تتراوح نسب تراجع نتائج القطاع السياحي خلال الشهر الجاري مابين 60 و70 بالمائة وتجاوزت نسب التراجع هذه المعدلات في بعض المناطق السياحية.ولعل الجنوب أبرز الوجهات السياحية التونسية المتأثرة بتراجع توافد السياح سيما وأن الشهر الجاري والأشهر الفارطة كانت موسم ذروة النشاط السياحي في الصحراء التونسية. ولعل ذلك ما دفع بوزير السياحة في الحكومة المؤقتة إلى تنظيم رحلة لبعض الدبلوماسيين خلال الأسبوع الفارط إلى الجنوب التونسي في محاولة لطمأنة الأسواق السياحية الأوروبية ودفعها لرفع الحظر عن سفر رعاياها إلى الجهات الداخلية التونسية. الغاء الحجوزات ورغم هذه الخطوات لإنقاذ الموسم الكارثي كما وصفه وزير السياحة مهدى حواص فإن مصادر عديدة تشير إلى تواصل إلغاء الحجوزات على الوجهة التونسية لصالح وجهات أخرى على غرار اسبانيا وتركيا واليونان وتسجل النسبة الأكبر في إلغاء الحجوزات في السوقين الفرنسية والالمانية وهما من أهم الأسواق السياحية للوجهة التونسية. يذكر أيضا أن نسبة الإيواء في جميع الوجهات السياحية التونسية لم تتجاوز ال 6 بالمائة خلال شهري جانفي وفيفري الفارطين. تأثر أيضا نشاط الرحلات البحرية السياحية فلم يسجل توافد أي سفينة خلال الشهر الجاري رغم أهمية هذا المجال لا سيما بالنسبة لبعض وكالات الأسفار والأدلاء السياحيين وحرفيي الصناعات التقليدية. وتفيد مصادر مطلعة أن منظم الرحلات السياحية البحرية الأول باتجاه تونس "كوستا " أقدم مؤخرا على الغاء الوجهة التونسية من برمجته هذا الموسم. حملات ترويجية ونظرا لأهمية هذا النشاط السياحي المتنامي في السنوات الأخيرة في تونس إذ بلغ عدد السياح الوافدين عبر الرحلات البحرية حوالي 895 ألف سائح خلال السنة الفارطة واستعدادا لموسم الذروة خلال شهري أفريل وماي المقبلين تعمل حاليا الجهات المعنية على حمل المهنيين العالميين في مجال السياحة البحرية على عدم فقدان ثقتهم في الوجهة التونسية وستنظم بالمناسبة بالتنسيق مع وزارتي النقل والسياحية وديوان الموانئ وديوان السياحية يومي 30 و31 مارس الجاري زيارة عمل لمنظمي الرحلات البحرية السياحية للإطلاع عن قرب على العودة التدريجية لاستقرار الأوضاع الأمنية في تونس بعد الثورة. من جهة أخرى يسعى ديوان السياحية إلى تنفيذ برنامج ترويجي استعجالي في الأسواق السياحية التقليدية لاستهداف من لم يقرروا بعد مكان قضاء عطلتهم لعل الوجهة التونسية ما بعد الثورة تستهويهم وتثير فضولهم للإطلاع عن قرب على تونسالجديدة. السياحة الداخلية يعول كذلك على السوق الجزائرية وتم الشروع بعد في تنفيذ حملات ترويجية تستهدف السياح الجزائريين إلى جانب ذلك ينتظر أن تلعب السياحة الداخلية دورا هذه الصائفة في تجاوز بعضا من النقص المسجل في توافد السياح الأوروبيين. وكانت وزارة السياحية قد قامت قبل انطلاق العطلة المدرسية بحملة ترويجية عبر وسائل الإعلام المحلية تشجع التونسي على الإقبال على المؤسسات السياحية وتنتظر حاليا وزارة الإشراف انتهاء العطلة لتقييم نتائج الحملة ومدى اقبال التونسي على النزل والمناطق السياحية وستكون النتائج مقياسا أيضا لاستشراف الدور الذي سيلعبه التونسي هذه الصائفة في دعم القطاع السياحي بعد الثورة التي أثرت سلبيا على توافد السياح الأجانب.