أحيل أمس على أنظار الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم في مقتبل العمر أحضر موقوفا لمحاكمته في قضية جنائية تتعلق التهم فيها بقتل نفس بشرية عمدا ومحاولة قتل نفس بشرية عمدا. وبالرجوع للوقائع فإنه في ليلة 13 أوت 2005 التقى المتهم صديقه بعدما أنهى يوما شاقا في عمله، ولذلك احتسى بعض قوارير الخمر صحبة صديقه ومن ثمة توجها الى محل لبيع المواد الغذائية وذلك لشراء السجائر ولما كان يتجاذب أطراف الحديث مع البائع فوجئ بمجموعة من الشبان يناهز عددهم العشرة كانوا بحالة سكر ثم اقتربوا منه (المتهم) وشرعوا في استفزازه وذلك بنعته بنعوت خادشة للحياء فحاول تفاديهم ولكن أحدهم تقدم منه وأخذ قبعته فيما ضربه آخر على رجليه فأسقطه أرضا ومن ثمة انهال عليه البقية ضربا وركلا، كما أصابوه بقوارير الجعة الفارغة على رأسه، ورغم وجود بعض الحاضرين فإنهم لم يتدخلوا لصاحله وبعد عناء كبير نجح في الافلات منهم وتوجه مباشرة الى منزله وكانت الدماء تنزف من رأسه وجسده، فتسلح بسكين وهراوة وخرج مسرعا الا أنه فوجئ بأفراد المجموعة يحاصرون المنزل ويرشقونه بالحجارة فحاول صدهم وحصل تدافع بينه من ناحية وبينهم من ناحية أخرى فرفع عصاه وأصابهم بطريقة عشوائية، ثم سدد طعنة لأحدهم أردته قتيلا وسدد عدة طعنات استقرت ببطنه وأنحاء أخرى من جسده، وبعدها حل أعوان الأمن وقاموا بنقل المصابين الى المستشفى وتبين أءن أحدهم فارق الحياة، فيما تولى الاطار الطبي العناية بالمصاب الثاني ونجحوا في انقاذه من موت محقق. وبإيقاف الجاني اعترف أمام باحث البداية بالافعال المنسوبة اليه وأكد على أنه كان في حالة دفاع شرعي عن النفس. وباحالته أمس على أنظار هيئة المحكمة بين أن الهالك والمتضرر وبقية المجموعة هم من بادروا بالاعتداء عليه وضربه بوحشية مما تسبب في كسر ساقه وجرح رأسه، ولم يكتفوا بذلك فقد لحقوا به الى منزله واعتدوا عليه. وبإحالة الكلمة الى محامي الدفاع رأى أن منوبه ضحية أعمال العنف التي سلطتها عليه مجموعة من الشبان كانوا بحالة غير طبيعية ويضربون كل من يعترض طريقهم وقد سبق أن اعتدوا على شخص آخر بالعنف الشديد وسلبوه أمواله ثم ومن سوء حظ منوبه أن وجدوه في المحل فاستفزوه وعنفوه وما كان منه الا أن حاول رد الفعل والدفاع عن نفسه، فسدد طعنة عشوائية للهالك وطعنات أخرى للمتضرر. وبين الدفاع أن منوبه لم يتعمد ارتكاب الجريمتين وطلب التخفيف عنه وبعدما سجلت المحكمة مرافعته حجزت القضية للمفاوضة.