ايداع 9 من عناصرها السجن.. تفكيك شبكة معقدة وخطيرة مختصة في تنظيم عمليات "الحرقة"    الرابطة الثانية (ج 7 ايابا)    قبل نهائي رابطة الأبطال..«كولر» يُحذّر من الترجي والأهلي يحشد الجمهور    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    حادث مرور مروع ينهي حياة شاب وفتاة..    حالة الطقس لهذه الليلة..    أولا وأخيرا: لا تقرأ لا تكتب    افتتاح الدورة السابعة للأيام الرومانية بالجم تيسدروس    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة المانيا : ليفركوزن يتعادل مع شتوتغارت ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العمرة في شهر رمضان: إقبال شديد و معاناة أشدّ وكالات الأسفار بصوت واحد: لا للوصاية نعم للتحرير
نشر في الخبير يوم 19 - 09 - 2011

نظّمت الجامعة التّونسية لوكالات الأسفار و السياحة يوم السّبت 17 سبتمبر 2011 في نزل أفريكا بالعاصمة " اليوم الوطني للعمرة "،
وهي مناسبة جمعت أغلبية الأطراف المعنية بقطاع العمرة، لتقييم موسم هذه السنّة الذي عرف فشلا متناهيا على جميع المستويات، و الوقوف على السلبيات، و تبادل الآراء و محاولة إيجاد منفذا جدّيا لتفادي هذا الفشل و التباحث حول تحسين ظروف العمرة في المواسم المقبلة..
لماذا قلت محاولة إيجاد منفذا ؟.. لأنّ هذه البادرة و إن لم تنعقد في السابق بهذه الكيفية و هذا الاهتمام، إلاّ أنّ السلف ممّن تحمّلوا مسؤولية هذا الميدان، نظّموا جلسات و ندوات و لقاءات تقييمية و استشارية و إستراتيجية و لكن النتيجة كانت دائما عكسية لتتواصل السلبيات و نعانق الفشل في كلّ موسم إلى أن تأزّمت الوضعية و وصلت إلى حدّ التراشق بالتهم و الصراعات و المشاحنات و الاعتداءات على ممثّلي الوكالات حتّى في رحاب قبر النبيّ و الحرم المكّي..
قبل أن ننطلق في الحديث عن هذا اليوم الوطني للعمرة لابدّ أن نشير إلى الغياب المفاجئ للعديد من المدعوّين أهمّهم ممثّل وزارة الخارجية و ممثّل البنك المركزي التونسي بالرّغم من تأكيد حضورهما رسميا في أكثر من مناسبة، و كأن الخارجية لا تهمّها وضعية المعتمرين التونسيين بالبقاع المقدّسة و المشاكل اليومية الذين يتعرّضون إليها بين المدينة و مكّة. نفس الشيء نسوقه للبنك المركزي الذي بغيابه عن مثل هذه المناسبات يعلن استقالته رسميا من هذا الميدان الذي كان في السابق القريب يلعب فيه دورا رياديّا على مستوى حماية مكتسباتنا من العملة الصعبة و إحكام توزيعها حسب الاحتياجات و ضبط حقوق الشريك السعودي في هذا المجال!!؟
و في المقابل سجّلنا الحضور المتميّز للسيد معزّ بو جميل الرئيس المدير العام لشركة الخدمات الوطنية و الإقامات ( منتزه قمرت سابقا ) مصحوبا بالسّيد كارم خليل مدير الحجّ و العمرة بالشركة. و كذلك السّيد محمّد فرحات المندوب الجهوي للخطوط التونسيّة..
البداية كانت بافتتاح الجلسة من طرف السيد محمّد علي التّومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار و السياحة الذي رحّب و شكر و حاول أن يقلّل من حجم المسؤولية الملقاة على كاهل وكالات الأسفار باعتبارهم لا يتحمّلون مسؤولية التنظيم و البرمجة و توفير جدول الرّحلات الجوية التي تعتبر مفتاح النّجاح في موسم العمرة، كما لاحظ السّيد التومي أنّ الوكيل لا يتحمّل كذلك تغيير توقيت إقلاع الطائرات و مكان هبوطها، و كذا تغيير الفنادق و طاقة استيعابها و مسافة بعدها عن الحرم.. ثم طلب رئيس الجامعة من المتدخلّين أن يقدّموا اقتراحات عملية لتلافي مثل هذا الفشل الذي لم يقدر أيّ طرف تلافيه في الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد.. ثمّ فسح المجال للمتدخّلين من وكالات الأسفار و بعض المعتمرين الذين شاركوا في هذا الموسم..
* السّيدة النجار ( معتمرة ): لاحظت أنّها تذهب للعمرة في كلّ سنة، و عايشت المشاكل السابقة، لكن هذا العام كانت تتصوّر أن تتحسّن الأمور و ستشهد تطوّرا بعد الثورة المباركة، لكن المشهد تتكرّر و بصفة أكبر و أعمق.. ذهبت هذه السنة في الرحلة الثانية لشهر أفريل 2011 مع وكالة هرم للأسفار، فمثلا الخطوط التّونسية أجبرتنا على الانتظار ساعات طويلة قبل الدّخول إلى قاعة الرّحيل، و هناك بقينا ساعات طويلة كذلك على كرسي يفتقد لأبسط ظروف الرّاحة، و ذلك بسبب عطل في الطّائرة، و كأنّ الشركة لا تملك طائرة غيرها..
و قيل لنا بأنّ الرحلة ذاهبة مباشرة إلى المدينة المنوّرة، لكن في آخر لحظة قيل لنا بأنّ هبوط الطّائرة سيكون في مطار جدّة. و في جدّة لم نجد أحدا في استقبالنا بسبب اللخبطة في البرمجة، و بعد لا أذكر كم بقينا ننتظر قدم ممثل شركة الخدمات الوطنية و مكننا من ركوب الحافلات و التوجه مباشرة إلى مكّة، أين أدّينا طواف القدوم بألبستنا العادية لأنّه كان في الحسبان أن نتوجّه إلى المدينة، و في المدينة ليس هناك طواف.. بعد ذلك اقتادونا إلى فندق لا علاقة له بسكن الآدميين و بعيد عن الحرم، يكفي أن أقول أنّ الشيوخ لم يقدروا على الذهاب إلى الحرم لأداء فريضة الصلاة، تصوّروا يا سادة ندفع فلوسنا لنذوق شتّى أنواع العذاب ثمّ لنبقى بالفندق لا نخرج إلاّ عند الذهاب إلى المدينة المنوّرة.. أريد أن أسأل شركة الخدمات: كيف يمكنكم أن تتعاقدوا مع فندق مثل فندق الياسمين بمكّة ؟.
* المعتمر رياض الخبثاني: أنا ذهبت في 21 أوت 2011 مع وكالة الماسة للأسفار، سكنت في أبراج التيسير وهو فندق من الدرجة الثالثة المزرية، و أنا دفعت مقابل بعنوان السكن في فندق من الدرجة الثانية.. في كلمة من جرّاء المسافة التي تربط بين هذا الفندق و الحرم، قمنا بالعمرة عند وصولنا ثمّ لم نرى الحرم بعد مناسك العمرة.. سافرت على متن الرحلة رقم 5653 و يكفي أن ألاحظ أنّه من المفروض أن تقوم الطّائرة الساعة السّادسة صباحا، و لكن لم نطلع إلى الطّائرة إلاّ في حدود منتصف النّهار.. لن أتعامل مستقبلا مع هذه الوكالة لما ذقته من العذاب و المعاناة في هذه العمرة..
* السّيد محمّد فرحات، المندوب الجهوي للخطوط التونسية: الخطوط التونسية لا تتحمّل مسؤولية مكان هبوط الطّائرة بمطارات السعودية، السلط السعودية لهم الكلمة الأخيرة في تقرير ذلك.. عموما قمنا بواجبنا في ما يتعلّق بالدّور الذي قمنا و الذي تعود مسؤولية أخذ القرار فيه إلينا، رغم الصعوبات المرهقة طيلة 121 رحلة مبرمجة لموسم العمرة هذا العام.. و سخّرنا جميع إمكانياتنا البشرية و التقنية و اللّوجستية لتأمين هذه الرحلات في مدّة قصيرة لا تتعدّى 40 يوما، و لكن يجب الاعتراف بأنّه تراءى لنا بعض التقصير و سنعمل على تلافيه في المستقبل، كما لا ننسى أنّ الموسم السياحي لهذه السنة كان صعبا للغاية..
بالنسبة للأخت النجار أعلمها أنّ الشركة تعلم مباشرة وكالات الأسفار إذا طرأ أيّ تغيير على رحلاتها، و لا يمكنني أن أتكلّم عن هذا التغيير ما دامت وكالة هرم للأسفار غائبة.. عموما نتأسف لك و لبقية المعتمرين الذين رافقوك في هذه الرحلة..
مع العلم أنّ " الخبير " حاولت الاتّصال بهذا السّيد لتلقي عليه بعض الأسئلة التوضيحية لكن لم تجده.. و كأنّ هذا السيد أتى إلى هذا اليوم الوطني ليبرّر موقف الخطوط التونسية فقط و البقية لا تهمّ، و إن عدتم عدنا.. و نحن نقول للسيد فرحات و إن اجتمعت الإطارات العليا جميعا ليبرّروا موقف الخطوط التّونسية لن يقدروووووووا، لأنّ مشاكل الخطوط التونسية قديمة و هي نفسها و لن تتمكّنوا من حلّها ما لم يقع تغيير الأساليب في هذه المؤسّسة..
* السّيد معزّ بو جميل ، الرئيس المدير العام لشركة الخدمات الوطنية و الإقامات: الشيء الذي لاحظته أنّ في السنوات السابقة لا توجد هناك جلسات تقييمية لمواسم العمرة بصفة جديّة لذلك لم تظهر السلبيات بالكيفية هذه.. كما أنّ هذه السنة عدد المعتمرين كان كبيرا.. و الاضطراب أساسه برمجة الرحلات الجويّة، و يقولون: أسباب فشل موسم العمرة لهذه السنة خارج عن نطاقنا، ناهيك و أنّ عدد المعتمرين الذين توافدوا على المملكة هذه السنة زاد بنسبة 25 % و الضغط على مطارات السعودية أفرز ازدحاما كبيرا أدّى إلى التقليص من هبوط بعض الطّائرات. و ألاحظ أنّ للمعتمر نصيب في إحداث هذا الاضطراب باعتباره يأتي إلى وكالة الأسفار متأخّرا لتسجيل رغبته في القيام بالعمرة.. يجب على المواطن التونسي أن يتعامل مع ميدان الحج و العمرة بذكاء و مرونة و يساهم في إنجاح هذا الموسم بتنظيم نفسه أوّلا ثم بإعطاء الوقت الكافي لوكالة الأسفار و الخطوط التونسية و شركة الخدمات الوطنية و الإقامات بتنظيم رحلته و إقامته و مزاراته و عودته في أحسن الظروف.. يجب أن يصبح ميدان العمرة ثقافة اجتماعية لا تقل أهمّية عن أي ميدان آخر من حياة المواطن التّونسي، لماذا لا نتعلّم من المعتمر الاندونيسي أو المعتمر التركي ؟، لماذا عندما نعود من البقاع المقدّسة لا نُحدّث الأهل و الأصحاب عن تنظيم الوفود التركية أو الوفود الاندونيسيّة ؟.
* السّيد كارم خليل ، مدير الحجّ و العمرة بشركة الخدمات الوطنية و الإقامات: بالنسبة للتدخّل الأوّل للسيّدة النجّار الذي يهمّ بعد فندق الياسمين، صحيح هذا الفندق هو أبعد فندق في السلسلة المتوفّرة لدى شركة الخدمات الوطنية و الإقامات و سنعمل مستقبلا على تلافي عامل البعد.. أمّا بالنّسبة للاكتظاظ في الغرف هذا معروف في الفنادق بالبقاع المقدّسة كلّها بهذه الطريقة يقولون بيوت ثلاثية أو ثنائية و لكن عندما نذهب نجدها رباعية و في بعض الفنادق نجد الغرف خماسية.. أمّا معضلة الحقائب و نقلها من المدينة إلى مكّة و منها إلى مطار جدّة، عندما نمضي العقود مع الجانب السعودي نشترط توفير شاحنات لنقل الأدباش و الحقائب، و للحقيقة نقول بأنّها هي قليلة المناسبات التي لم يوفّر الجانب السعودي هذه الحافلات. و في هذه الحالة نمكّن مرافق المجموعة من ثمن كراء شاحنة من الموقف..
