تونس-الصباح مثلت الندوة الوطنية لإطارات الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات بمناسبة الذكرى 20 للتحول المنعقدة يوم أمس باشراف الدكتور محمد قديش الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية ،مناسبة للوقوف عند جملة الانجازات المحققة في مجال العناية بمجال الطرقات والبنية الأساسية والنقل بصفة عامة المحققة خلال السنوات الأخيرة لكنها مثلت أيضا مناسبة للوقوف عند بعض الاشكاليات المطروحة في مجال الوقاية من حوادث الطرقات لا سيما أن هذه الأخيرة لا تزال تحصد الكثير من الأرواح سنويا ولا تزال تونس تصنف ضمن الدول التي تسجل فيها أعلى نسبة حوادث وقتلى وجرحى على الطرقات. تطرق المشاركون في الندوة في هذا السياق إلى موضوع رخص السياقة الذي يرى البعض أنه بصيغته الحالية لم يعد يستجيب لحاجيات السواق من التكوين وتساءل أحد المتدخلين هل رخصة السياقة هي رخصة قيادة أم رخصة موت؟ في إشارة ضمنية إلى محدودية التكوين الحالي الخاص بالحصول على "البرمي". تضمنت تساؤلات المتدخل أيضا تفصيل جملة من النقائص في نظام إعطاء الرخص الحالي من ذلك أنه تساءل : كيف تسلم رخصة السياقة لشخص لم يتمرن على السياقة على الطرقات السيارة لاختبار مدى تحكمه في السيارة عند القيادة في سرعة مرتفعة ؟ وكيف تسلم رخصة السياقة لشخص لم يخضع لإختبار قدرته على السياقة خلال الليل خاصة أن الشهادات الطبية التي تطلب من المترشح للحصول على امتحان سياقة تبقى وللأسف إجراء شكليا لا يخضع المترشح بموجبها إلى فحص لقدراته البصرية أو غيرها وإنما يحصل عليها في أغلب الأحيان دون إجراء الفحص؟... وتساءل المتدخل أيضا:كيف يبقى الممتحن (بكسر الحاء) في مركز امتحان الحصول على رخصة السياقة أكثر من 20 سنة؟...
التربية المرورية في تعليقه على مجمل هذه الأسئلة حول امتحان رخصة السياقة في صيغته الحالية لم ينف السيد محمود بن فضل الرئيس المدير العام للوكالة الفنية للنقل البري الحاجة الملحة لاصلاح وتنقيح نظام الحصول على رخص السياقة وذكر أنه من الضروري تطوير اختبار الحصول على رخصة السياقة للوقوف عند قدرة السائق على التحكم في العربة وقدرته على السياقة الصحيحة المتزنة والتعامل مع أخطار الطريق وأشار السيد بن فضل أن هذا الموضوع سيكون بالتأكيد محور اهتمام في المستقبل للحد من حوادث الطرقات... وأضاف الرئيس المدير العام للوكالة الفنية للنقل البري أنه من الضروري أيضا العمل على العناية أكثر بموضوع التربية المرورية لمستعملي الطريق ووضع برامج لرسكلة الحائزين على رخص السياقة في مجالات التربية المرورية. إذ أنه لا يكفي الحصول على المعارف المتصلة بالتحكم في السيارة فحسب بل يجب تطوير قدرة السائق على التصرف المتزن على الطريق واحترام إشارات المرور وحسن التعامل مع مستعملي الطريق الآخرين لوضع حد لبعض السلوكيات الخطرة على الطرقات التي تودي سنويا بآلاف الأرواح ونشير في هذا السياق أن احصائيات السنة الفارطة حول حوادث المرور أفرزت 1516 قتيلا و15147 جريحا...
اشكاليات مطروحة نذكر موضوع حزام الأمان في مناطق العمران الذي تؤكد جمعية الوقاية من حوادث الطرقات في كل مرة على ضرورة العودة إلى اجبارية حزام الأمان داخل مواطن العمران. من جهة أخرى أشار مدير عام المرصد الوطني للمرور أنه يجري حاليا إحداث 5 فروع للمرصد في مختلف جهات البلاد.