تونس الصباح بغاية تطوير نظام التكوين في مختلف المستويات مما ييسّر التفاعل بين المؤسسة الجامعية والمؤسسة الاقتصادية اختارت وزارة التعليم العالي منذ سنتين اعادة هيكلة مسارات التكوين من خلال الانخراط في نظام الاجازة والماستار والدكتوراه والمعروف اليوم بنظام «أمد». وقد تم التوجه الى تطبيق هذا النظام بصفة تدريجية بعد اعداد الارضية الترتيبية والهيكلية في كل جامعة ومؤسسة جامعية وقد تم التوجه نحو مزيد تركيب الشعب القصيرة (3 سنوات دراسة عليا) والتي قاربت نسبتها اليوم ال70 بالمائة من مجموع الشعب المعتمدة ومواصلة بعث الشعب الخاصة بالمعاهد العليا للدراسات التكنولوجية التي تبلغ مدة التكوين فيها خمس سنوات (سنتين ونصف) الى جانب جعل الشهادات الوطنية للأستاذية (4 سنوات) قابلة للتلاؤم مع نظام «أمد» سواء من حيث تنوع الوحدات الى وحدات اجبارية مشتركة ووحدات خصوصية ووحدات اختيارية او من حيث امكانية ارساء شهادة الاجازة على مستوى السنة الاولى من المرحلة الثانية من الاستاذية وتحويل السنة الثانية من المرحلة الثانية الى سنة اولى من شهادة الماستار مع تمكين الطلبة الناجحين فيها من الحصول على الشهادة الوطنية للاستاذة وغير ذلك من الاجراءات التدريجية الاخرى. اشكاليات لكن هذا التمشي وهذا الاصلاح المرحلي والتدريجي واعتماد نظام الدفعات المتتالية للدخول في المنظومة من قبل المؤسسات الجامعية خلق بعض الاشكاليات خاصة بالنسبة للطلبة الذين لم يسعفهم الحظ للنجاح في المرحلة الاولى من الدراسة الجامعية ويجدون انفسهم في نظام جديد مختلف تماما عن النظام الذي درسوا خلاله في السنة الماضية. هذه النقطة قرأت لها الوزارة حسابا ووجدت لها الحلول بحيث تتم تسوية وضعية الطلبة الراسبين في شعب النظام القديم والتي انتقلت الى منظومة «أمد» بنقلتهم الى شعب اخرى مع تثمين مكتسباتهم وذلك عبر تنظير الوحدات التعليمية لشهادات النظام القديم مع الوحدات التعليمية لشهادة «أمد».. وقد اعدت الوزارة والجامعات جداول تنظير هذه الوحدات حتى يحافظ الطالب على حقوقه المكتسبة. اما في صورة استحالة التناسب والتنظير فان الطالب الراسب بالمرحلة الاولى من التعليم الثاني والذي انتقلت مؤسسته الى نظام «أمد» يحتفظ باعداده المتحصل عليها ويقع تنزيل هذه الاعداد وتثمينها في اطار وحدات او عناصر تعليمية. تضم كل وحدة منها مجموعة من المواد المترابطة والمتجانسة ويشترط موافقة رئيس الجامعة على اختيارات الطالب فيما يتعلق بالوحدات والعناصر التعليمية المختارة. ويسمح للطلبة الذين رسبوا في المرحلة الاولى من التعليم العالي في شعبة تتبع النظام القديم باختيار شعبة جديدة والتسجيل باحدى الاجازات التطبيقية او الاساسية المستحدثة داخل مؤسستهم الجامعية الاصلية ويسمح للطالب باختيار الاجازة الراغب في الدراسة بها لكن هذا الاختيار يخضع لنتائج الطالب في السنة الماضية وكذلك لطاقة الاستيعاب في الشعبة المختارة. وفي صورة تعذر توجيه الطلبة الراسبين في السنة الاولى او الثانية من احدى الشهادات الخاضعة للنظام القديم في احد مسالك نظام «أمد» بمؤسساتهم الاصلية اي المؤسسة الجامعية التي درسوا بها السنة الماضية فانه بالامكان ترسيمهم في شهادة اخرى من شهادات النظام القديم سواء في مؤسستهم الاصلية اذا سمحت النتائج وطاقة الاستيعاب بذلك او حتى داخل مؤسسة جامعية اخرى.. وفي كلتا الحالتين يشترط ان يكون الاختصاص الموجه اليه الطالب قريبا من الاختصاص الذي درس فيه السنة الماضية بحيث تكون الاولوية لنفس المؤسسة الجامعية وبدرجة ثانية لنفس الجامعة وان تعذر ذلك يمكن للطالب الترسيم في جامعة اخر. والهدف من كل ذلك هو عدم حرمان الطالب من مواصلة دراسته في نفس الاختصاص الذي اختاره وفي نفس الكلية او الجهة التي اختارها. ويذكر ان وزارة التعليم العالي وحرصا منها على ضمان احسن الظروف لانجاح هذا الاصلاح وللهيكلة الجديدة للمنظومة التكوينية توخت تمش تدريجي يعتمد المرحلية والتنسيق على المستوى الوطني واعتماد نظام الدفعات المتتالية بحيث تم التركيز في مرحلة اولى على عدد قليل من المؤسسات المؤهلة اكثر من غيرها على مستوى كل جامعة ثم يتم الانتقال في مرحلة ثانية الى المؤسسات التي تشهد اكثر صعوبات وفي مرحلة ثالثة يتم الانتقال الى الكليات والمعاهد العليا الكبرى التي يتطلب توجيهها اكثر وقت واكثر ترو. وينتظر ان تتواصل هذه العملية التدريجية الى غاية سنة 2012 لتشمل كل الكليات والمعاهد العليا.