تقام أربعينية فقيد الرياضة التونسية لسعد الورتاني غدا الثلاثاء بمنزله بالعاصمة.. 40 يوما مرت على فقدان عائلته له، كانت من أصعب الفترات واللحظات على زوجته مريم التي تحمّلت على عاتقها كل المسؤوليات وكأن القدر اختارها أن تكون خليفته في تحمّل أعباء بنتين رضيعتين وأخيهما مالك الذين كانوا يمثلون كل شيء في حياة لسعد الورتاني طيب الله ثراه وجعله من أهل الجنة.. "الصباح الأسبوعي" اتصلت بزوجة المرحوم لسعد الورتاني لتسأل عن آخر التطورات في ملف حادث المرور القاتل حيث اكدت لنا أنها سمعت رواية أولى مفادها أن سائق الحافلة هو المخطئ باعتباره أساء التقدير وحاول التجاوز رغم ان اشارة المرور حمراء ثم وجدت في التقرير في ما بعد سيناريو آخر.. وبعد أن كان شهود العيان اكثر من واحد وجدت في المحضر النهائي شاهدا واحدا وهو ما لم تلق له اي تفسير فضلا عن انه لم يقع اعلامها بختم المحضر وارساله الى القضاء. تقرير الطب الشرعي .. والإشاعات وكانت بعض الالسن الخبيثة روّجت عديد الاشاعات منها ان المرحوم هو المخطئ وكان يتوخى السرعة في القيادة لانه في حالة غير عادية قالت زوجة لسعد الورتاني: "تبا لهذه الاشاعات التي لم يسلم منها حتى الموتى.. وتقرير الطب الشرعي بحوزتي وقد تبيّن ان نسبة الكحول في جسم المرحوم صفر ومن يريد التأكد يمكنه الاطلاع على تقرير الطبيب الشرعي.. ثم ان لسعد خرج في وقت متأخر من الليل وكأنه كان يدرك أنه سيموت ولابد أن يلقي نظرة الوداع الاخير على عدة أماكن جمعته بعائلته فتحوّل الى منطقة حي النصر بعد أن اتصل "بالكاري" حتى يلقي نظرة على بيتنا الذي سوغناه بعد ان تزوجنا فيه وقد احترم "الكاري" رغبته ومكنه من ذلك وبعد ذلك انتقل الى قمرت وجلس في ربوة على مشارف البحر وهو المكان الذي كان يجمعنا خلال فترة الخطوبة واتصلت به عندها وطلبت منه العودة لاننا أدركنا الفجر فقال لي بأنه يريد استعادة الذكريات في ذاك المكان الجميل ثم توجّه الى حي النصر لشراء فطور الصباح وعند عودته للبيت كانت الفاجعة.. تفاصيل آخر اللحظات.. وذكرت محدثتنا بعدها أن لسعد عندما غادر البيت كان يريد التوجّه إلى المطار لاستعادة "الحقيبة" التي تأخر وصولها لانه عند عودته تنقل من السعودية الى مصر ثم الى تونس خاصة أن هذه الحقيبة تضم جل اللعب التي اشتراها لأبنائه.. كما قالت مريم زوجته عن آخر اللحظات في عمر المرحوم :"كان قلقا حتى وهو في الطائرة فقد حدثني مرافقان له (بينهما المعد البدني بفريقه السعودي) ان لسعد اشترى هدية من مطار القاهرة وقال انها آخر مرة في حياته يرى فيها المطار ويشتري منه لعبة لابنه.. وفي الطائرة كان يتحدّث للجميع ثم فجأة عاد الى الوراء وجلس بمفرده وعند سؤالهما له عن سرّ تغيره قال انه كان يفضل لو أرسل تذاكر لعائلته لتزوره في السعودية بدل عودته لايام محدودة". بن زكري الوفي... والمكشر الاصيل ولم تخف مريم ان اللاعب يامن بن زكري ظل وفيا لعائلة لسعد ولصديق دربه حيث يزور العائلة يوميا اما زهير الذوادي فمنذ عودته الى تونس فهو يزور كل ليلة صحبة زوجته عائلة الورتاني بالاضافة الى ماهر عامر دائم الاتصال والزيارة كما ان زوجة خالد القربي لا تكاد تفارق مريم وهي دائمة الوقوف الى جانبها، زيادة عن الحارس عاطف الدخيلي وكذلك اسامة السلامي الذي يتصل بمريم باستمرار فضلا عن زيارات خطيبته لها اما مسؤولو النادي الافريقي فمنذ ان دفنوا لسعد فانهم لم يتصلوا بعائلته في ما بعد ما عدا المدرب المساعد محمد المكشر فرغم ان زوجة لسعد لا تعرفه جيدا الا انه يتصل بها باستمرار وكذلك زوجته ويفرضان عليها المساعدة ويطلبان منها الاتصال بهما كلما احتاجت اي شيء.. رحم الله الفقيد... إنا لله وإنا إليه راجعون..