الحامة-الصباح وضع معتمدية الحامة يبدو غريبا ومحيرا ولا تنطبق عليه المعادلات المنطقية والرياضية، فمن ناحية أولى هي تشكو من نسبة بطالة مرتفعة مقارنة بالمعدل الوطني ولذلك فهي مدرجة بالمعتمديات ذات الأولوية التي تدعمها الدولة لخلق مواطن شغل وموارد رزق كما أنها في قائمة المناطق التي يتمتع المستثمرون فيها بامتيازات الدولة. ومن ناحية ثانية تعتبر الحامة من المعتمديات المحظوظة وذلك لما توفر فيها من إمكانات وثروات نذكر منها أراضيها الخصبة التي تمسح 232 ألف هكتار منها حوالي 3 آلاف هك (واحات ومناطق سقوية وفلاحة جيوحرارية ومائدة مائية بطبقاتها الثلاث) ذات مدخرات هائلة من المياه المعدنية الحارة الصالحة للاستشفاء والإنتاج الفلاحي المعد للتصدير ومقاطع منتشرة في مناطق المعتمدية من الحجارة المتميزة لزينة البناءات والصالحة أيضا لصناعة بعض مواد البناء والطين بجميع ألوانه بما في ذلك البانتونيت الاكتابلجيت والدالومي وغيرها. وتفسير هذا التناقض لا يتطلب جهدا كبيرا ويتمثل في عدم استغلال الإمكانيات من طرف أبنائها بدرجة أولى وعدم إقبال المستثمرين على الانتصاب بها رغم الحوافر والامتيازات بدون وجود أسباب مقنعة لذلك؟ توفيق ممكن والعارفون بالوضعية يرون أن التوفيق بينها ممكن فبالإمكان استغلال الإمكانيات المتوفرة وفي نفس الوقت القضاء على البطالة بل ربما الاستعانة بيد عاملة من مناطق مجاورة. ولعل أبرز المقترحات لتحقيق ذلك تتمثل في إيجاد حلول سريعة وجذرية لوضع الأراضي الاشتراكية وبدرجة ثانية لمشكل تشتت الملكية، إعادة النظر في منطقة الصيانة، توظيف الثروة المائية لأغراض منتجة وترشيد استهلاكها وخصوصا عدم منح رخص لاستغلالها في حمامات للخواص تذهب منها مئات اللترات في الثانية في قنوات التطهير، دعوة وحدات المركب الكيميائي بقابس لتحلية واستعمال مياه البحر حتى يتم استغلال كميات المياه المزودة له حاليا من الحامة (حوالي 900ل/ث)لإحياء الأراضي التي تمر منها على مسافة حوالي 40كلم، مزيد تحفيز الشباب لبعث مشاريع جيوحرارية وفلاحة بيولوجية، الإسراع بانجاز المدينة الاستشفائية والسياحية بمنطقة الخبيات والتي كانت ومازالت حلم أبناء الجهة والتعريف بثروات المعتمدية من الحجارة والطين عبر جميع الوسائل المتاحة وبالتسهيلات والامتيازات المتوفرة لجلب المستثمرين.