مبدئيا هم مجموعة من التلاميذ والتلميذات مررت بهم في أحد أيام الأسبوع الماضي فسمعت ما لا أرضى لأحد أن يسمعه... تكلّم أحدهم فخرجت قذارة من فمه وكان يتحدث عن «زميلات» وصفهنّ بأنهن عاهرات وفاسدات... فأجابته إحداهن وطلبت منه ألا يكسّر رأسه بالحديث عنهن لأنهن فعلا بتلك الأوصاف (وأعادت طبعا تلك الأوصاف وهي فرحة مسرورة جدا)... وتكلمت واحدة أخرى وقالت للجميع: «أبعثوهم يشيطوا» وهي في الواقع لم تستعمل هذه الكلمة لأنها قالت كلمة أخرى لا أستطيع أن أعيدها أو أكتبها حتى بيني وبين نفسي... أما أنا فقد بقيت «باهتا في الإنتاج»... أنظر إلى محفظاتهم فأقول إنهم تلاميذ... وأسمع كلامهم فأقول إنهم «أخمج» من الصعاليك... فهل هؤلاء تلاميذ يا عباد الله أم صعاليك؟! سبحان الله!! حدثني زميل فقال: «في احدى محطات المترو كانت المرأة تقف كأيها الناس... طبيعية جدا... في صحة جيدة... وعندما جاء المترو صعدت مع خلق الله فجلس من جلس وعوّق من عوّق... أما هي فلم تلجس رغم توفر الفرصة لذلك... بقيت واقفة وسرعان ما «عوّجت» يدها اليسرى فلاحت كالمعاقة تماما أو ربما أكثر... ثم مدّت يدها الأخرى إلى الناس وشرعت في استعطاف الناس بصوت يبكي الحجر... لقد رأيت الناس يعطفون عليها ويعطونها ما كتب الله... لكن الذي طلع الدماء إلى رأسي أني لم أستطع منعهم من ذلك لأني رأيت وتابعت الحكاية من البداية... فيا سبحان الله مغيّر الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم»! غريبة! لأول مرة في حياتي أرى سيارات وحافلات تقف أمام الضوء الأخضر بمفترق شارعي الحرية ومدريد ففي ذلك المفترق يكون المرور عادة «بالببونية» أي للأقوى ولا معنى لتلك الأضواء إطلاقا ونفس الشيء كان يفعله المترجلون الذين لا يحترمهم أحد فلا يمرّ منهم إلا «الرقعة وخوه»! لقطة الاحترام الزائد هذه استرعت انتباهي فتساءلت هل نزل «العقولية» من السماء فجأة على هؤلاء القوم؟ وسرعان ما أتت الاجابة عندما نظرت ورأيت عون أمن يقف بين الأضواء ففهمت أن هذا الاحترام مفروض على القوم بدليل أن الحالة عادت من الغد إلى ما كانت عليه مع غياب عون الأمن عن المكان..! جميل... ولكن...! معروف أن القانون يرصد عقوبة من وزن الريشة على كل من يضبط في «سياقة في حالة بورطابل» (والعبارة من صنعي وجميع الحقوق محفوظة) قدرها عشرة دنانير «فقط لا غير» (والعبارة للفنان المعروف لمين النهدي الذي قيل لي إنه يستعملها كلما قام بتعمير صك بنكي ويكتبها في خانة المبلغ بلسام القلم) ومعروف أيضا أن أغلب السائقين التونسيين لا يخافون من هذا القانون وأن الكثير منهم كان سببا في حوادث قاتلة نظرا لانشغاله عن السياقة بالحديث بواسطة «البورطابل» ومنذ بضعة أيام رأيت شخصا يركن بسيارته على يمين الطريق وكان واضحا أن مكالمة هاتفية جاءته على جهاز البورطابل... وأن هذا الشخص كاد يكون سببا في حادث لأنه توقف فجأة دون أن يعطي فرصة لمن كان خلفه لتفاديه.. وفي النهاية فإن هذا الرجل مشكور لكن عليه أن يكون أكثر انتباها من أجل سلامته وسلامة الآخرين. شاري من تحت شاري!! منذ أكثر من شهرين استفحلت أزمة في أحد أنواع السجائر التونسية فصار الواحد من «الكيّافة» إذا وجد علبة منها فكأنه وجد كنزا رغم أن 90% من الموجود من هذه الماركة «مضروب» ولعل قوة بعض المضاربين أنهم استطاعوا أن يستحوذوا حتى على السوق فصار بعض أصحاب رخص بيع التبغ (الدخان بالعربي) يشترون منهم بسعر البيع للعموم ثم يبيعون لحرفائهم بأسعار أرفع... وعندما تسأل أحد هؤلاء التجار يقول لك: «ماذا عسانا أن نفعل والوكالة الوطنية للتبغ والوقيد عاجزة عن تزويدنا بهذا النوع بالذات من السجائر؟! هل نبقى مكتوفي الأيدي وهل نبيع بالسعر العادي وهو نفس السعر الذي اضطررنا للشراء به؟!»... وهذه طبعا يقال عنها بكل بساطة شاري من تحت شاري..! أفكار...؟ تتحدث احدى الومضات الإشهارية عن القوة والنشاط والحيوية التي تحصل لكل شخص يتناول منتوجا استهلاكيا معينا كل هذا جميل ومعقول لكن الغريب أن الفيلسوف صاحب الفكرة والفيلسوف مخرجها لم يجدا من عباد الله أجمعين سوى «طفل مبركل» لتجسيد هذه الفكرة العبقرية..! وأقسم بالله العظيم أن ذلك الطفل لو هبّت عليه ريح بسرعة 40 عقدة في الليل فإن أهله سيجدونه في بنقردان مع طلوع النهار... هذا إذا لطف به الله ولم تحمله الريح إلى ليبيا أصلا..!! رصد: جمال المالكي للتعليق على هذا الموضوع: