8 متضرّرين من عائلة واحدة فقدوا 30 ألف دينار بين عشية وضحاها اثنان من المتضرّرين ظلاّ ينتظران أمام سفارة فرنسا قدوم «المسؤول» ليسلّمهما «الفيزا» بنفسه! الأسبوعي- القسم القضائي: أذنت السلطة القضائية بقرمبالية نهاية الأسبوع الفارط لأعوان مركز الشرطة بنابل بفتح محضر بحث في قضية تحيّل يشتبه في تورّط امرأة فيها وتضرّر ثمانية أطراف بينهم ثلاث نساء وفتاة فيما يفوق المبلغ المالي المستولى عليه الثلاثين ألف دينار. أطوار هذه القضية فيها من الغرابة والطرافة الشيء الكثير إذ انطلقت باستضافة وانتهت بتحيّل وسرقة واختفاء المظنون فيها وصدمة وحيرة المتضرّرين الذين حلم بعضهم بالحصول على مسكن والبعض الآخر على عقد عمل بفرنسا وشق آخر على موطن شغل بإحدى المؤسسات العمومية. ضيفة مبجّلة وحسب إفادة المتضرّرين الواردة في عريضة لوكيل الجمهورية بابتدائية قرمبالية فإن «سمسارا» اصطحب المشبوه فيها وطفلها إلى منزل إحدى المتضرّرات وعرض عليها فكرة إقامتها (المرأة وابنها) بمحلّ سكناها لبضعة أشهر بسبب مرض ألمّ بها ويستوجب تردّدها على المستشفى الجهوي بنابل لعدة أسابيع ولذلك خيّرت الإقامة لدى عائلة عوض التنقل اليومي بين نابل ومقرّ سكناها فوافقت صاحبة البيت بعد استشارة زوجها وتحوّلت الأم وطفلها للعيش بنابل حيث قضّيا أسابيع عديدة «وين نحطّك يا طبق الورد» فقرّرت المرأة ومن ورائها - من تقول أنها عائلتها - رد الجميل للعائلة التي احتضنتها فأوهمت صاحبة الدار بأن خالها مسؤول رفيع المستوى في الشركة العقارية للبلاد التونسية وتمكنت من كسب ثقتها بعد «العِشرة» بينهما وأوهمتها بقدرتها على الحصول على منزل لابنها بمدينة قرمبالية وآخر لابنتها التي ينحدر زوجها من مدينة قفصة ففرحت صاحبة البيت وهاتفت ابنتها المقيمة -حاليا- بإيطاليا وعرضت عليها الفكرة فوافقت كما عرضت الفكرة على ابنها فلم يتردّد في الموافقة خاصة وأن هذه «الضيفة» زادت في كرمها تجاهه وأعلمته بأن خالها الأصغر مسؤول أيضا بوزارة الصحة وسيتدخّل له للحصول على موطن عمل بمستشفى نابل. هدايا «ملغمة» انطلت الحيلة على الأفراد الثلاثة من هذه العائلة (الأم والابن والابنة) فالبنت أرسلت مبلغا ماليا قدره خمسة آلاف دينار على دفعتين لوالدتها والابن سلم ل«فاعلة الخير» خمسة آلاف و300 دينار وبعض الوثائق. وكانت المشبوهة فيهما تعمل يوميا على كسب ثقة العائلة أكثر فأكثر من خلال إيهامهم بإرسالها لكلّ تلك الوثائق لقريبيها عبر الفاكس وتسلّمهما الوصل. وفي انتظار الهدايا الثلاث (المنزلان وموطن الشغل) وبعد أن استحوذت المتحيلة على ثقة صاحبة الدار أوهمتها بقدرتها على مساعدة من يرغب من أقاربها في الحصول على مسكن تابع ل«السنيت» بأبخس الأثمان وكذلك عقد شغل بشركة النقل بنابل أو عقد عمل بفرنسا وبرّرت لها استعدادها للمساعدة كردّ جميل للمعاملة الطيبة التي لقيتها رفقة ابنها وفعلا اتصلت صاحبة الدار بزوجة شقيقها المتوفي وعرضت عليها فكرة الحصول على مسكن اجتماعي فوافقت على الفور واتصلت هذه المرأة بالمظنون فيها وسلّمتها مبلغا ماليا قدره 3300 دينار وطلبت منها عدم إعلام أي كان باعتبار سريّة المسألة. زيادة الخير ما فيه ندامة! صاحبة الدار ظلت المسكينة «على نيتها» فاتصلت بأربعة من أقاربها أحدهم يقطن بنابل واثنان بقفصة ورابعة بالمعمورة و«بشّرتهم» بأن أمورهم ستسوّى من خلال ضيفتها التي اتصلت بكل واحد على حدة فتسلمت 3020 دينارا من شاب قاطن بقفصة وكذلك الشأن لخاله بعد أن وعدتهما بمساعدتهما على الحصول على عقد عمل بفرنسا كما تسلّمت 500 دينار من الفتاة القاطنة بالمعمورة لمساعدتها في الحصول على وظيفة بالشركة التونسية للكهرباء والغاز وتسلّمت -مبدئيا- 75 دينارا من الشاب القاطن بنابل لمساعدته على العمل بالشركة الجهوية للنقل بنابل. تحويشة العمر جمعت المظنون فيها كل هذه الملايين ثم أعلمت صاحبة الدار بأن والدتها القاطنة بفرنسا ستنزل ضيفة عليها وكذلك بعض أقاربها ليردّوا الجميل للعائلة كما أوهمتها بضرورة توجهّهما في اليوم الموالي إلى قفصة لمعاينة منزل ابنتها الجديد وطلبت منها أن تسلمها قطع مصوغها لتحملها إلى الصائغي لتنظيفها وصيانتها وفي ذات الوقت اتصلت هاتفيا بالمتضرّرين القاطنين بقفصة وأعلمتهما بضرورة التوجه إلى سفارة فرنسا بتونس لتسلّم جوازي سفرها و«الفيزا» ثم تركت المنزل للتوجه إلى الصائغي وظلت صاحبة البيت تطبخ الغداء للضيوف (!!) في التسلّل مرّت ساعة... ساعتان... ثلاث... انقطع هاتف «الضيفة» عن الرنين... حضر الغداء... وحضر الحالمان بالهجرة إلى فرنسا أمام السفارة... ظلّت «القصعة» منتصبة على طاولة خلت من أصحابها... فظلّ «القفصيان» مرابطين أمام السفارة في انتظار مجيء المسؤول بنفسه ليسلمهما «الفيزا»... ولكن... ظلّ كل شيء على حاله واختفت المتحيّلة على الأنظار... تاركة الجميع في التسلّل وفي حيرة من أمرهم (!!) صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: