الديوانة تدفع ضريبة تطويعها قسرا لخدمة بن علي وعائلته..وكأن سلطة الاشراف الحالية تعاقبها على ذلك! في تهميش الديوانة... اضرار فادح بالاقتصاد الوطني ووقوف إلى جانب المهربين والمخربين * ايجاد قوانين حمائية عاجلة لأعوان الديوانة الحدودية * نتعرض إلى حملة مسجلة من قبل المهربين على حدودنا وخطرها طال عائلاتنا وسلط الاشراف غائبة تماما! * لسنا في حاجة إلى حفل تكريم بل نبحث عن الحماية الكرامة والشرف في اطار عملنا * مجلس الشرف الحالي يفتقد إلى الشرف واعادة تركيبته عن طريق الانتخابات ضرورة ملحة نظم أعوان الإدارة العامة للديوانة التونسية وقفة احتجاجية جاءت اثر الانباء حول ما يتعرض إليه أعوان الديوانة في المعابر الحدودية براس جدير وذهيبة من اعتداءات عنيفة وانتهاك لحرمة السلك من قبل مجموعة من الثوار الليبيين المسلحين وبعض العناصر والمجموعات من متساكني منطقة الشريط الحدودي بن قردان محترفي التهريب من خلال محاولات الحرق حيث تعمد هؤلاء الرشق بالحجارة والاعتداءات المادية داخل الحي السكني للديوانة بمدنين بعد اكتشافهم لعملية تهريب كميات كبيرة من المخدرات قدرت ب 120كغ وتم التصدي لكل المجموعات المهربة. كثيرة هي الاعتداءات على أعوان الديوانة وعديدة هي التهم الكيدية التي توجه إليهم ولكن لا احد يمكن أن ينكر حساسية عمل هذا السلك وفاعليته في المنظومة الأمنية التونسية .هم حماة الاقتصاد من الدسائس والتهريبات وهم أيضا في وجه المدفع وليس من المنطقي التغافل عن هؤلاء وتهمشيهم من قبل سلط الإشراف .أعوان الديوانية التونسية عامة وأعوان المعابر الحدودية خاصة يعانون اليوم من معضلات عديدة أولها استهداف أمنهم مما يوجب حماتهم وثانيها وضعياتهم الاجتماعية والمادية الصعبة و ثالثها وليس آخرها طبعا تطويعهم في خدمة جهات معينة والتلاعب بهم في منظومات فساد بن علي والقائمة تطول .اليوم ومع أولى وقفاتهم الاحتجاجية بعد ثورة 14 جانفي و(للإشارة فإن هذا الاحتجاج لم يوقف سير العمل في كل الإدارات الجهوية والمعابر الحدودية ) يقف أعوان الديوانة صفا واحدا ليطالبوا بحقوق موحدة ومشروعة وغير تعجيزية على حد تعبيرهم . أعوان الديوانة الحدودية خاصة يعيشون الظلم والتهميش . في حديثينا مع النقيب محمد الحبيب الهبيل الناطق الرسمي للمكتب الوطني لنقابة الديوانة اختصر تجسيد الوضعية الراهنة لأعوان الديوانة في كلمتين "الظلم والتهميش "حيث قال:إن ما يتعرض له أعوان الديوانة في المعابر الحدودية برأس جدير وذهيبة من استهداف حياتهم وتعرضهم لمحاولات الحرق والاعتداءات المادية هو ناقوس إنذار بالخطر الذي يقبع فيه أعوان هذا السلك. وقال:إن جزاء عملنا بوطنية وحذر مع مفاجآت المعابر الحدودية يجعلنا في وضعية خطر لا تنتبه إليه وزارات الإشراف بل تهمشه وتستثنيه عن اهتماماتها ولهذه الأسباب وغيرها نقف اليوم وقفة احتجاجية مطالبين فيها بجملة مطالب شرعية 'مهنية غير مادية وغير تعجيزية بل نطالب أيضا بضرورة سرعة تفعيلها والاستجابة لها حماية لأعوان هذا السلك الذين هم محلفون على حماية اقتصادنا وحدودنا مع ليبيا وغيرها من دول المغرب العربي . أعوان الديوانة الحدودية بين مطرقة الثوار وسندان مجموعات التهريب ببن قردان من جانبه صرح السيد قردوحي رئيس لجنة الشؤون القانونية للنقابة أن حالة الفوضى التي تعم القطر الليبي والتعاون المشترك