أسدل الستار على الدورة 24 من مهرجان" نامور" السينمائي الدولي للأفلام الفرانكفونية واسند جوائزه وكان للعرب فيها نصيب وشرف نالته المخرجة اللبنانية نادين لبكي وهو أمر لم يكن مستبعدا حيث كانت ميزة هذه الدورة مغازلة العرب عبر تأكيد الرغبة الغربية في الاطلاع على ثقافتهم من خلال ما سجلته الأشرطة السينمائية عن ماضيهم وراهنهم وما وصلهم على ما يبدو من أخبار عن الثورات العربية. ووصل عدد الأفلام التي اختيرت للمشاركة في مهرجان " نامور" 150 فيلما من الدول الناطقة باللغة الفرنسية في مشارق الأرض ومغاربها ومن بلجيكا وفرنسا وإقليم الكيبيك بكندا ومن رومانيا وسويسرا ولبنان والجزائر والمغرب والسنغال وبوركينا فاسو وفيتنام. وقد كانت تونس من بين الدول المشاركة بفيلم " لا خوف بعد اليوم " الذي وان لم يكن ضمن المسابقة الرسمية فقد حرص على مشاهدته عدد من الممثلين والمخرجين البلجيكيين وتردد في بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية ان الحضور صفق للفيلم بعد العرض وان رئيس المهرجان أوليفير غورمت أكدت على أن التصفيق ليس للفيلم فقط وللمخرج الذي سجل بالكاميرا تكسير حاجز الخوف وإنما أيضا للثورة التونسية وللذين ضحوا بأنفسهم من أجل تونس وتحقيق الانتقال الديمقراطي فيها. في هذا المهرجان الفرنكفوني نالت المخرجة اللبنانية نادين لبكي ثلاث جوائز عن فيلمها "وهلا لوين". وعنوان فيلم نادين لبكي "وهلا لوين" باللهجة اللبنانية يعني باللغة العربية "والآن إلى أين " وهو سؤال ورد على لسان أبطال الفيلم من سكان القرية وهم يحاولون دفن شاب قتل برصاصة قناص واحتاروا في مكان دفنه ( مقبرة إسلامية أم مسيحية) وهو في الحقيقة يلخص الحيرة التي تنتاب اللبنانيين عندما يفكرون في مستقبل بلدهم ومجتمعهم والأجيال الجديدة التي تولد لتجد نفسها في مجتمع مبني على توازنات طائفية دقيقة، وعرضة للانهيار مع انهيار اي طوبة في البنيان الاجتماعي. وفي هذا الفيلم حسب ما ورد في وسائل الإعلام وضعت المخرجة نادين لبكي المرأة أمام عدسة الكاميرا وهي في مركز الدائرة وفي مركز الفعل. وروت من خلاله حياة سكان قرية يعتنقون ديانات مختلفة (مسلمون ومسيحيون) خلال الحرب الأهلية اللبنانية، عندما كانت اللبنانيات تحاولن إبعاد الرجال عن أجواء الحرب، وتبدعن حلولا لإنهائها تصل إلى حد السريالية. حتى أنهن تقررن تغيير دينهن وتعتنق المسيحيات الإسلام والمسلمات المسيحية، في محاولة لحماية مجتمع القرية من خلال الحصن العائلي، لتقول نادين لبكي انه إذا أمكن تجنب "الحرب الطائفية" داخل العائلة الواحدة التي أصبح قطباها يعتنقان ديانتين مختلفتين، فلعل ذلك يؤدي إلى تجنبها في العائلة الأكبر: القرية طبعا مثل هذا التكريم للسينما العربية يثلج الصدر ولكننا تمنينا لو كانت تونس حاضرة في المسابقة الرسمية وفي بقية أقسام المهرجان وغيره من المهرجانات العربية والأجنبية بأكثر من فيلم "لا خوف بعد اليوم ". تمنينا لو أننا تمكنا من حسن استغلال الفرصة التي منحتنا إياها الثورة التونسية ولو كانت لنا من الأفلام الجديدة والجيدة ما يسمح لمن رغبوا في التعرف على تونس وعلى راهن شعبها عبر السينما من الأشقاء العرب والبلدان الغربية وأرادوا تكريم ثورتنا بتوفير فرص لعرض أكثر ما يمكن من الأفلام ولكن هذه الفرص ضاعت كما ضاعت علينا الفرصة التي منحنا إياها مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي (مصر) الذي اختار تونس كضيف شرف لدورته 27 تقديرا لافتتاحها للثورات العربية" ولكن لا أفلام لدينا والموجود اغلبه لا يمثلنا وبيروقراطيتنا مازالت سيدة الموقف على ما يبدو.