ماذا عن مستوى الاعلام والتنبيه للمخاطر المحدّقة بالسّواق؟ تونس الصباح ستشهد مختلف طرقات الجمهورية مع نهاية الاسبوع القادم حركية كبيرة في مختلف الاتجاهات وعلى جميع المحاور والطرقات الرئيسية والفرعية، تزامنا مع عطلة عيد الفطر المبارك حيث يستعد الطلبة والموظفون لقضاء هذه المناسبة صحبة العائلة الموسعة. وككل سنة وللاسف تسجل في هذه المناسبة حوادث مرور تحصد عديد الارواح وتوقع اعدادا اخرى من الجرحى مما ينغص فرحة العيد على الكثير من العائلات.. اسباب كثيرة تقف وراء تسجيل هذه الحوادث سنويا منها ما هو مرتبط بالسرعة والتهور اثناء القيادة لاسيما في صفوف سواق سيارات «اللواج» ومنها ما هو مرتبط بكثرة الحركة والاكتظاظ على الطرقات في هذه المناسبة ووجود عدد كبير من السواق لم يتعودوا على السياقة خارج مواطن العمران ولساعات ومسافات طويلة مما يؤثر على قدرتهم على التركيز. * للطريق دور كذلك عامل اخر لا يقل اهمية ويتسبب في عديد الحوادث وهو حالة بعض الطرقات التي يضع عدد كبير منها نقاط سوداء لها علاقة مباشرة بارتكاب الحادث اما لان البنية الاساسية وتصميم الطريق لم يراع بعض الجوانب الفنية او لوجود عوامل خارجية على غرار الانتصاب على الطريق في بعض الاتجاهات والمناطق نذكر على سبيل المثال طريق الفحص وطريق الجم وقابس.. وهي نقاط سوداء تكثر فيها حوادث الطرقات. تجدر الاشارة في هذا السياق الى ان وزارة التجهيز والاسكان احصت في وقت سابق هذه النقاط السوداء مع العلم ان المنطقة السوداء هي المنطقة التي يقع فيها 10 حوادث على طول 850م على مدى 5 سنوات ووجدت ما يقارب 218 نقطة سوداء على طرقاتنا. وتضيف مصادر وزارة التجهيز في هذا الاطار انه تم التدخل في اكثر من 99 نقطة سوداء لتلافي النقائص المسجلة وادخال تحسينات عليها. كما تمت برمجة حوالي 50 نقطة اخرى خلال المخطط الحالي للتنمية. * اعلام السواق رغم هذه المجهودات فان عديد النقاط السوداء لم تشملها بعد عمليات تعهد وصيانة مما يبقي خطر ارتكاب الحوادث ممكنا ومتوقعا في اية لحظة. وفي انتظار ان تشمل برامج الوزارة جميع هذه النقاط نتساءل في هذا السياق لماذا لا يتم التفكير في خطة اعلامية لتنبيه السواق ومستعملي الطريق بخطورة هذه الاماكن ولماذا لا تبذل جهود اكبر للتعريف بها بالتنسق مع الهياكل والمنظمات الناشطة في مجال الوقاية من حوادث الطرقات لاسيما وان هذه المنظمات تبرمج سنويا حملات توعية وتحسيس في المناسبات والاعياد لتوعية السواق بمخاطر الطريق؟ هذا على المستوى القريب اما على المستوى المتوسط والبعيد نشير الى ضرورة ان يكون موضوع التعهد بالنقاط السوداء من اولويات الهياكل المعنية بهذا الموضوع لتوفير التمويلات اللازمة وبرمجة التدخلات الخاصة بهذه المناطق في اقرب الاجال على غرار معالجة مواضيع ممرات المترجلين في بعض المحاور وتوفير الانارة الكافية في بعض الطرقات الى جانب تركيز المزيد من العلامات والاشارات المرورية الى غير ذلك من التحسينات التي وان تتطلب تمويلات كبيرة الا انها لا تضاهي حجم الخسائر البشرية المسجلة سنويا على طرقاتنا والتي بلغت 1516 قتيلا و15147 جريحا سنة 2006، هذا الى جانب الخسائر المادية حيث ان الكلفة الاجتماعية لحوادث المرور البدنية بلغت السنة قبل الفارطة اكثر من 280 مليون دينار!!!