذلك قبل المشاركة في قتال ''الكفار'' من جيش الأسد وحلفائه الشيعة من ايران وحزب الله. ويضيف هذا الشاب بينما كان يتحدث بكل راحة ''بعد تطبيق الشريعة في سوريا يجب أن يكون هذا في تونس أيضا..الثورات ضد الطغاة في تونسوسوريا واليمن ومصر وليبيا هي فرصة أهدانا إياها الله عز وجل لإقامة الشريعة الإسلامية''.