شخصت الندوة الوطنية المنتظمة أمس حول قطاع الدواجن الوضع السائد بالقطاع مستعرضة أبرز مواطن الضعف والقوة في كل صنف من أصناف الإنتاج والمقترحات الكفيلة بتجاوز الإشكاليات القائمة وضبط خارطة طريق جديدة للقطاع لا سيما في مجال الدجاج الابيض لإخراجه من الأفق المنسد أمامه في ظل تراكم مشاغل هذه المنظومة. حوصلة لنقاط علة القطاع أوردها د رياض كرمة مدير عام المجمع المهني للدواجن والأرانب في تقرير قدمه للحضور بالندوة . تضمن في الجانب المتعلق ببيض الاستهلاك مسائل تهم الاشكالات المترتبة عن كثرة الطلب المسجل لإحداث منشآت البيض مع حصر تراخيص الإنتصابات الجديدة بولايات دون أخرى ,هذا علاوة على الانتصابات غير القانونية لأكثر من 1,300مليون طير ما يطرح مسألة مراقبتها .من النقائص كذلك ما يتعلق بمسالك التوزيع وجودة المنتوجات جراء عدم احترام أحكام كراس شروط ممارسة تجارة التوزيع في حلقات التبريد والنقل والعرض والحفظ لينضاف لهذه الاشكالات مسألة الاختلال القائم بين قيمة الكلفة عند الانتاج وسعر البيع. كما تتعلق الاخلالات بارتفاع كلفة المواد الأولية الموردة من الأعلاف إضافة إلى الجانب الصحي الذي يشهد ارتباكا في مستوى المراقبة جراء الانتصاب العشوائي للمداجن كما تطرح صعوبات في مراقبة مرض السلمونيلا , وتطرح أيضا مسألة اللقاحات الموردة وعدم ملاءمتها للحاجيات الميدانية للبياطرة علاوة على نقص نجاعة المضادات الحيوية لاستعمالاتها العشوائية... تحرير البرمجة وتضمنت المقترحات الخاصة بالتوجهات المستقبلية التي يترك للمهنيين في مختلف حلقات المنظومة اقرارها جملة من الفرضيات منها الإبقاء على البرمجة ونظام إسناد حصص الأمهات أو التخلي المرحلي عن البرمجة أو كذلك التخلي الكلي عن البرمجة وتحرير توريد الأمهات مع إبراز سلبيات وإيجابيات كل فرضية. وفي تصريح ل "الصباح" أورد رياض كرمة أن الفرضيات تبقى مقترحات معروضة على المهنة للحسم فيها واختيار ما يضمن مصلحة وديمومة القطاع ككل وهو الهدف من الندوة التي تجمع مختلف الأطراف للتشاور والتحاور وتقديم المقترحات..وأفاد فيما يتعلق بتواصل ظاهرة بيع الدجاج الحي حيث يستمر ترويج 46بالمائة من المنتوج خارج المسالك المنظمة أن ظاهرة الذبح العشوائي تفاقمت بعد الثورة ما يثير مخاطر انتشار الأمراض مشددا على ضرورة احترام كراس الشروط المنظم لهذه العملية وتكثيف آليات المراقبة داعيا وزارة التجارة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة في هذا المجال . دعم القطاع على صعيد آخر وباستفسار وزير الفلاحة والبيئة الذي أشرف على افتتاح الندوة عن موقفه من مطلب المهنة تقديم الدعم الكافي للمنتجين لمساعدتهم على تجاوز المشاكل المالية الخانقة التي يمرون بها خاصة في مجال دجاج البيض أعرب محمد المختار الجلالي ل "الصباح" عن صعوبة الاستجابة لهذا المطلب حاليا باعتبار ضغط الإمكانيات المتاحة مذكرا في السياق ذاته بالاجراء الذي كانت اتخذته الحكومة في مارس 2011لفائدة القطاع والقاضي بإلغاء العمل بالأداء على القيمة المضافة على الأعلاف كما تم تحرير الأسعار عند البيع ... وبخصوص الملف الصحي أكد الجلالي ضرورة القضاء على الذبح العشوائي واحترام كراس الشروط المنظم للاتجار في هذه المنتجات منبها إلى وجود أكثر من 1,300مليون دجاجة خارج إطار الترخيص القانوني ما يطرح تساؤلات عدة حول مراقبتها الصحية . وحول مقترحات تحرير توريد الأمهات والبرمجة أشار إلى أن التشاور والتوافق بين مختلف الأطراف الفاعلة صلب المنظومة يشكلان القاعدة الأساسية لهذا التوجه. التلاقيح والأدوية البيطرية من جانبه شدد د نورالدين بن شهيدة مدير عام المعهد الوطني للبحوث البيطرية على مخاطر العودة القوية للذبح العشوائي للدجاج بعد الثورة ملحا على أهمية المراقبة الصحية كما الردعية للمخالفين. وشجب بن شهيدة هيمنة الإطارات الفنية على مهمة المراقبة الصحية في مستوى نقاط البيع والحال أنها تعود للبيطري. كما عرج على مسألة الدواء البيطري الذي يتعين أن يعود تداوله والتصرف فيه للبيطري خلافا لواقع الحال حتى يتم القضاء على الاستعمالات العشوائية للأدوية من قبل المربين ومنها المضادات الحيوية التي تثير رواسبها بالسلسلة الغذائية للدواجن تساؤلات المستهلكين. في ذات السياق دعا المتحدث الدولة إلى الكف عن احتكار مجال التلاقيح وفرض النوع الذي تختاره على الأسواق مبرزا أهمية تشريك البيطري في هذه العملية عملا بمقولة "أهل مكة أدرى بشعابها ".