3.526مليار أورو ديون 20 ناديا في موسم واحد فوز اسبانيا بكأس العالم صرف الشارع الكروي في اسبانيا عن التفكير في الازمة المالية التي عصفت بأكبر أنديتها وتحولت الانظار الى الاحتفالات الصاخبة والتي استمرت اسابيع عديدة في جميع المدن الاسبانية وخاصة في مدريد وبرشلونة اللتين توحدتا لاول مرة بفضل اللقب العالمي. ورغم ما تنشره الصحف الاسبانية والعالمية من اخبار عن صفقات مدوية بملايين الدولارات الا ان الحقيقة تبدو مغايرة تماما. فالاندية الاسبانية صحيح انها ثرية ولديها موارد قارة تغطي بها نفقاتها ولكنها انزلقت في السنوات الاخيرة وراء دوامة التسابق المحموم للتعاقد مع النجوم. مورينهو والأزمة ريال مدريد على سبيل المثال انفق ما لا يقل عن 250 مليون أورو من بينها 19 مليون لتمويل صفقتي كاكا وكريستيانو الا انه لم يحقق اي لقب هذا دون احتساب صفقة المدرب مورينهو الذي يعتبر الاعلى اجرا في العالم بالنسبة للمدربين. وحتى نادي برشلونة عملاق الدوري والذي يحتل المركز الثاني في قائمة شركة ديلويت للاستشارات المحاسبية لأغنى أندية العالم من حيث الدخل اعترف بوجود مشاكل تتعلق بالسيولة وقال رئيسه الجديد ساندرو روسيل إن النادي الكاتالوني طلب قرضا بنكيا تبلغ قيمته 150 مليون أورو (190 مليون دولار) لعلاج «مشاكل السيولة». وتزامن أسوأ كساد تواجهه اسبانيا منذ 50 عاما على الأقل مع انهيار سوق التمويل العقاري والارتفاع الشديد في تكاليف انتقالات اللاعبين والرواتب في دفع الأندية بشكل أكبر نحو الانهيار وأجبر بعضها مثل ريال مايوركا على أن يوضع تحت الحراسة القضائية. وأصبح الوضع خطيرا منذ فترة لكن الإجراءات التي اتخذت لمواجهة ذلك من الاتحاد الأسباني لكرة القدم ورابطة دوري الدرجة الأولى والحكومة الاشتراكية كانت قليلة. نفوذ الكبار وحقوق البث وجزء كبير من المشكلة هو النفوذ الذي يمتلكه برشلونة ومنافسه التقليدي صاحب الإنفاق الضخم ريال مدريد الذي تصدر قائمة ديلويت لأغنى أندية العالم بدخل بلغ 401.4 مليون أورو في موسم 20082009 مقارنة بدخل برشلونة البالغ 366 مليون في الفترة ذاتها. وعلى عكس بطولات الدوري الأوروبية الأخرى تتفاوض الأندية على صفقات الحقوق السمعية والبصرية - وهي مصدر دخل أساسي للأندية - بشكل منفرد ويحصل ريال مدريد وبرشلونة معا على ما يقرب من نصف حصيلة عقود البث التلفزيوني التي تبلغ 600 مليون أورو. وقال انخيل باراخاس وهو أستاذ مساعد للإدارة المالية في جامعة فيغو «عدم الاستقرار المالي في اسبانيا سببه بالأساس هو الإنفاق المفرط على اللاعبين.» وأضاف «هذا الإنفاق المتزايد هو محاولة البقاء في دائرة المنافسة مع اندية مثل ريال مدريد وبرشلونة اللذين يملكان قدرة أكبر كثيرا جلب المداخيل». وتابع «هذا يعني أن العديد من الأندية تستثمر أموالا طائلة في لاعبين بما يتجاوز إيراداتها». واستطرد الخبير قائلا «تتراكم عليهم ديون لا يستطيعون مواجهتها ويدخلون تحت الحراسة القضائية أو يبيعون أصولا من أجل البقاء.»واقترحت رابطة الدوري الأسباني وضع سقف لحجم الإنفاق كل عام على رواتب اللاعبين والانتقالات يبلغ 70 بالمائة من الدخل لكن محللين قالوا إن ذلك سيترك مساحة كبيرة للأندية للالتفاف حول القرار. وتصاعدت المعركة حول الدخل الذي تدره عقود البث التلفزيوني الاسبانية في ماي الماضي عندما قالت بعض الأندية الغنية إنها تخطط لإنشاء بطولة منفصلة. وحثت الاندية الأكثر فقرا الحكومة على ادخال نظام الصفقات المجمعة المستخدم في الدوري الانقليزي الممتاز وبطولات أخرى لكن خايمي ليسافتسكي وزير الدولة لشؤون الرياضة قال لصحيفة ماركا بأنه ليس مستعدا للتدخل. ديون ضخمة وأظهرت دراسة قام بها خوسيه ماريا جاي الأستاذ في جامعة برشلونة ونشرت في ماي الماضي أن 20 ناديا في دوري الدرجة الأولى الأسباني يدينون معا بمبلغ 3.526 مليار أورو في موسم 20082009 ارتفاعا من 3.49 مليار في الموسم السابق. وتقلص الدخل لأكثر من النصف ليصبح أربعة بالمائة فقط من 10 بالمائة في موسم 20072008 وارتفعت تكاليف التشغيل إلى 1.704 مليار أورو وهو ما يزيد بمقدار 249 مليون عن دخل الأندية الذي بلغ 1.455 مليار. ولم تحقق سوى اندية ريال مدريد وبرشلونة ونومانسيا المتواضع الذي هبط للدرجة الثانية أرباحا تشغيلية بينما بلغ إجمالي تكاليف العمالة 85 بالمائة من عائدات التشغيل.