تونس - الصباح: قبل حلول شهر رمضان تزايد الاقبال على بعض المنتوجات الغذائية خاصة منها الخضر الورقية واللحوم والأجبان.. ونظرا لان هذه المواد حساسة وقابلة للتعفن بسرعة ويمكن ان تعود بالمضرة على مستهلكها فقد اولتها فرق المراقبة الصحية اولوية قصوى في برنامج عملها الرمضاني. وذكر السيد سمير الورغمي ممثل ادارة المراقبة الصحية بوزارة الصحة العمومية ان الأيام القليلة السابقة لشهر الصيام تشهد عادة احتكارا لجل المواد الغذائية خاصة تلك التي يكثر استهلاكها خلال رمضان مثل الخضر الورقية واللحوم والأجبان. وبين الورغمي ان العديد من التجار يحتكرون البقدونس والسلق والكلافز لبيعها باسعار اغلى في اول ايام رمضان.. وعادة ما لا يقع توفير ظروف ملائمة لخزنها وحفظها وهو ما يؤثر على جودتها وسلامتها الصحية فتتغير رائحتها وتنطلق عملية مراقبة الخضر الورقية من اسواق البيع بالجملة وخاصة سوق بئر القصعة.. اذ يتم منع الفلاح من وضع تلك الخضر على الارض ودعوته لنقلها في ظروف ملائمة وعدم رشها بالماء وهو عمل اعتاده الباعة ليوهمون المستهلك بان معروضاتهم قد اقتلعت في التو من المزارع.. ولكن لئن كانت مراقبة الخضر الورقية في اسواق الجملة سهلة خاصة في ظل التنسيق بين مصالح المراقبة الصحية ومصالح المراقبة بتلك الاسواق، فان مهمة المراقبة تصبح صعبة واحيانا مستحيلة اذا تعلق الأمر بالاسواق الموازية اذ ان العديد من الفلاحين يبيعون خضرواتهم مباشرة الى المستهلك ويجلبونها في سيارات فلاحية وينتصبون على مقربة من الاسواق.. وفي هذا الصدد اكد سمير الورغمي على انه تقرر تكثيف المراقبة للحد من هذه الظاهرة التي تستفحل في شهر رمضان وقد تم للغرض التنسيق مع مصالح وزارتي التجارة والصناعات التقليدية والداخلية والتنمية المحلية قصد التصدي للاسواق الفوضوية والباعة العرضيين للخضر الورقية. اللحوم والأسماك ليست الخضر الورقية فقط محور اهتمام مصالح المراقبة الصحية بمناسبة حلول شهر رمضان.. بل تقررت مضاعفة الجهود للحد من التجاوزات المسجلة من قبل الجزارين وباعة الدجاج والاسماك،، لان هذه المواد شديدة التأثر بعامل الحرارة. وذكر ممثل ادارة المراقبة الصحية ان مراقبة اللحوم تمر من المسالخ الى وحداث النقل وصولا الى محلات البيع ولاحظ ان اهم المخالفات التي تسجل يوميا في قطاع اللحوم تتعلق بالعرض.. نظرا لعدم احترام شروط حفظ الصحة فيه وكثيرا ما نشاهد لحوم الخرفان معروضة على قارعة الطريق امام ابواب محلات الجزارين دون اكتراث بما يمكن ان يلوثها من غبار متطاير او ابخرة سامة تنفثها وسائل النقل الى جانب تعرضها للفح اشعة الشمس الحارّة. وذكر الورغمي انه تقرر حجز كل اللحوم التي لا يحترم باعتها شروط حفظ الصحة.. كما تقرر حجم اللحوم التي لا يوجد عليها تأشير (اي اللحوم غير المطبوعة) لانها ذبحت في الخفاء ولم تحترم المسالك القانونية. اما بالنسبة للأسماك.. ونظرا للراحة البيولوجية المعتمدة فينتظر ان يكون العرض اقل من الطلب.. وللحفاظ على سلامة الاسماك ستحرص فرق المراقبة الصحية على حد قول سمير الورغمي على مراقبة ظروف العرض ودعوة التجار الى الاكثار من الثلج على البضاعة. الحليب ومشتقاته ذكر سمير الورغمي ممثل ادارة المراقبة الصحية بوزارة الصحة العمومية انه تقرر ايضا تكثيف المراقبة الصحية للحليب ومشتقاته.. ونظرا لارتفاع درجات الحرارة خلال شهر رمضان ينتظر ان يشهد الاقبال على اللبن والرايب والريقوتة والأجبان التقليدية ارتفاعا كبيرا. ولاحظ ان استهلاك الحليب ومشتقاته المعروضة على قارعة الطريق امام بعض الدكاكين تحت اشعة الشمس مضر بالصحة. واضاف المصدر نفسه ان المراقبة الصحية للمواد الغذائية خلال شهر رمضان ستشهد نسقا تصاعديا خاصة وان الصائفة قائضة وكل زلة او هفوة قد تنجم عنها عواقب وخيمة على صحة المستهلك. وللوقاية من التسممات الغذائية والأمراض المرتبطة بالاغذية يجب الحرص على احترام شروط حفظ الصحة في كافة مراحل تحضير الغذاء ابتداء من مرحلة التزود بالمواد الاولوية مرورا بمرحلة خزن وحفظ هذه المواد وتداولها وانتهاء بمرحلة اعداد وتوزيع الأكلات الجاهزة وذلك اضافة الى ضرورة مراعاة احترام شروط حفظ الصحة الشخصية بالنسبة لمتداولي المواد الغذائية في كافة المراحل.