أمّا بالنسبة للانطلاق مباشرة إلى مطار محمّد بن عبد العزيز بالمدينة المنوّرة كان معمول به في السّابق القريب، أمّا هذه السنّة و نظرا للاكتظاظ على مطار المدينة، أجرينا اجتماعا مع النّاقل الجوّي و اقترحنا عليه قلب العملية لتصبح الرحلة تنطلق مباشرة إلى مكّة ثم بعد أداء مناسك العمرة نتحوّل إلى المدينة لزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه و سلم.. أمّا تغيير صنف السكن فهذا يعتبر من المفاجآت غير السّارة نظرا لطبيعة الوضع ببلادنا و قد أعلمنا وكالات الأسفار في الإبّان و بهذا اللّفظ بالضّبط: " على أن تتحمّل الوكالة تداعيات التّأخير و التغيير "..
* السّيد توفيق التّومي ، الواحة للأسفار بدوز: قبل كل شيء أتساءل: أين وزارة الشؤون الخارجية ؟، فمن الطبيعي أن تسجّل غيابها في مناسبة جدّ قيّمة كهذه باعتبار أنّ السفير هناك و القنصل لا يعطيان أهمّية لمشاكل المعتمرين التي تضاعفت مرّات عديدة هذا الموسم.. و أودّ أن أوجّه عتاب خفيف لوسائل الإعلام التّونسي الذي يتحامل و ينتقد وكالات الأسفار، و كأنّها هي المنظمة و ليست منتزه قمرت، وهي الناقل الجوّي و ليست الخطوط التونسية، وهي التي تعطي التأشيرة و ليست سفارة المملكة بتونس، وهي التي تشرف على السكن و مرافقة المعتمرين هناك.. يا سادة أطالب جميع الأطراف أن يرتقوا بوضع المعتمر التونسي إلى مستوى وضع المعتمر التّركي و إلاّ فليرحلوا و يتركوا المسؤولية للقادر عليها.. التنقل للمزارات في مكّة و المدينة كان على حساب شركة الخدمات الوطنية و الإقامات، أمّا اليوم أصبح من مشمولات وكالة الأسفار.. لا أريد أن أطيل عليكم فمن المضحكات المبكيات هذه السنة، أنّ الحقائب تصل إلى مطار تونس قرطاج قبل وصول صاحبها، و افهم يا من تريد أن تفهم، و إذا تمكنت من الفهم فأرجوك فهّمني، فأنا لم أعد أفهم شيئا في ميدان العمرة..
* بنّور نويدي ، طه للأسفار من قصر هلال: أريد أن نخرج من هذا الاجتماع بقرار نهائيّ و بنتيجة إيجابية، ألا وهي تحرير القطاع و رفع الوصايا على الوكالات.. يا أخي شركة الخدمات الوطنية تقمع فينا و تتجبّر إذ يجب عليك أن تركع و تنحني و تسجد لأبسط عون فيها حتّى تتمكن أن تقضي حاجتك. هذه الشركة أغرقت القطاع في متاهات لا قبل له بها و أضاقت التونسي الأمرين.. يجب علينا جميعا أن نقاوم الظلم كلّفنا ذلك ما كلّفنا ما كلّفنا..
أمّا عن الخطوط التونسية فحدّث و لا حرج فهي تتعامل معنا حسب ما يتوفّر لديها من منتوج، و ليس حسب ما يطلبه المعتمر التونسي أو ما تحتاج إليه الوكالة.. أطالب بتحضير لائحة لهذا اليوم الدراسي و ارسالها إلى السلط المعنية..
شعيب عبد الرّحمان TTA : المشكل يشترك فيه الناقل الجوّي و وكالات الأسفار و منتزه قمرت و الوزارات المشرفة.. يا جماعة موش معقول أن نتولّى نقل المعتمر التونسي إلى المدينة أو مكة ليتوسّد حقيبته و ينام على الرّصيف.. وكالات الأسفار فاشلة لأنّها تتعامل مع جهات فاشلة، و الغريب أنّ كل هذه الجهات لا تعترف بفشلها..
وكالات الأسفار تحيّلت هذه السنة على المعتمرين و ذلك بتقديم خدمات أقلّ كلفة من الأموال التي قبضتها منهم.. بعجالة الجهات المسؤولة تحيّلت على وكالات الأسفار، و الوكالات تحيّلت بدورها على المعتمر، هذه هي الحقيقة التي يجب أن نصدع بها بلا خوف حتّى نتمكّن من القضاء على المشاكل و الاضطرابات التي ترافق منذ سنين مواسم العمرة.. و إنّي أعلنها صراحة في هذا الاجتماع: قرّرت عدم تنظيم العمرة في المستقبل..
