تحيي بلادنا في الحادي عشر من ديسمبر الجاري اليوم الوطني للأسرة لسنة 2008 تأكيدا لما توليه تونس من عناية بالغة للنهوض باوضاع الاسرة داخل الوطن وخارجه باعتبارها الخلية الاساسية للمجتمع وباعتبار ان تماسكها يمثل شرطا لتحقيق تماسك للمجتمع وتوازنه ونمائه وازدهاره. وان تونس لتؤمن راسخ الايمان بان الاسرة المتماسكة المتجذرة في هويتها الحضارية والمتعلقة باصالتها دونما انغلاق او تحجر هي اقدر على الاضطلاع بمسؤولياتها العائلية والاجتماعية الجسيمة وعلى تحمل اعباء التحولات والتغيرات الكبرى وبالتالي على بناء شخصية الفرد المتوازن المبدع القادر على تحقيق ذاته ومجابهة مقتضيات الحاضر وكسب رهانات المستقبل. كما كانت تونس من خلال وضع أول خطة وطنية للنهوض بالاسرة منذ سنة 1996 وتعزيزها بخطة ثانية في اطار المخطط العاشر للتنمية 2002/2006 ودعم هذا الجهد بالعديد من البرامج للنهوض باوضاع الاسرة في اطار شراكة استراتيجية مع المجتمع المدني وقطاع الاعلام. وقد تم في هذا الاطار اعتماد استراتيجية وطنية للاحاطة بالاسرة ونشر ثقافة حقوق افرادها وترسيخ قيم الشراكة والمساواة والحوار بينهم وتعميق الوعي باهمية اعادة توزيع الادوار داخل الاسرة ومزيد تطوير آليات الرعاية والاحاطة بمختلف مكوناتها بما يتلاءم اكثر مع حاجياتهم. كما تم الشروع في ارساء وحدة لرصد اوضاع الاسرة ومتابعة ما يطرأ عليها من تغيرات ومستجدات واحدثت لجان ضمن المجلس الوطني للمرأة والاسرة والمسنين تعنى بمشاركة المرأة في الحياة العامة والتوفيق بين الحياة الاسرية والحياة المهنية وادماج ورعاية كبار السن. ومن جهة اخرى تم اعداد استراتيجية لدعم قدرات الاسرة في مجال تنشئة الاطفال ووقايتهم من المخاطر الى جانب تنفيذ برنامج لاعداد الشباب للحياة الزوجية من خلال تثقيفهم في مجال الصحة الانجابية وترسيخ ثقافة الشراكة والمساواة بين الجنسين لديهم وتعويدهم على الحوار البناء لضمان التوازن والاستقرار داخل الاسرة ومساعدتهم على تجاوز الصعاب التي تؤدي ببعضهم الى تأجيل الزواج الى سن متقدمة. وفي اطار الشراكة مع المجتمع المدني تم اطلاق استراتيجية وطنية للوقاية من العنف داخل الاسرة وفي المجتمع وتنفيد برامج متكاملة لتثمين مكانة المسن ضمن الاسرة والمجتمع ودعم الترابط بين الاجيال، فضلا عن الاحاطة بالاسرة التي تعولها امرأة وبالاسرة المهاجرة، واعادة تأهيل النساء السجينات وادماجهن في اسرهن وفي المجتمع.ويتم في اطار نفس المقاربة الاعداد لاطلاق خطة مشتركة بين الوزارات والمنظمات والجمعيات المعنية للاحاطة بالمراهقين. كما حظيت الاسرة ذات الاحتياجات الخصوصية بعناية بالغة تجسمت بالخصوص في الرعاية الكبيرة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للأسر محدودة الدخل وحرصه الموصول على تحسين ظروف عيشها وتوفير المرافق الحياتية والسكن اللائق لافرادها والتشغيل لاحد ابنائها على الاقل مع الحرص على تعميم التغطية الاجتماعية والقضاء على ما تبقى من المساكن البدائية في آفاق السنوات القريبة القادمة. وكان الرئيس زين العابدين بن علي قد تحصل سنة 2001 على الدرع الشرفي للاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة وسنة 2002 على درع منظمة الاسرة العربية وسنة 2006 على جائزة منظمة الاسرة العالمية اعترافا لسيادته بجهوده الداعمة للسلام والتضامن والعدل للجميع وتحسين مستوى عيش الاسرة التونسية ورعاية الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية.