بنغازي مدريد وكالات تفيد المعلومات الواردة أمس حول آخر تطورات الموقف في ليبيا بأن مؤشرات انهيار نظام العقيد معمر القذافي تحت وطأة مقاومة الثوار الليبيين لكتائبه المسلحة وكثافة الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) باتت واضحة للعيان خصوصا مع تواتر الأنباء المؤكدة حول اضطرار العقيد للاختباء والاكتفاء بالتنقل داخل السراديب في طرابلس خشية استهدافه ومواجهته المزيد من الصعوبات في الاتصال بجنوده على الارض. ولعل أبرز تلك المؤشرات التأكيد الوارد أمس على لسان المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو حول تلقي مدريد رسالة من مكتب رئيس الحكومة الليبية، تتضمن «عدة مقترحات يمكن أن تقود إلى وقف إطلاق النار». وأوضح المتحدث الإسباني - دون أن يكشف عن طبيعة تلك المقترحات - أن مكتب أمين اللجنة الشعبية العامة في ليبيا (رئيس الحكومة) البغدادي المحمودي، وجه الرسالة التي تلقتها مدريد، إلى عدد من العواصم الأوروبية الأخرى. وأضاف أنه لا يمكنه في الوقت الراهن أن يذكر أسماء تلك العواصم. وتشارك إسبانيا في العمليات العسكرية التي يقودها «الناتو»، لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، بهدف حماية المدنيين من الحملات الانتقامية التي تشنها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي.
تفاصيل عرض القذافي
وكانت إحدى الصحف البريطانية قد كشفت في وقت سابق أمس فحوى رسالة ذكرت أن المحمودي يعتزم توجيهها إلى عواصم غربية، يقترح فيها وقفاً فورياً لإطلاق النار، وتتضمن استعداد نظام القذافي لبدء محادثات «دون شروط» مع قادة المعارضة. وقالت صحيفة «الانديبندانت» إن نظام القذافي عرض أيضاً، بحسب ما جاء في الرسالة، إصدار «عفو عام» عن الثوار الذين يخوضون معارك طاحنة مع قواته، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الليبية قال أيضا أنه سيتم البحث في وضع دستور جديد للبلاد، وأن «ليبيا المستقبل ستكون مختلفة تماماً عن ليبيا قبل ثلاثة شهور».
تأكيد أممي
وفي نيويورك، كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه تحدث مع رئيس الوزراء الليبي، وأكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات جادة، لبدء المرحلة الانتقالية لحكومة تلبي تطلعات الشعب الليبي. وقال كي مون، في محادثة هاتفية مع المحمودي، إن مبعوثه الخاص عبد الإله الخطيب عقد محادثات مع قادة المعارضة عند زيارته العاصمة الليبية الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه سيعود مرة أخرى إلى طرابلس. وقال مسؤول كبير في الجيش الكندي أول أمس أن القذافي مرغم «على الاختباء» بسبب الغارات الاطلسية على طرابلس كما أنه «يواجه المزيد من الصعوبات للاتصال» بجنوده على الارض. ويشار الى ان كندا هي احدى الدول الرئيسية التي تشارك في مهمة الحلف الاطلسي في ليبيا.
على صعيد الوضع الميداني، دوت أصداء القصف الصاروخي مساء أول أمس لليلة الثانية على التوالي في العاصمة الليبية طرابلس، واستمرت حتى فجر أمس، في غارات تنفذها طائرات تابعة للناتو ضد أهداف تابعة لنظام القذافي. وقالت مصادر حكومية إن الغارات استهدفت مدرسة محلية، غير أن «الناتو» رد بأنه لا يمكن في الوضع الراهن التأكد من صحة هذه الإدعاءات، مشدداً على أن الغارات استهدفت تجمعاً للآليات على مقربة من مقر القذافي في «باب العزيزية» وسط طرابلس.
برلسكوني ينفي
على صعيد آخر، شكك رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني بأن يكون احد ابناء العقيد الليبي، سيف العرب (29 عاما)، قتل كما زعم النظام الليبي في غارة للناتو في 30 أفريل الماضي. ونقلت وكالة الايطالية «أنسا» أول أمس عن برلسكوني تأكيده ان «التحالف غير متورط، انها مسرحية ودعاية... اصغر ابناء القذافي لم يكن في ليبيا فعليا وكان يعيش في دولة اخرى وقصة مقتل احفاده الثلاثة لا اساس لها». واضاف «انها معلومات اجهزتنا»، في اشارة الى اجهزة الاستخبارات الايطالية على ما يبدو.