تونس - الاسبوعي: في ظل تواصل ارتفاع كلفة الفاتورة الوطنية للطاقة ..وفي ظل تنامي الحاجيات الطاقية للبلاد.. وفي وقت يحتل فيه قطاع الطاقة حيزا هاما وطلائعيا من المقدرات المالية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد.. انخفض كما هو معلوم الانتاج الوطني نسبيا من هذه المادة.. ولذلك اتجه العمل لتطوير الاكتشافات الجديدة لتعويض التراجع الطبيعي في إنتاج الحقول الرئيسية بالبلاد على غرار البرمة وعشتارت وسيدي الكيلاني مع تكثيف أشغال البحث التي عرفت نسقا قياسيا بين 1998 و2007 ... وقد عملت تونس وخاصة منذ الثمانينات على ارساء سياسة طاقية تساير التطور الحاصل في البلاد ومن بين أهداف هذه السياسة تكثيف أشغال البحث ويتجلى ذلك بالخصوص في بعث شركة متفرعة عن الشركة التونسية للأنشطة البترولية (ETAP) هدفها تنمية أشغال البحث والانتاج بالداخل والخارج.. ولم تهدأ حركة البحث والتنقيب في ..2007 وبلغت مستوى قياسيا أثمر نسبة نجاح ب 50% بكلفة مالية ناهزت 300 مليون دولار.. وهذه الاشغال أثمرت إنجاز 10 اكتشافات جديدة ومن ضمنها أربعة وضعت على سكة الانتاج والاخرى مبرمجة لسنة 2008 . اكتشافات جديدة وأخرى قديمة تم خلال سنة 2004 اكتشاف بئر وحيدة هي «دالية» بطاقة انتاجية متوسطة بالجنوب التونسي.. في حين ارتفع العدد الى ثلاثة في 2005 وهي: «نور» بالجنوب و«جنات» بالجنوب ايضا.. إضافة لموقع جديد بالبرمة. وفي إطار نفس التوجه تم وضع اكتشافات سابقة تم العدول عن استغلالها بسبب كلفتها المرتفعة على سكة الانتاج تباعا في السنوات الاخيرة..بعد أن أصبحت ذات جدوى اقتصادية بفعل ارتفاع الأسعار في الاسواق النفطية العالمية.. على غرار «المعمورة» و«بركة» و«جبل القروز».. ولقد وقع اكتشاف هذا الاخير على سبيل المثال عام 1981 ..ولم يلب حينها الاحتياجات من حيث المردودية في ظل معطيات اقتصادية معينة..وأصبح اليوم ذو مردودية اقتصادية مقبولة بالنظر الى أسعار النفط العالمية.. فدخل طور الانتاج سنة 2005 بطاقة انتاجية عالية في البترول والغاز المصاحب.. وعموما فإن كل الاكتشافات على سطح اليابسة تعد مربحة حاليا بالنظر للاسعار المطروحة في الاسواق العالمية.. وبالاضافة «لجبل القروز» فقد تم تشغيل حقل «وذنة» الذي تم اكتشافه عام 1978 .. ودخل طور الانتاج الفعلي في نوفمبر 2006 بطاقة إنتاجية تقدر ب 24 ألف برميل يوميا.. وكذلك «المعمورة» المكتشفة في 1987 وستدخل حيز الانتاج الفعلي في 2009 . التركيز على أشغال البحث وتمر الاكتشافات بعدة مراحل.. أهمها المرحلة الاولى التي تبدأ برخصة البحث والتي يكلف القائم بها بأشغال استكشافية قد تؤدي أولا تؤدي لحصول اكتشافات.. وهي محدودة بمدة معينة.. وتصدر في الرائد الرسمي للبلاد التونسية مع امكانية التمديد فيها في صورة عدم الاستكمال والبحث وقد يحصل التمديد لمرة واحدة أو لمرتين متتاليتين.. وفي حال حصول الاكتشاف تتم أشغال تقييمية على عين المكان من خلال حفر بئر أو آبار تقييمية للانتاج. وكذلك الغاز الطبيعي والى جانب النفط يذكر أن هناك اكتشافات جديدة وآفاق واعدة لاكتشافات أخرى في الغاز.. وتجري حاليا دراسات لانجاز أنبوب عابر للصحراء انطلاقا من الجنوب لإيصال الغاز لمدينة قابس ولم لا تصديره انطلاقا من أنبوب (TRANSMED) الجزائري الرابط بين الجزائر وأوروبا. علما وأن الأنبوب الحالي الذي يربط قابس بالجنوب لا تتحمل طاقته الانتاج المنتظر من الاكتشافات الجديدة والمتوقع إنتاجها مستقبلا.. حيث أن مشروع غاز الجنوب من المنتظر أن تبلغ طاقة إنتاجه حوالي 1.4 مليون م3 في اليوم من الغاز.. وتجري حاليا أشغال بناء أنبوب ثان من مدينة «أم الشياه» الى قابس عن طريق شركة فرنسية.. إضافة لتطوير حقل صدربعل في خليج قابس وهو الذي تم اكتشافه عام 1975 .