كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس:"العلاقة متوترة مع وزير الصحة من زمان .. ونعرف من وراء رضا الجوادي.."- وزارة لا تكترث ووزير لم يجلس قطّ مع نقابيّي صفاقس - بعد تدخل المكتب التنفيذي الوطني لاتحاد الشغل، تمّ مساء الجمعة المنقضي ،تأجيل إضراب عملة المطبخ بالمستشفيين الجامعيين الحبيب بورقيبة والهادي شاكر بصفاقس الى ماي المقبل. واعتبر محمد شعبان كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ان التأجيل جاء من منطلق مبدئيّ فالإضراب ليس غاية في حدّ ذاته بل هو وسيلة تعبير وأداة للمطالبة بحق مهدّد وتصحيح لوضع .. وقد تمّ التأجيل بناء على اتفاق حول الجلوس على طاولة المفاوضات لتسوية ملف عملة المطبخ.. وقد أخذ دخول عملة المطبخ بالمستشفيين الجامعيين الحبيب بورقيبة والهادي شاكر في إضراب منذ الثلاثاء الماضي حتى مساء الجمعة عديد ردود الافعال وخاصة منها تصريح وزير الصّحّة على اذاعة «شمس أف أم» خلال اليوم الثاني من الإضراب اي الاربعاء 3 أفريل الجاري مؤكّدا على انه سيتمّ اللجوء إلى المجتمع المدني لتكسير الإضراب حيث قال محمد شعبان كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في تقرير حول الوضع الاجتماعي في المستشفيين المذكورين حول وزير الصحة العمومية عبد اللطيف المكي:» اما عن السيد وزير الصحة الذي طالما دعوناه والمسؤولين معه للتحاور في الشأن الصحي بالجهة وتعاملنا مع كل المطالب المطروحة سواء من طرف الاعوان واطبّاء الصحة العمومية او الاطبّاء الجامعيّين بكل مسؤولية وتحوّلنا عديد المرّات مع النقابات الاساسية للتفاوض بالوزارة شعورا منا بحساسيّة القطاع وبجسامة المسؤولية تجاه الوضع الصحّي بجهة صفاقس". وقال محمد شعبان في تقريره أيضا الذي وجّهه الى المركزية النقابية «أعددنا عديد التقارير شخصنا فيها الوضع الصحّي عامّة ودعونا وزارة الإشراف لاتخاذ تدابير عاجلة وحاسمة لإنقاذ الوضع الصحي بجهة صفاقس الذي أصبح يتآكل من يوم الى آخر الا انه قابل كل مساعي الاتحاد الجهوي للشغل ومختلف نقابات الصحة بمحاولاته المتكررة لضرب العمل النقابي وذلك بالتراجعات المتكرّرة عن مكاسب العمال والتعامل مع الشأن النقابي بعداوة لم نعهدها قط من أيّ مسؤول". تصريح وزير الصحة حول تكسير الإضراب كما يقول ايضا تقرير كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل عن وزير الصحة العمومية:»ولعلّ ما صدر عنه يوم 3 افريل 2013 على أمواج إذاعة شمس «أف.أم» في تهديد مفضوح للجوء حسب تعبيره للمجتمع المدني لتكسير الإضراب وهي سابقة خطيرة وهذا ما حدث مباشرة بعد تصريحه بالاذاعة المذكورة وهي نفس السياسة التي اعتمدها سابقا مع اعوان المستشفى الجامعي الهادي شاكر وكان سببا رئيسيا في تعكّر المناخ الاجتماعي بالجهة». من جهته أكّد حمادي المسراطي كاتب عام النقابة الاساسية للصحة بمستشفى الهادي شاكر ان "المجتمع المدني" ظهر فعلا خلال اليوم الثاني من الإضراب حيث قال:»لقد هاجمت مجموعة من رابطات حماية الثورة في السابعة مساء أعوان المطبخ بالمستشفى وادّعت هذه العناصر انها تزور المرضى..وقد تعرّض بعض النسوة العاملات بالمطبخ للعنف في مشهد يذكرنا بحكاية سابقة بنفس المستشفى كان ابطالها عناصر هذه الرابطات هذا اضافة الى محاولات التجييش والتحريض ضد النقابيّين في المساجد وخاصة في جامع اللخمي الذي ذكرني بالاسم في الخطب وكذلك ذكر اسم محمد شعبان وقد رفع ضده الاتحاد وفرع رابطة حقوق الانسان بصفاقس قضية سابقا ونحن نستعدّ لمقاضاته ..هذا هو المجتمع المدني الذي تحدّث عنه الوزير.. وذكر حمادي المسراطي ان تسييس المرفق العمومي سبب ما يحدث حيث يقول: « نحن في نقابة الهادي شاكر حدث لنا ما حدث ودخلنا السّجن وتمّت محاكمتنا وحضرنا في الجلسة لكننا الى اليوم في قائمة المطلوبين لدى العدالة ولم يقع غلق الملف. وذلك من اجل تكبيلنا وضرب الحق النقابي». ما جدوى الاتفاقيات الممضاة؟ ويذكر أن إضراب عملة المطبخ بالمستشفيين المذكورين قد وقع تهويله من قبل بعض الأطراف رغم أنهم اصحاب الحق (على حد تعبير النقابيين) من خلال الاتفاقيات الممضاة حيث جاء في تقرير الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس حول حقيقة الوضع «على اثر الاتفاق الحاصل بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة في افريل 2011 والقاضي بإلغاء المناولة بالمنشآت العمومية انعقدت عديد الجلسات بجهة صفاقس وبوزارة الصحة والتي من بينها جلسة 11 اكتوبر 2011 بمقر وزارة الصحة مع السيد مدير ديوان وزارة الصحة وحضرها ممثل عن وزارة الشؤون الاجتماعية على إثر صدور برقية إضراب بتاريخ 12 و13 أكتوبر 2011 وشفعت هذه الجلسة باتفاق أرضى جميع الاطراف والذي يؤكد على انتداب كل عملة المطبخ بداية من 1 جانفي 2012 مع اعتبار أقدميتهم في العمل السن القانونية للانتداب اعتبارا وأنهم كانوا مرسمين بمراكز عملهم وبطاقات خلاصهم تثبت ذلك". واشار النقابيون بصفاقس الى انه تم الاتفاق حول صيغة عقد الانتداب وبمقتضاه دعي كل الاعوان لإعداد ملفات انتداب طبقا للمقتضيات القانونية بعد امضائهم على عقد شغل لمدة سنة يجدّد ضمنيا وسلمت كل الوثائق للادارة الجهوية للصحة والتي أرسلتها بدورها لوزارة الصحة وهنا يقول حمادي المسراطي :»الوزارة جاءت للعملة بعقد جديد بدعوى تسوية ملف المناولة وتم تغيير بنود العقد الذي اصبح لا يضمن الاستقرار واعيد تصنيفهم الذي وقع هو الآخر تقليصه ويتضمّن العقد ايضا بندا غريبا يقضي بفسخ العقد بمجرّد تنبيه من الادارة وهذا لا يقبل قط.. كما أن الوزارة لم تحترم السياسة التعاقدية، وتعلة أن عملة مستشفيات اخرى قبلوا بالعقد الغريب وهذا لا يعني شيئا لان عملة مستشفيي الحبيب بورقيبة والهادي شاكر منتدبون منذ سنتين ولا يعني ذلك فسخ عقودهم واعادة انتدابهم من جديد".. حملة ضد الاتحاد .. وبعد! ولئن لم نتمكّن من الاتصال بأي طرف من مستشفى الهادي شاكر حيث قالت لنا قيّمة عامة بأنها لا تملك شيئا تفيدنا به كما اننا لم نتمكن من محادثة وزير الصحة العمومية رغم كثرة اتصالنا به قال محمد شعبان كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في اتصال ب»الصباح الأسبوعي» حول الحملة التي يتعرّض لها النقابيون عامة وفي صفاقس خاصة «لقد تركنا الجميع يتكلم لانهم لا يدركون تاريخ الاتحاد وادواره ولا يحبّون النقابة والنقابيّين ويريدون من العمال ان يكونوا على شاكلة العبيد مثلما يحدث في الرأسمالية المتوحشة بتركيا وقطر والسعودية لذلك ولمن لا يعلم لم يتوقف عملة المطبخ عن تزويد المرضى بالطعام لكن دون ان يظهر ذلك وهذا باختيار منا..كما اننا اخترنا مبدأ الإضراب حتى لا يضطرّ العملة للاعتصام الذي لا يفك الا بالقوة وعندها سيكون العملة عرضة للخطر ولو أن وزير الصحة يحبّذ ذلك بدليل انه لم يتدخل لفض الإضراب من البداية ولم تكترث وزارته ببرقيات الإضرابات واللوائح المهنية وقد تعامل معنا بمنطق «برّه» اعمل اضراب واحنا توّه نعملوا الي نحبوا»... بدليل ان وزارته عيّنت جلسة الاربعاء الماضي لفض المشكل وعيّن المدير العام للمستشفيات لتمثيلها لكنها تراجعت ، كما ان هذا الوزير لم يحضر معنا ولو جلسة واحدة في تحدّ صارخ منه لنا وللاتحاد ككل". وحول سرّ توتر العلاقة بين النقابيين ووزير الصحة العمومية عبد اللطيف المكي قال محمد شعبان: العلاقة متوترة من زمان.. ولم يأت سابقا لصفاقس لحلّ المشاكل بل زادت تعميقا ولدينا كل الادلة واما بخصوص رضا الجوادي فقد رفع ضدّه مجموعة من المحامين قضية منذ فترة لكن للاسف الشديد لا اثر لها للآن وهذا منتظر لاننا نعرف من يحرّكه ويحرّضه ونعرف اتصالاته مع من، وكل هذا يدخل في إطار حملة سياسية ضدّ اتحاد الشغل". جدير بالتذكير ان الإضراب اجّل رغم تدخل بعض المنتمين للجان حماية الثورة مساء الجمعة المنقضي ضدّ المضربين..