تونس (وات) شيعت الاسرة القضائية قبيل ظهر الاحد جثمان القاضي الفاضل المرحوم محمد صالح العياري وزير العدل سابقا والرئيس الاول الشرفي لمحكمة الاستئناف بتونس، الذي وافاه الاجل المحتوم يوم السبت الى مثواه الاخير بمقبرة الجلاز بالعاصمة. وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان تأبين المرحوم معددا مناقبه وخصاله الانسانية والمهنية على امتداد مسيرته التي كانت حافلة بالاعمال الجليلة ومفعمة بالوطنيّة الصادقة محبة لتونس وولاء لها ولرجالاتها. واضاف ان مسيرة الفقيد القضائية التي بدات سنة 1942 بعد نجاحه في مناظرة القضاة اقترنت بالنجاح في كل المسؤوليات التي تحملها في مختلف انحاء البلاد انطلاقا من قابس مرورا بالكاف وصفاقس وسيدي بوزيد وصولا الى سوسة ثم الى تونس فكان من القضاة الوطنيين المناضلين الذين ساهموا في انجاح توحيد القضاء وتجاوبوا مع مجلة الاحوال الشخصية فضمنوا لها الاثراء والفقه القضائي الذي اصبح متداولا جيلا بعد جيل. وبين الوزير ان الفقيد تميز بتفانيه فى القيام بواجبه في مختلف الخطط التي تدرج فيها والمناصب التى تقلدها ومن اهمها تعيينه في فيفري 1986 وزيرا للعدل ثم وزير دولة وزيرا للعدل. وابرز ما حظي به الفقيد من ثقة من لدن الرئيس زين العابدين بن علي الذي عينه وزيرا للعدل فى اول حكومة بعد التغيير تقديرا لكفاءته المهنية العالية ليضطلع بمهامه بكل تفان ويسهم في الاصلاحات القانونية العميقة التي عرفتها البلاد منذ التحول. واوضح ان سيادة الرئيس اولاه رعاية متواصلة مستفسرا دائما عن صحته. واشار السيد البشير التكاري الى ان المرحوم محمد صالح العياري كانت له كذلك مسيرة علمية زاخرة من خلال مساهماته في عديد الملتقيات القانونية في الداخل والخارج توجت بعديد المؤلفات المرجعيّة التي اثرت المكتبة القضائية والقانونية وما تزال الى اليوم مرجعا للقضاة والحقوقيين التونسيين. واضاف ان الفقيد تحصل على الصنف الاول من وسام الاستقلال والصنف الاول من وسام الجمهورية. وحضر موكب الدفن عدد هام من افراد الاسرة القضائية والقانونية بتونس. للتعليق على هذا الموضوع: