أحبط في الليلة الفاصلة بين يومي السبت والأحد الماضيين أعوان مركز الحرس البحري بالشابة أربع عمليات اجتياز للحدود البحرية خلسة بمعتمديتي الشابة وملولش وألقوا القبض على عشرات المهاجرين غير الشرعيين ينحدرون من سبع ولايات مختلفة وحجزوا سيارات ومبالغ مالية متفاوتة وذلك في أعقاب سلسلة من العمليات الاستباقية المناهضة لظاهرة "الحرقان". وقال مصدر أمني مسؤول ل"الصباح" ان وحدات الحرس البحري بالشابة توفرت لديها معلومات مؤكدة حول تخطيط أشخاص لتهريب البشر نحو الجنوب الايطالي انطلاقا من سواحل الشابة وملولش في أعقاب عملية استباقية تخللتها تحريات مختلفة، وبناء على ذلك كثف الأعوان من الدوريات بكامل مرجع نظرهم برا وبحرا وشددوا مراقبة الأماكن السوداء لانطلاق عمليات الهجرة السرية ما مكنهم من إحباط أربع عمليات خلال ساعات قليلة من الليلة الفاصلة بين السبت والاحد والقبض على 27 شخصا بينهم مفتش عنهما وفتاة وقاصر. عمليات استباقية وعن تفاصيل هذه العمليات الناجحة قال مصدر أمني مطلع في اتصال مع "الصباح" إن الاعوان ألقوا في العملية الأولى القبض على أربعة أشخاص أصيلو مدينة الحامّة من ولاية ڨابس بعد أن استقلوا الحافلة من مدينة صفاقس في اتجاه الشابة وتحديدا على مستوى قرية بني عثمان بعد أن حجزوا لديهم مبلغا ماليا قيمته 8725 دينارا تبين انهم سيسلمونه للحراق، وباستشارة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمهدية أذنت بإحالتهم على فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمهدية لمواصلة التحريات. وأضاف ان العملية الثانية تفيد بتوفر معلومة لدى الاعوان مفادها الاشتباه في توجه سيارتين من مدينة مجاورة نحو الشابة لإيصال أشخاص يرجح أنهم سيشاركون في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة، لذلك تم نصب كمين للعربتين إلا أن السائقين )أصيلا معتمدية طبلبة من ولاية المنستير) لم يمتثلا لشارة الوقوف وحاولا الفرار فتمت مطاردتهما وإيقافهما وحجز السيارتين وقد تعهد أعوان مركز الحرس البحري بالشابة بالبحث في القضية. أما العملية الثالثة فتشير الى تركيز دورية سيارة بالمدخل الشمالي لمدينة الشابة إثر تواتر معلومات عن وجود مخططات لتنظيم عمليات اجتياز الحدود خلسة، وفي ساعة متأخرة من الليل اشتبهوا في قدوم سيارتين يستقلّهما أربعة أشخاص، وبإيقافهم والتحري الحيني معهم تبين أنهم أصيلو مدينة مساكن، لذلك أوقفوهم وأحالوهم على فرقة الإرشاد البحري بالمهدية للبحث معهم. مفتش عنهما من بين الموقوفين.. ووفق المصدر ذاته فان العملية المحبطة الرابعة تتمثل تفاصيلها في توفر معلومات مفادها استعداد منظم عمليات "حرقان" لتنظيم "حرقة" انطلاقا من سواحل الشابة فراقبوا احدى النقاط السوداء في سرية تامة الى أن نجحوا في محاصرة كل المشاركين وعددهم 17 بينهم فتاة وايقافهم. وباقتيادهم الى المقر الأمني وعرض هوياتهم على الناظم الآلي تبين أنهم ينحدرون من ولايات تونس والقيروان والمهدية والمنستير فيما ثبت أن اثنين منهم محل تفتيش للمصالح الأمنية اضافة لوجود قاصر عمره 17 سنة وقد تعهد اعوان مركز الحرس البحري بالشابة بالبحث في الموضوع وتحديد هوية المنظم وإصدار منشور تفتيش في شأنه.