أدانت الكنيسة الارثوذكسية التي يرأسها البابا شنوده الثالث سعي جماعة الاخوان المسلمين لتكوين ميليشيات مسلحة بغرض الهيمنة علي مقاليد السلطة في مصر. واعتبر عدد من رموز الكنيسة ظهور الطلبة المنتمين للجماعة بجامعة الازهر قبل اسبوع مرتدين زيا شبه عسكري بأنه يلقي الضوء علي وجود خلايا نائمة تابعة للجماعة ينبغي العمل علي اكتشافها وضبطها وتقديمها ليد العدالة. وفي تصريحات خاصة ل القدس العربي اكد د. نجيب جبرائيل المستشار القانوني للبابا شنوده ان عموم الاقباط في مصر يشعرون بقلق شديد من تنامي مظهر الدولة الدينية المتمثل في ظهور طلبة الجامعات بزي يشبه ما يرتديه عناصر الحرس الجمهوري الايراني وكتائب القسام في فلسطين وحزب الله في لبنان. وندد جبرائيل بسعي الاخوان المسلمين اقامة دولة علي اساس ديني معتبرا ما جري في ساحة جامعة الازهر قبل اسبوع بأنه يهدد سلامة وامن كافة طوائف المجتمع وعلي رأسها الاقليات التي تشعر بقلق بالغ من جراء زيادة تأثير الاخوان في الشارع. ودعا رموز في الكنيسة الارثوذكسية لضرورة تغليب مبدأ الحوار علي ما دونه من الوسائل بغرض تفعيل قوانين الحريات ومن اجل الحفاظ علي سلامة الوطن والمواطنين. وكان عدد من قساوسة مصر قد عبروا عن انزعاجهم الشديد من ظهور طلبة تابعين للجماعة مرتدين زيا شبه عسكري ورافعين شعارات تعيد للاذهان سيناريوهات الدولة الدينية والتي تسعي بعض القوي الاصولية لتكوينها خلال الفترة المقبلة. وفي تصريحاته ل القدس العربي اكد نجيب جبرائيل ان مخاوف الكنيسة واتباعها لها ما يبررها من ظهور دولة علي اساس ديني حيث سيؤدي ذلك لزيادة مشاعر العداء ليس فقط للاقليات وانما لمختلف الليبراليين والقوي الداعية للدولة المدنية. وقد دعا جبرائيل الي ضرورة الاستماع لاصوات العقلاء في الدولة سواء كانوا مسلمين او مسيحيين بغرض نزع فتيل الأزمة التي تعتري الشارع المصري حاليا والتي نجمت عن تداعيات ما جري في جامعة الازهر والقاء القبض علي ما يقرب من مئتين من الطلبة وقيادات تابعة للجماعة. علي صعيد آخر اكد جبرائيل ان المنظمة المصرية لحقوق الانسان التي يرأسها قررت عقد مؤتمر دولي في الحادي عشر من الشهر المقبل تحت عنوان حرية العقيدة بين الشريعة والدستور وذلك بهدف محاصرة الداعين لقيام دولة علي اساس ديني. ويرأس المؤتمر الشيخ محمود عاشور وكيل مشيخة الازهر والعديد من الشخصيات الدينية المسيحية والمسلمة بالاضافة لعدد من الشخصيات العامة. وقال جبرائيل ان اسباب عقد المؤتمر الحكم الذي اقرته احدي المحاكم المصرية مؤخرا والذي اقر بعدم حق البهائيين في قيد ديانتهم بالبطاقة الشخصية. ويشارك في المؤتمر عدد من البهائيين الذين ينظرون للحكم الاخير بأنه يتنافي كلية مع مبدأ حرية اعتناق الافراد للاديان كما يقر به الدستور. ويناقش المؤتمر ايضا تداعيات ظهور الميليشيات المسلحة في الشارع المصري وخلف اسوار الجامعة وتوابع تأثير ذلك علي فكر المجتمع وتوجهاته خلال المرحلة القادمة. علي صعيد اخر نفت جماعة الاخوان المسلمين وجود اي نية لتكوين ميليشيات مسلحة ورفضت اي اتهام من الكنيسة او غيرها من قوي المجتمع يشير الي تورط الجماعة في العمل المسلح. وفي تصريحات خاصة ل القدس العربي اكد محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة ان الاتهامات التي تنطلق هذه الايام ضد الاخوان تقف وراءها اطراف مغرضة وتدعمها الحكومة بغرض حشد الرأي العام للانقلاب علي الجماعة. واضاف ان الاجهزة الرسمية تشعر بالقلق بسبب تنامي تعاطف الشارع مع الاخوان لذا فهناك سيناريوهات الغرض منها تشويه صورتهم. وقال المرشد ان ما جري في جامعة الازهر هو سلوك صبياني وفردي نرفضه بشدة وسنستمر في طريقنا الذي ننتهجه وهو القائم علي التغيير السلمي . وشدد عاكف علي ان ادعاء اطراف مسيحية بوجود قلق داخل الاقباط من وجود دولة دينية محض افتراءات مشددا علي وجود علاقات متينة مع مختلف القوي الوطنية بما فيها رجال الدين المسيحي.