: انطلقت الابحاث في هذه القضية على اثر معلومات وردت على فرقة مكافحة التفسخ الاخلاقي مفادها ان احد الكهول تسوغ فيلاّ بجهة سكرة وحولها الى وكر لممارسة البغاء واستجلاب الحرفاء من شبان ونساء. فباشر المحققون اجراء تحرياتهم وبعدما تأكدوا من صحة المعلومة استصدروا اذنا من النيابة العمومية بمحكمة اريانة وداهموا المنزل وضبطوا المظنون فيه الرئيسي وبعض الزبائين وبمزيد اجراء الابحاث انتهت حصيلة المورطين في القضية الى 14 شخصا 9 فتيات احداهن عمرها 17 سنة افردت بالتتبع ، واثنتان منهن تحصنتا بالفرار، كما تم ايقاف المتهم الرئيسي ومتهم اخر وهو سائق سيارة اجرة، وبقي 3 متهمين بحالة سراح من بينهم سائق «تاكسي» ايضا. واما التهم الموجهة اليهم فهي تعاطي البغاء السري بالنسبة للمتهمات والتوسط في الخناء بالنسبة للمتهم الرئيسي والمتهم الثاني الموقوف والمشاركة في البغاء فيما يخص المتهمين الثلاثة الاخرين، طبق احكام الفصول 231 و232 و233 من القانون الجزائي. وباستنطاق المتهم الرئيسي ذكر ان عمره 61 سنة وانه مطلق وعاطل عن العمل وله سوابق عدلية في العنف على زوجته، وفيما يخص هذه القضية فقد ذكر في اقواله انه تسوغ منزلا بجهة سكرة وتحديدا بحي راقي بمبلغ 650 دينارا وذلك لابعاد الشبهات وجعل منه وكرا لممارسة الخناء واصبح يستدرج معارفه من الرجال الميسورين وبعض الفتيات اللواتي يتعرف عليهن في المقاهي ويخبرنه بظروفهن الاجتماعية الصعبة فيعرض عليهن فكرة تعاطي البغاء بمقابل مالي، واضاف المتهم انه سبق وان تسوغ شقة بجهة المنار واعدها لممارسة نفس النشاط واقام بها مدة عامين ثم تحول الى المنزه وقام بنفس العملية ثم الى سكرة حيث وقع ضبطه. وذكر المتهم انه لجأ الى ذلك النشاط ليغطي مصاريفه اليومية لانه ليس له مورد رزق. وباستنطاق المتهم الثاني ذكر انه تعرف على المتهم الرئيسي بحكم عمله كسائق سيرة اجرة وسلمه رقم هاتفه فاصبح يتصل به لينقله من محل سكناه الى اماكن اخرى ولنقل بعض الفتيات اللواتي يزرنه، ونفى ان يكون قد شارك في ذلك النشاط المستراب. كما انكر المتهمون الاخرون ممارستهم الخناء مع المتهمات. واما اصغر المتهمات فقد ذكرت انها كانت تتردد على منزل المتهم الرئيسي لبيع مواد تجميل ونفت نفيا كليا تعاطيها البغاء وقد افردت هذه المتهمة بالتتبع، واما المتهمات الست الموقوفات فقد اعترفن بما نسب لهن. وذكرت اولهن وعمرها 24 سنة انها تعرفت على المتهم الرئيسي بمقهى بجهة المنازه واعلمته بحالة البطالة التي تعانيها فعرض عليها المساعدة وذلك بعرضها على اشخاص ميسورين في منزله فوافقت وترددت عليه في بعض المناسبات وكان يتفق مع الزبون على مبلغ محدد ثم يتقاسمه معها. واما المتهمة الثانية فذكرت في اقوالها انها تعرفت على المتهم الرئيسي بمقهى ايضا بعدما هربت من منزل اهلها وقد مارست البغاء بمقابل مالي. واعترفتا بقية المتهمات بتعرفهن على المتهم الرئيسي بنفس الطريقة وممارستهن البغاء مع زبائنه. وفي خاتمة الابحاث احيل المتهمون على انظار ابتدائية اريانة فقضت بادانتهم ولكنهم استأنفوا الحكم ليحالوا امام محكمة الاستئناف بتونس والتي ستنظر في هذه القضية في جلسة لاحقة. مفيدة القيزاني