بين بعض ثوار ليبيا ومجموعات التهريب ببن قردان يشكلان تهديدا لأمن أعوان الديوانة ويعيقان حماية الاقتصاد التونسي بل وأكثر فهي تؤدي إلى موجهات دامية وحامية بين الأعوان وهذه الأطراف المسلحة والمتسلطة على كل المعابر الحدودية مع ليبيا . نطالب بحماية فعلية ومادية لأعواننا. كل هذه المعطيات التي تنتهك حرمة سلك الديوانة وأمنه لم يجد أعوان الديوانة حلا لها إلا الاحتجاج والتنديد بعد أن ضاقت صدورهم من تهميش سلطات الإشراف لهم ودرء أعينها عن المظالم التي يتحملونها وبعد أن تعبت أقلامهم وهم يراسلون ويقترحون ويعترضون و ويشتكون لأصحاب القرار ولكن دون أي تحرك أو استجابة ولو بسيطة لهذه المطالب الشرعية والمعقولة. فحسب السيد رضا يفتقد أعوان الديوانة يفتقدون لأبسط الوسائل الدفاعية لحماية أنفسهم من مخاطر هذه الأوضاع. القانون يحمينا وإدارتنا وسلط الإشراف تقصينا هذا وأضاف السيد رضا قردوحي أن الإدارة العامة وسلط الإشراف المطالبة حسب القانون الأساسي لسلك أعوان الديوانة لسنة1995 بحماية الاعوان والحفاظ على أمنهم لم تحركا ساكنا ولم تسعيا إلى تطبيق هذا القانون وهو ما دعا أعوان الديوانة إلى التنديد ضد تهميش الإدارة العامة للديوانة وسلط الإشراف لأعوان ومطالبتهما بإيجاد حصانة مادية تحقق أمن وسلامة الأعوان الديوانيين في كل التصنيفات والاختصاصات. نطالب السلط السياسية بالانتباه الى خطر الديوانة السياسية بلهجة فيها الكثير من الاستغراب والغضب أكد السيد رضا القردوحي باسم أعوان الديوانة أن مؤسسة الديوانة التونسية في مظلمة وخطر كبيرين وعلى كل الأطراف المعنية بالأمر الانتباه الى هذا الخطر وخاصة الأطراف السياسية التي تتصارع من اجل المناصب وتسعى الى تشكيل حكومة جديدة وتتغافل عن الأوضاع الراهنة والمتقلبة التي تعيشها بلادنا في كل المجالات والقطاعات وبالتالي نطالب بإيجاد قوانين أساسية لحمايتنا وحماية كل العناصر الأمنية والعسكرية التي تطالبها السلطات بحماية الوطن والقيام بمهامها دون الاعتناء بعنصر حماية هؤلاء الأعوان والتكفل بخلق أرضية قانونية ملائمة لتقوموا بمهامهم على أحسن وجه دون تسجيل اي خسائر بشرية او مادية في صفوفهم. كما أكد السيد رضا حرص أعوان الديوانة على ضرورة التدخل العاجل والفوري لحل هذه الأزمات ولإيجاد حلول عملية من خلال التعاون السياسي مع السلط الليبية والتعاون الأمني مع الديوانة الليبية كذلك للتصدي لكل المعضلات وخاصة بعد ان سجلنا عمليات حرق لمنازل بعض الأعوان وتشريد عائلاتهم وأبنائهم وبالتالي قال السيد رضا "ليس من المنطقي مطالبة هؤلاء الأعوان بالعمل في ظل هذه الظروف الظالمة والقاسية والتهميشية خاصة." المحافظة على الأمن الاقتصادي رهان المرحلة الحالية في الصدد نفسه أشار السيد رضا إلى ان المحافظة على الأمن الاقتصادي هو رهان المرحلة الراهنة خاصة في ظل التدهور الاقتصادي الذي تعرفه بلادنا ونقص وغلاء بعض المواد الراجع الى التعطيل الحاصل في نقاط عبور البضائع ومحاولات نزعها وإفتكاكها من قبل المهربين والعناصر المسلحة على الحدود الترابية التونسية. الديوانة التونسية تدفع ضريبة نظام فساد المخلوع في الحديث عن المنظومة الأمنية للديوانية ذكرّ السيد رضا بقيمة هذا السلك وفاعليته في حماية امن الاقتصاد وذكر كذلك بمدى تطويع هذا السلك لخدمة منظومة فساد العهد البائد ووضعه تحت إمرة وتصرف بن على وعائلته وقال السيد رضا في هذا الصدد:" اليوم الديوانة التونسية تدفع ضريبة تطويعها قسرا لخدمة بن على وتتعامل معها سلطات الإشراف الحالية بطريقة تهميشية وكأنها تعاقبها على ما كانت مجبورة على فعله وبالتالي هذا ليس منطقيا باعتبار ان النظام البائد تدخل في كل القطاعات وكانت الديوانة جزءا مفعولا به داخل النظام الفاسد لبن علي ونحن لسنا ضد المحاسبة وإنما بطريقة قانونية عادلة تسعى الى خلق أرضية ديمقراطية قانونية جديدة تعمل في إطارها منظومة الديوانة خاصة من خلال تنشيط العمل النقابي للديوانيين وتأطير الأعوان لإبلاغ أصواتهم ومطالبهم. "مجلس الشرف يفتقد لكل الشرف" في الحديث عن الاخلالات الموجودة داخل سلك الديوانة والإدارة العامة تحدث السيد رضا عن عدم فاعلية مجلس الشرف الذي من البديهي ان يوفر الشرف لأعوان الديوانة ولكنه يضم مجموعة تم وضعها في النظام البائد وبالتالي لم تكن فاعلة ولم تقم بواجبها وأوضح ان حل مجلس الشرف وإعادة صياغته بالتناصف عن طريق الانتخابات هو مطلب أساسي لأعوان الديوانة في هذه الوقفة الاحتجاجية خاصة بعد ان رفض هذا المجلس النظر في ملفات وقضايا الأعوان المطروحة عليه ووجّهها الى المحكمة الإدارية. كما طالب أعوان الديوانة بضرورة نشر المرسوم النقابي واعتبره السيد رضا حقا مشروعا مثل بقية النقابات الأخرى. لسنا في حاجة لحفل "تونسة الديوانة" بل حاجتنا الى قوانين تحمينا وتدعمنا. بالإشارة الى الحفل الذي تعمل سلطات الإشراف على تحضيره بمناسبة عيد "تونسة الديوانة" يوم6 ديسمبر أبدى أعوان الديوانة رفضهم لإقامة هذا الحفل في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا والتي يعاني منها أعوان الديوانة الذين يضعون حياتهم على "كف عفريت" من اجل حماية اقتصادنا وحدودنا من التهريبات. الكل ودون استثناء احتجوا ورفضوا هذه المبادرة واعتبروها تمويهية للتعبير عن رفاهية الوضعية للديوانيين في الوقت الذي يتعرض فيه الأعوان الى استهدافات عنيفة لحياتهم وحياة أسرهم. نحن مصرون على مطالبنا ولن نتراجع عنها من جانب آخر أكد السيد رضا النصري كاتب عام مساعد لنقابة الديوانة التونسية التزام كل الأعوان في كل الإدارات الجهوية والمكاتب الوطنية وعلى كل المعابر الحدودية بمواصلة الاحتجاج الى ان يتم التوصل الى حلول عاجلة وايجابية لحل كل المعضلات الأمنية والمادية والاجتماعية التي يعايشها أعوان الديوانة في هذه المرحلة الراهنة وما عايشوه من ظلم وتهميش زمن المخلوع ولازالوا يقبعون فيه بعد ثورة الحرية والكرامة. الظلم والتهميش هما محورا الوقفة الاحتجاجية التي نفذها أعوان الديوانة التونسية وسعوا من خلالها الى لفت انتباه سلط الإشراف والسلط السياسية التي تقصي هذه المنظومة من دائرة اهتماماتها وتضعها في آخر أولوياتها. الاحتجاج لم يعطل سير العمل ولكنه جاء للتأكد على ضرورة مراجعة قوانين المنظومة الديوانية ووضعها ضمن مسار الانتقال الديمقراطي باعتبارها آلية جوهرية لحماية امن الاقتصاد الوطني وتجنيبه خطر المهربين وشبكات قطاّع الطرق المسلحة التي تسعى جاهدة الى الاستفراد به وتحويل وجهته وإدماجه مع أنواع من التهريبات وأبرزها المخدرات التي بات أعوان الديوانة معتادين على إلقاء القبض على مهربيها يوميا وبطرق تعدّ صعبة تستهدف حياتهم وأمنهم. متابعة وحوار: إيمان الدجبي