في إطار تخليد الذكرى الثالثة والعشرين لأول انتفاضة شعبية ضد النظام البائد، نظم أمس منتدى ذاكرة المدينةبسيدي بوزيد برنامجا احتفاليا تضمن معرضا وثائقيا حول أحداث الفيضانات التي اجتاحت مدينة سيدي بوزيد خلال الأسبوع الأخير من شهر جانفي 1990 وخلفت أضرارا جسيمة متفاوتة في المعدات والأرواح مما أثار غضب واحتجاج الأهالي الذين خرجوا في مظاهرة معادية للمخلوع جابت شوارع المدينة وهم يحملون الحجارة والعصي ويرفعون جثث الغرقى بعد أن تم انتشالها والعثور عليها كما رددوا أثناء تلك المسيرة شعارات منها "بالروح بالدم نفديك يا غريق وحق المسكين واجب" و "يا نظام يا جبان البوزيدي لا يهان" وقد أفضى ذلك التحرك الاحتجاجي إلى إقالة الوالي الذي تم تهريبه على متن مروحية عسكرية وإيقاف عدد كبير من أبناء سيدي بوزيد جلهم من التلاميذ والناشطين السياسيين والنقابيين صدرت لاحقا في شأنهم أحكاما بالسجن. الصباح" كانت حاضرة في هذه التظاهرة وتواصلت مع مجموعة من الحاضرين الذين حدثونا عن هذه الانتفاضة التي اندلعت بعد فيضانات 1990 التي راحت ضحيتها عدة عائلات شردت وغادرت منازلها بعد أن طالتها المياه التي تسببت أيضا في وفاة بعض المواطنين. فانتفض أهالي سيدي بوزيد بالشارع الرئيسي لسيدي بوزيد مطالبين السلطة بتلبية مطالبهم المتمثلة في تحقيق التنمية بالولاية وانقاذ المتضررين من هذه الأحداث من خلال بناء منازل لهم وترميم البنية التحتية والحرص على اغاثة سكان سيدي بوزيد التي توجد في منطقة مهددة بالفيضانات. من بين الحضور كان أمين البوعزيزي الناشط الحقوقي ابن الجهة ولزهر الغربي من الجبهة الشعبية الى جانب الأستاذ خالد عواينية أحد مناضلي الجهة الذي قال ل"الصباح" ان الهدف الرئيسي من احياء ذكرى انتفاضة الفيضان هو التذكير بأن سيدي بوزيد كانت منذ 1990 رافضة للقمع والاستبداد الذي سلطه بن علي، كما قال عواينية أنه من الصدف الخالدة أن الشارع الذي احتضن احتجاجات الثورة في ديسمبر 2010 والذي أحرق فيه البوعزيزي نفسه هو الشارع الذي يشهد على هتافات الأهالي سنة 1990 "بالروح بالدم نفديك يا غريق". هذا وقد تم نشر عدة صور تؤرخ للانتفاضة التي سماها الأهالي "الانتفاضة المنسية" على غرار صور للغرقى ولعائلات تبني أكواخا بعد أن هدمت منازلها وكذلك لأخرى شردت. وذكر الأهالي أنهم لم ينسوا التضليل الاعلامي آنذاك الذي حرمهم من ايصال اصواتهم وأجهض انتفاضتهم. وقد ذكر الباحث الجامعي في الأنتروبولوجيا الثقافية والسياسية ومنسق التظاهرة الأمين بوعزيزي في تصريح ل "الصباح" أن المنتدى ارتأى إحياء ذكرى مرور 23 سنة على أول انتفاضة ضد نظام بن علي يوم 24 جانفي 1990 احتجاجا على الإهمال الذي تعرضت له المدينة وسكانها جراء الفيضان الذي أتلف مئات المنازل وأغرق عشرات المواطنين بالإضافة لاستشهاد ثلاثة أعوان حماية مدنية أصروا على إنقاذ أرواح الغرقى بإمكانيات بدائية مما جعل سكان المدينة يخرجون في مسيرة غاضبة أحرقوا فيها دار الوالي وسيارة إدارية.