لا اعتقد ان هناك من لا يغذّي في مطلع كل عام جديد جملة من الآمال والأماني على درب المستقبل القريب، فذاك بالتأكيد حق مشروع، بل ومحبذ ايضا. وفي مطلع السنة الادارية التي نعيش أيامها الأولى يسرّنا ويسعدنا ان نرى الرياضيين مهما كانت مواقعهم ان يقتحمونها بنظرة تفاؤلية مفعمة بالامل وبطموحات عريضة. نعم، مهما كانت مواقعهم اي سواء كانوا مسيرين أو لاعبين أو مدربين أو حكاما أو حتى جماهير، لان الطموحات كثيرا ما تلتقي كما عديد القواسم المشتركة بمكوّنات المنظومة الرياضية... ... لكن إذا سلمنا بكل هذا وهو امر طبيعي وبديهي... فماذا بقي إذن؟! الذي بقي هو المهم، بل هو جوهر الموضوع وبيت القصيد. فلتحقيق الآمال والطموحات لابد اولا وقبل كل شيء التحلي بالواقعية والموضوعية، ثم المرور ثانيا لرسم الاهداف والتخطيط لبلوغها... على ان الشرط الأساسي الذي لابد من الالتزام به هنا قبل المرور الى التنفيذ، هو ألا تتجاوز الأهداف المرسومة حدود الامكانيات المتوفرة وان تسير بالتالي عملية الانجاز وفق ما هو ممكن ومتاح، فالتصرف السليم والقويم يقتضي وجوبا ذلك. فلا لركود المخاطر والمجهول وحذار وألف حذار من المعطيات الخادعة والوهمية لأنها تحطم في نهاية الامر حتى ابسط الطموحات... بل وتقضي على كل الآمال والاحلام مرة واحدة باعتبار ان نتيجتها إنما هي ملاحقة السراب ولاشيء غير ذلك! لكن اذ ننسى فلا ننسى الحكمة القائلة "مانيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"! فلا شيء يأتي من فراغ أو بمجرد تغذية الآمال والأماني، بل لا بد من التضحية والمكابدة ومضاعفة الجهد على راي الحكمة الاخرى القائلة "من طلب العلى سهر الليالي"! أليس كذلك؟