الدخول منذ أمس في اضراب ورفع الشارة الحمراء من قبل الإطارين الطبي وشبه الطبي والفنيين والعملة القصرين الصباح يعيش المستشفى الجهوي بالقصرين منذ اسبوعين حالة من التوتر والغليان بسبب عدم وجود طبيب انعاش بعد ان اضطر الطبيب الوحيد الذي تم انتدابه قبل حوالي شهرين الى الهروب والانسحاب نتيجة الارهاق الكبير الذي اصابه وهو الذي يشتغل 24/24 يوميا في مستشفى على ذمة جهة كاملة يبلغ تعداد سكانها حوالي 600 الف نسمة.. ولئن تم الالتجاء الى طبيب اجنبي يشتغل في المستشفى (لكنه ليس من نفس الاختصاص) لإجراء بعض العمليات الاستعجالية فانه شعر هو الاخر بالتعب وخرج في عطلة مرضية وارسل شهادة طبية تبرر ذلك فتعطل العمل بمختلف قاعات العمليات التابعة للمستشفى فلم يجد الاطار الطبي وشبه الطبي والفنيون بل وحتى العملة غير الدخول بداية من امس الاثنين في اضراب تحسيسي مع حمل الشارة الحمراء لمطالبة وزارة الصحة بالتدخل العاجل ولمعرفة اكثر تفاصيل حول وضعية المستشفى الجهوي بالقصرين اتصلنا بناظر قسم الانعاش رفيق البناني الذي خاطبنا وهو يبكي من شدة التأثر: " لدينا 9 مرضى في قسم الانعاش مهددون بالموت في كل لحظة والاطباء لا يستطيعون ان يقوموا لهم باي شيء لأنه لا يوجد في المستشفى اي طبيب انعاش دون الحديث عن عشرات المرضى الاخرين في بقية الاقسام ينتظرون منذ مدة اجراء عمليات جراحية. فهل يعقل ان يبقى مستشفى جهوي في منطقة تضم اكثر من نصف مليون ساكن بدون طبيب انعاش ؟ والغريب اننا اتصلنا منذ انسحاب الطبيب الوحيد قبل اسبوعين بالإدارة الجهوية للصحة والوزارة فقيل لنا ساعتها ان الوزير الجديد لم يباشر مهامه بعد والان مر اكثر من اسبوع على تنصيبه وما تزال الاوضاع على ما هي عليه ولهذا قرر كل الاطباء والفنيون والممرضون والعملة بالمستشفى الدخول منذ أمس الاثنين في اضراب تحسيسي وحمل الشارات الحمراء وانا اوجه على اعمدة جريدة " الصباح " صيحة فزع لوزارة الصحة لأقول لها ان عشرات المرضى في المستشفى الجهوي بالقصرين مهددون بالموت وهناك من توفي ولم نستطع ان نجري عليه عملية جراحية في غياب طبيب انعاش مثل شاب جزائري اصيب مؤخرا في حادث مرور تم نقله الى المستشفى في حالة خطيرة". هذا ولئن يشكو مستشفى القصرين عددا آخر من النقائص كانعدام بعض الاختصاصات وقلة الاطباء والممرضين وضيق الاقسام والاوساخ وغيرها الا انها كلها تحتمل التأجيل بعض الوقت حتى تشرع الحكومة الجديدة في عملها الفعلي اما بالنسبة لغياب طبيب مختص في الانعاش فهو امر مستعجل يتطلب حلولا فورية من وزارة الصحة وذلك بإرسال طبيب او اكثر في هذا الاختصاص بصفة حينية الى القصرين لإنقاذ حياة المرضى الذين ينتظرون اجراء عمليات جراحية.