الدفع نحو تفعيل الهيئة الوقتية للقضاء العدلي رغم بعض النقائص والملاحظات على القانون أفضل من تواصل حالة الفراغ التي لا تخدم استقلالية المرفق القضائي ولا مصلحة المتقاضين. كان هذا خلاصة حلقة النقاش التي انتظمت أمس في اطار اتفاقية التعاون المشترك بين وزارة العدل ومكتب المفوضية السامية لحقوق الانسان وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائية المتعلقة باصلاح المنظومة القانونية. وجمعت حلقة النقاش جمعية القضاة التونسيين ونقابة القضاة التونسيين والهيئة الوطنية للمحامين إلى جانب المرصد الوطني لاستقلال القضاء. وفي تصريح ل"الصباح" على هامش حلقة النقاش أكد عمر الوسلاتي عضو الهيئة المديرة للمرصد التونسي لاستقلال القضاء أنه رغم تواصل تمسك بعض الأطراف برفض القانون المتعلق بالهيئة الوقتية للقضاء العدلي على غرار نقابة القضاة التي تتمسك بمقاطعة القانون والهيئة المنبثقة عنه،إلا أن المنحى والتوجه العام يصب في خانة تفعيل القانون رغم نقائصه. ويعتبر عمر الوسلاتى أن فتح الحوار والنقاش بين جميع الأطراف والجلوس على طاولة التفاوض سيسمح بنقاش قانون الهيئة الوقتية للقضاء العدلى الذي لم يرقى إلى كل طموحات الهياكل الممثلة للقضاة والأطراف الفاعلة في المجال بما في ذلك المحامون على أرضية البحث عن سبل تفعيل الهيئة وعدم تعطيلها وفي الوقت ذاته ضمان ممارستها لمهامها بكل استقالالية. ويقول الوسلاتى أن الأصوات داخل المجلس التأسيسي وخارجه تدعو إلى تفعيل القانون أكثر من تعطيله مع وجود احترازات على بعض النقاط الواردة في القانون. ويعتبر المرصد الوطني لاستقلال القضاء أن الإسراع في احداث الهيئة يعد في حد ذاته ضمانة مهمة وخطوة نحو تفعيل استقلالية القضاء لأن القانون الداخلي للهيئة يمنحها صلاحيات قادرة من خلالها على ممارسة معايير الإستقلالية. ويشير مناصرو فكرة تفعيل الهيئة الوقتية للقضاء رغم النقائص في القانون إلى أن احداث الهيئة سيسمح لها بطرح وتناول نقاط الضعف في قانون الهيئة الوقتية للقضاء العدلي والعمل على مراجعته وتنقيحه. ويضيف عمر الوسلاتى أنه بامكان الهيئة أن تضطلع بدور في تنقيح القوانين المتعلقة بالسلطة القضائية. من جهتها تساند جمعية القضاة التونسيين فكرة الإسراع في احداث الهيئة الوقتية للقضاء العدلي لقطع الطريق أمام تدخل السلطة التنفيذية ممثلة في وزارة العدل في القضاء وليعهد للهيئة الكثير من الملفات العاجلة اليوم على غرار متطلبات الحركة القضائية والترقيات والشغورات..