مكة المكرمة الصباح من مبعوثتنا الخاصة إيمان عبد اللطيف كراسات شروط لتحديد الإقامات.. ومكتب دراسات لاختيار المراقبين قال السيد معز بوجميل الرئيس المدير العام لشركة الخدمات الوطنية والإقامات خلال لقاء جمعه بالوفد الإعلامي المرافق للحجيج التونسيين أن "الشركة شرعت في التفكير في جملة من الإجراءات الخاصة بالموسم القادم على خلفية الإشكاليات والعراقيل التي واجهها هذا الموسم" وأضاف "ممثلو الشركة سيستغلون تواجدهم خلال هذه الأيام بالأراضي المقدسة للتعاقد ولو وقتيا مع مختلف الفنادق الموجودة سواء بمكة أو المدينة وذلك وفقا لكراسات شروط تم جلبها من تونس حتى يبقى متسع من الوقت لتدارس كل الصعوبات التي يمكن تسجيلها". كما أكد بوجميل وعلى هامش ما طرأ من تخاذل من طرف بعض المرافقين أن: "الشركة ستلتجئ إلى مكتب دراسات لاختيار المرافقين الذين قد يخضعون إلى اختبار أكثر عمقا لتحديد امكانياتهم في التأطير والمرافقة". ومن جملة الإجراءات التي سيقع تدارسها ما يهم يوم النفرة من عرفة إلى مزدلفة إلى مخيم منى حتى يقع تجنب أكثر ما يمكن من المتاعب والمشاق. وقد تناول اللقاء الإعلامي بالنقاش عدة إشكاليات شهدها موسم حج هذه السنة تمحورت أساسا حول التأطير الصحي والديني والتنظيمي وهي معوقات كان بالإمكان التصدي لها ومواجهتها قبل الانطلاق إلى أداء مناسك الحج. من هذه الإشكاليات التي أخذت حيزا زمنيا كبيرا خلال الندوة الصحفية طاقة استيعاب مخيم منى التي لا تتجاوز حدود ال75 بالمائة من الحجيج التونسيين الذين تجاوز عددهم هذا الموسم 10 آلاف و370 حاجا، ذلك أن هذه المعلومة معروفة لدى المسؤولين باعتبارها إجراء معمولا به منذ عدة سنوات إلا أنه لم يقع التعمق في تناوله وتمريره لا إعلاميا ولا خلال اللقاءات التوعوية وحلقات الإرشاد الديني لمن يهمهم الأمر خاصة منهم الحجاج. كما كان من الأجدر إعلام الجميع بأن الشركة لا تتسلم مخيم منى إلا قبل أربعة أيام من انطلاق مناسك الحج، وهو وقت غير كاف لتفقد كل الأمور خاصة منها دورات المياه قبل أن يؤم إليه الحجاج وذلك حسب ما أدرجه المراقبون في تقاريرهم. وبالنسبة لتأطير ومرافقة الحجيج التونسيين عبر السيد معز بوجميل عن استيائه من بعض المرافقين الذين أخلوا بواجباتهم ولم يبذلوا الجهود الكافية لتفادي العديد من المشاكل التي حصلت خلال ساعات النفرة وتسببت في ضياع وإرهاق عدد لا بأس به من الحجيج، "حتى أن البعض منهم أغلق هاتفه الجوال منذ يوم عرفة حتى الرجوع إلى مكةالمكرمة" على حد قوله، وفي المقابل أثنى على جهود قلة منهم والذين حققوا إنتاجية فاقت نسبتها ال150 بالمائة. كما عبر الرئيس المدير العام لشركة الخدمات الوطنية والإقامات عن استيائه من بعض عناصر البعثة الصحية وإبدائهم الكثير من التشنج والتملص من تقديم الخدمات الصحية لبعض المرضى خاصة لمن هم في حاجة لعيادة الطبيب بغرفهم. وقد كان للمرشدين الدينيين نصيب من النقد من قبل ممثلي "منتزه قمرت" والصحفيين حيث لوحظ أن البعض منهم تخلى عن مهامه فضلا على أن البعض منهم أيضا غير متمرسين وبصفة دقيقة للإرشاد الديني، بالإضافة إلى سلوك البعض من الحجيج التونسيين الذي كان مخجلا. لقد حاول السيد معز بوجميل جاهدا بسط كل الإشكاليات التي سجلها هذا الموسم مع محاولة تبرير بعض الأخطاء وتحميلها أطرافا أخرى منهم التونسيون المقيمون بالسعودية وآخرون تحصلوا على تأشيرات سياحية والذين حاولوا تهميش موسم هذه السنة "لغاية في نفس يعقوب" حيث أضاف بوجميل "أن شركة الخدمات الوطنية والإقامات حاولت وعلى مدى أشهر عديدة جعل هذا الموسم استثنائيا يتماشى مع متطلبات المشهد التونسي بعد الثورة إلا أنه وقع ماهو ليس في الحسبان بما في ذلك أن "بعض المرافقين خذلوا الشركة ولم يكونوا في مستوى الثقة التي عهدت إليهم". وتجدر الإشارة أيضا من خلال جملة الملاحظات التي تلت سلوك الحاج التونسي وما تلفظ به وأسلوب احتجاجاته أن العديد من الحجيج التونسيين أتوا وفي اعتقادهم أنهم "يتعاملون مع شركة مشبوهة تابعة لأطراف معينة نهبت أموالهم واستغلتهم حتى أن أحد الحجيج طالب بإعادة هيكلة الشركة، فكانت ردة فعل بعضهم انتقامية تدقق في أبسط المسائل". وتجدر الإشارة إلى مغادرة أكثر من 450 حاجا تونسيا اليوم، مطار مدينة الحجيج بجدة مقسمين على رحلتين، تقلع الأولى على الساعة الخامسة و20 دقيقة بالتوقيت المحلي، أما الرحلة الثانية تقلع على الساعة الثامنة ليلا و30 دقيقة في اتجاه مطار تونسقرطاج الدولي.