هل يمكن استعمال مكابح السرعة المعتمدة في الشاحنات والحافلات لدى «اللواج» للحدّ من سرعتها؟ تونس الصباح: تمثل «اللواج» إحدى ابرز وسائل النقل العمومي غير المنتظم للأشخاص على الطرقات، لذلك تتوالى المجهودات على الدوام من أجل العناية بهذا القطاع وتطوير أدائه والاحاطة بأصحابه... لكن ومهما يكن من أمر فإن الحاجة باتت تدعو اكثر من اي وقت مضى الى ضرورة دراسة حاجيات هذا القطاع بشكل معمق ودعوة كل الاطراف لابداء رأيها في كل القرارات التي تتخذ بشأنه بحثا عن ايجاد بعض الحلول التي مازال يعاني منها اصحاب هذه السيارات وخاصة سواقها. ضرورة تحديد السرعة عبر مكابح مثل ما هو موجود بالحافلات والشاحنات لقد بات العديد من المواطنين يخشون ركوب «اللواج».. ويتفادون اعتمادها في سفراتهم خاصة الطويلة، وذلك خوفا من حوادثها الكثيرة التي تنجم اساسا عن السرعة وعدم تركيز سائقها وما يلحقه من سهو نتيجة التعب الذي يتعرض له وطول الطريق ايضا... وتشير بعض المصادر من داخل القطاع ان هذه العوامل تعتبر من الابعاد الاساسية في احجام العديد من المواطنين عن ركوب اللواج، حتى وان كانت حاجتهم متأكدة وهم في حاجة الى ربح الوقت... كما يؤكد البعض من سواق هذه السيارات التكالب على المادة من طرف ارباب هذه السيارات مما فرض نسقا سريعا للنشاط اليومي استوجب السرعة التي نلاحظها والاتعاب التي يتعرض لها سائق السيارة حتى وان كانت المسافة طويلة ومن شمال البلاد الى جنوبها.. وأكد لنا البعض من هؤلاء السواق ان نسق النشاط اليومي القوي ينعكس على صحة السواق ايضا وهو ما يجعل اي سائق لا يمكنه ان يواصل العمل في القطاع اكثر من 4 الى 5 سنوات، ليهرب بجلده بحثا عن عمل آخر. وتبقى معظلة السرعة في قطاع سيارات اللواج واضحة، ولعل كثرة الحوادث التي تنتج عن هذه السيارات دليل على ذلك. وتعتبر حوادث اللواج حتى وان كانت لا تحتل المرتبة الاولى في عددها اليومي او الشهري او السنوي دوما فضيعة وكثيرة الضحايا، حيث قل ان يسجل حادث سيارة لواج على هذا الطريق او ذلك ويخرج منه الراكبون سالمين. وبناء على جملة هذه المظاهر فإن الضرورة تدعو الى الاهتمام بهذا الجانب قبل غيره . وهنا يطرح السؤآل حول سرعة هذه السيارات، التي تبقى شأنا عاما كغيرها من السرعة المعتمدة في السيارات الخاصة، لكن الملاحظ حتى في هذا الجانب ان سواق «اللواج» لا يحترمون قوانين السرعة على الطريق. ومن هذا المنطلق عبر بعض السواق عن اسفهم والضغط المسلط عليهم من طرف ارباب السيارات، ودعوا الى ضرورة ايجاد مكابح سرعة داخل اللواج شأنها في ذلك شأن الشاحنات والحافلات. العمل على مدار الليل والنهار ويشير سواق هذه السيارات الى مسألة اخرى يعتبرونها على غاية من الخطورة... وتتمثل في عمل سائق اللواج ليلا ونهارا... ويؤكدون ان هذا البعد يبقى سبب البلاء على جملة من المستويات، حتى وان تداول سائقان على السيارة الواحدة... فهذا الاسلوب حسب رأي البعض يضر بصحة السائق الذي يعمل مرة بالليل واخرى بالنهار فيفقده التركيز ويقلل من قدرته على التيقظ الدائم.. ومن هذا المنطلق فإن نظام العمل على مدار الساعة لا بد ان يتوقف لأنه شكل من الاستنزاف الذي تطال مضاره حتى السيارة ذاتها، حيث لا يوجد الوقت للعناية بها وتفقدها، فكثيرا ما تحصل الاعطاب على الطريق او يكون الحادث نتيجة تعطل اجزاء من السيارة أو انفجار عجلة من عجلاتها. في مجال تجديد الاسطول وتطوير خدماته الموجهة للحريف ان تجديد الاسطول بقي من المسائل ذات الاختلاف الدائم بين ارباب سيارات «اللواج» والسلط المشرفة... فكثيرا ما تؤكد السلط المشرفة على ضرورة تجديد الاسطول بشكل دوري وجعلت سقف 10 سنوات لعمر سيارة اللواج، لكن الذي يلاحظ في هذا الجانب هو المطالبة الدائمة لمالكي سيارات اللواج بالتمديد في عمر السيارة ومنحها على الاقل مدة اضافية للعمل فوق العشر سنوات كسقف اقصى لاستعمالها في المجال. وفي هذا الجانب تؤكد المعطيات المتوفرة ان كثرة اسعمال سيارة اللواج، ونشاطها الدائم ليلا ونهارا، والمسافات التي تقطعها وحالة الطرقات قد يجعلها غير صالحة للاستعمال في المجال أكثر من 5 سنوات، ولهذا فإنهم يدعون الى ضرورة التقليص من عمر السيارة في مجال استعمالها ك«لواج»... ويؤكدون ايضا على ايجاد السبل الكفيلة والتسهيلات المتواصلة امام ارباب الاسطول لتشجيعهم على تجديد اسطولهم على الدوام. ويعتبرون ان ما اشاروا اليه من مسائل هي الاساسية للنهوض بالقطاع وتحسين آدائه والتقليل من الحوادث التي تنجر عنه في كل يوم وساعة.