جمع تبرّعات وتقديمها للرّؤساء الثلاثه إحتجاجا على حكم القضاء على إثر الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية الابتدائية بكلّ من الكاف وتونس والمتعلقة بقضايا شهداء الثورة وجرحاها، تعتزم الجمعية الوطنية للدفاع عن شهداء الثورة وجرحاها «لن ننساكم» وعدد ممن عائلات شهداء وجرحى الثورة تنظيم حملة تبرعات تحت عنوان «خلص الكرطوشة». وتهدف هذه الحملة إلى سداد ثمن الرصاص الذي أصاب فلذات أكباد عائلات شهداء الثورة ليقع تقديم المبلغ فيما بعد إلى الرؤساء الثلاث، وقدرّ الأهالي كلفة الرصاصة بدينار واحد. وأفادنا علي مكي أخ الشهيد عبد القادر المكي ورئيس جمعية «لن ننساكم» أنّ باب التبرعات مفتوح للجميع وأنّ الإعلام عن انتهاء الحملة والمبلغ الذي وقع جمعه سيتمّ خلال ملتقى يقع تنظيمه بالعاصمة. وردا على سؤالنا حول سبب تنظيم هذه الحملة، ذكر مكي أنّه وبقية جرحى الثورة وعائلات الشهداء فكرّوا في تنظيمها باعتبار أنّ «القضاء العسكري لم يكن عادلا ولم يكشف عن حقيقة من جرح ومن قتل أبناءهم». على صعيد آخر وفي إطار إحياء ذكرى شهداء الثورة وجرحاها، نظمّت «الجمعية التونسية للحرية والكرامة» ابتداء من الثلاثاء الماضي إلى غاية أول أمس السبت «معرض الوفاء للثورة التونسية» الذي يهدف إلى التأكيد على وجوب محاسبة القتلة وإحياء ذكرى شهداء الثورة وجرحاها وبقاء الثورة التونسية خالدة في ذاكرة التونسيين. القصاص وتوافد على هذا المعرض حوالي 1500 زائر حسبما صرحّت به الجمعية، في حين كان الحضور محدودا خلال يوم الافتتاح فلم يحضر الحفل سوى عدد من عائلات شهداء وجرحى الثورة وممثّلين عن مجموعة ال25 محاميا في حين غاب رئيس ديوان كلّ من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث. وأعرب الأهالي عن غضبهم وسخطهم على القضاء العسكري الذي لم يجب على سؤال «شكون قتلهم»، وتوعدّت أمّ شهيد حضرت الافتتاح أنّها ستقتصّ لابنها بمفردها إن لم يقع محاسبة من قتل ابنها والذي أكدّت أنّها تعرفه جيدا. وأدان الحضور غياب الإعلام وتنكرّ السياسيين لقضايا شهداء الثورة خاصة أنّهم في مناصبهم ويتمتعون بمناخ الحرية بفضل دماء الشهداء والجرحى. إنّ الكشف عن هوية القتلة ومحاسبتهم يبقى الشغل الشاغل لعائلات الشهداء، كيف لا وصورة أجساد أبنائهم تبقى دائما في أذهانهم؟ كيف لهم أن ينسوا أبناءهم خلال هذا الشهر وفي بيت كلّ شهيد كرسي فارغ؟ كيف للجرحى أن ينسوا محاسبة من قتلهم وهم يجلسون أمام طاولة الإفطار عاجزين عن الحركة؟ ورغم ذلك، أصرّ عائلات الشهداء ومجموعة ال25 محاميا على أنّهم لن يتراجعوا بالخطابات التعجيزية والتشكيكية وبكونهم لن يصمتوا أمام «غياب القضاء العادل الذي لن يخفي بأحكامه هذه الحقيقة عن أهالي عائلات شهداء الثورة وجرحاها وإنّما يزوّر تاريخ بلاد بأكمله»، على حدّ قولهم.