المنظمون يرفضون موقف «الثائرين» منذ الإعلان عن قائمة الأعمال التونسية المنتقاة في الدورة الخامسة عشرة من أيام قرطاج المسرحية من قبل لجنة مختصة تضم عددا من الأكاديميين والفنانين المسرحيين وردود الفعل المناهضة لهذه الاختيارات تتعالى من هنا وهناك... رافضة اختيارات اللجنة ومطالبة بالكشف عن المقاييس المعتمدة باعتبار أن المسرحيات المقترحة تضم عددا من الانتاجات المستهلكة مقارنة بالشروط المعمول بها في مثل هذا المهرجانات ذات الصيت الدولي. الصباح رصدت آراء ومواقف الأطراف المتخالفة في هذه المسألة ومن بين المتدخلين المسرحي الشاب ناصر العكرمي الذي قدم عرضا جديدا بعنوان "وبعد" للجنة الانتقاءات غير أن هذه المسرحية قوبلت بالرفض. العمل من تأليف محدثنا وإخراج الحبيب المنصوري وهو يطرح معضلة البطالة عند شباب بلادنا وما ينجر عنها من مشاكل خاصة منها.. ناصر العكرمي قال أنه يعيش أزمة بطل "وبعد" والدليل ما تلقاه مسرحيته من رفض لأسباب غير مقنعة وأضاف المخرج والممثل المسرحي أنه اتصل بانعكاساتها السلبية على السلوك. المسؤولون على أيام قرطاج المسرحية رفضوا مدّه حسب قوله بالأسباب التي دفعت إلى رفض عمله مضيفا أنهم اكتفوا بالقول: سنناقش المسألة بعد مرور التظاهرة..؟! من جهة ثانية انتقد مصدرنا ما أسماه بالتحيّل والتّلاعب بالمضامين الفنية حيث أكد أن بعض المسرحيات تجري تحويرات على أعمال قديمة وتعرضها في هذا العرس التونسي ومنها "ابن رشد اليوم" واعتبر أن مهرجانا يحتفي بالثورة من الضروري أن يقدم فرصة للجيل الشاب الذي عاش هذا الحدث التاريخي وساهم في تحقيقه. الممثلة نجوى ميلاد حدثتنا بانفعال عما تشعر به من ظلم وسخط على حال الثقافة في البلاد بعد الإعلان عن الأعمال المختارة قائلة: "لم يتغير شيء في تونس بعد الثورة ولا في القطاع الفنّي بل زاد الفساد وتطوّر وظهرت لوبيّات جديدة " وأضافت الممثلة الذي قضت سنوات عمرها على الخشبة أن أعضاء لجنة التحكيم لم يشاهدوا كامل الأعمال التي اختاروها مشيرة إلى أن الحكم على المسرح يكون من خلال المشاهدة المباشرة للعروض لا من خلال مقاطع الفيديو كما نددت بما أسمته بالمحسوبية وتواصل حضور أسماء على حساب أخرى ودعمها بالمال العمومي فيما تلقى الأعمال المنتجة ذاتيا التهميش حتى مجرد الحضور في التظاهرات الوطنية تحرم منه دون وجه حق أو تبرير منطقي وفقا لتصريح محدثتنا. وردّا على هذه الانتقادات الصادرة عن محدثينا وعن عدد آخر من المسرحيين عبروا في مناسبات مختلفة عن عدم رضاهم عن قرارات لجنة الاختيار كان مدير الدورة الخامسة عشرة لأيام قرطاج المسرحية قد قال خلال اللقاء الإعلامي الذي انعقد أول أمس للتعريف ببرنامج المهرجان أنّ هذا العرس الفني يحتفي بالثورة وصناعها ويكرم المسرح التونسي المشهور بتنوعه وعمقه وعراقته بين شعوب العالم لذلك ضمت البرمجة مختلف الألوان والمدارس المسرحية وحاولت من خلال خياراتها تقديم صورة متكاملة عن المشهد المسرحي الوطني دون الرضوخ لمنطق إرضاء الجميع مصرا على أن لجنة الانتقاء تسلحت بالموضوعية والشفافية ولم يتدخل أي إن كان في خياراتها أمّا فيما يخص الأعمال المستهلكة المقترحة خلال الدورة فبين الأستاذ وحيد السعفي أنها صنفت في خانة البرمجة الخاصة وليست من العروض المشتراة من قبل التظاهرة. ومع ذلك اعتصم عدد من شباب المسرح التونسي أمام مقر وزارة الثقافة رافضين البرمجة ومنادين بحقّهم في فرصة للإبداع والتمتّع بدعم مازالت تسيطر عليه أسماء العهد البائد حسب تأكيدهم فهل تكون الزوبعة التي خلفتها نتائج لجنة اختيار الأعمال التونسية المشاركة في أيام قرطاج المسرحية في مجال الأعمال المحلية نار متقدة تحت الرماد تنبئ بمنعرج جديد في ميدان فني عاش الكثير من الهزّات والتّراكمات طيلة قرن من الزمن.