* السيد إلياس بن عثمان ، الماسة للأسفار: موضوع العمرة في تونس يشبه المسلسل المكسيكي الذي ينتهي عادة بموت المشاهدين.. الذي نشهده و نتعامل معه منذ 1999 لم يعد يُطاق و لا يمكن أن يتواصل بعد اليوم، و بعد المعاناة التي ترّض إليها المعتمر هذا العام، و الإهانة التي لحقت الوكيل من جرّاء ذلك.. الوكيل أصبح يُنعت بالقلاّب، و السّارق، و السمسار في روحانيات المعتمرين.. و الحقيقة أنّنا لم نعد قادرين على جلب 40 ألف معتمر لمنتزه قمرت، لماذا ؟.. لأنّ العمرة فيها شروط و فيها مناسك و فيها روحانيات.. يا سادة دورنا الأساسي تأطير المعتمر و الإحاطة به و مرافقته في المزارات و إرشاده عندما يطلب ذلك..
و الذي يؤلمني أنّني أتعامل مع الغزالة منذ سنوات و ساهمت في إحداث الرحلات الاستثنائية الخاصة بالعمرة، و اليوم أصبحت أدفع الثمن مسبّقا و الخطوط التونسية تمضي معي عقدا Sous réserve SLOT بمعنى بعد حصولها على موافقة السلط السعودية فيما يخصّ الإنزال و الإقلاع من المطارات السعودية.. أيّها السّادة لم نعد قادرين على الكلام.. تكلّمنا و لاحظنا و قيّمنا و اقترحنا، و لا حياة لمن تتكلّم معه.. و بعد 12 سنة يفيض القلب و لا ينطلق اللّسان.. لا للوصاية على الوكالات.. و لا للاحتكار و كرامة الوكيل تمرّ حتما عبر ضمان راحة المعتمر الذي يدفع الكثير لأجل أن يقف على قبر الرسول صلى الله عليه و سلم..
* السيد فيصل الوسلاتي ، AVAL للأسفار: العمرة لها خصوصيات حساسة لأن خدمة المعتمر ليست كخدمة السائح المتوجّه إلى باريس أو مدريد، لذلك لا أشاطر السيد محمّد على التومي الذي طالب بإيجاد الحلول العاجلة، مشاكل العمرة لا تهم وكالات الأسفار فحسب و إنما تهمّ الخطوط التونسية بالدرجة الأولى التي أحدثت هذه السنة عجزا في توفير تذاكر السفر إلى السعودية و التي تولّت بيعها إلى السائح الجزائري و هذا أمر خطير.. عموما لا أعيد ما قيل لكن أريد أن أتوجّه بالاعتذار للمعتمر التونسي الذي ذاق الأمرّين، و نطالب بالعمل على إعادة كرامة الوكيل و تحرير وكالات الأسفار من التبعية و من كلّ وصاية و أقترح بتعيين وفدا إعلاميا في المستقبل لمرافقة المعتمرين و مواكبة الموسم عن قرب..
* السيد وليد صالح ، وليد للأسفار من سوسة: أطلب من الذين يساهمون في تغيير أوقات الرحلات، و تغيير نوعية السكن أن يتحمّلوا مسؤولياتهم و لا يتهمون وكالات الأسفار ظلما بهذه الممارسات التي أرهقت المعتمرين، و عندما يعدون المعتمرين بشيء فليوفوا بوعودهم و لا يعلّقون ذلك على شمّاعة وكالات الأسفار.. منتزه قمرت أُحدثت في ظروف معيّنة، و أحدثتها سلطة معيّنة بإشراف أشخاص معنيين، اليوم كلّ شيء تغيّر و لم يعد هناك موجب للخوف و يجب علينا أن نمنع المنتزه من الانفراد بتنظيم الحج و العمرة، و أن تبقى الوكالات تبعا له، هذا الاجتماع يجب أن يقطع مع أساليب الماضي المزرية و أن يرتقي إلى مستوى اهتمامات و مشاغل المعتمر التونسي..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.