في الوقت الذي تعيش فيه سياحتنا أحلك فتراتها.. وفي الوقت الذي انهكت فيه المديونية جلّ الفنادق.. وفي الوقت الذي ينتظرفيه أصحاب النزل الموسم السياحي الصّيفي بفارغ الصبرلإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل عزوف السيّاح عن بلادنا امام عدم الاستقرارالامني وانتشار المظاهرالمقلقة سواء منها الأمنية اوالبيئية اوالخدماتية.. يلعب الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي دورا عكسيّا ويزيد الطين بلة ويضرب في الصّميم أهم منتوج سياحي تونسي وهوالسياحة الشاطئية بانتقاده -الأكيد عن غيرقصد- لهذا المنتوج واعتباره سيئا. الرئيس المرزوقي وخلال زيارته الأخيرة لليابان وفي كلمة ألقاها أمام عدد من المسؤولين ورجال الأعمال وأصحاب وكالات الأسفار اليابانيّين في إطار ترويجه للسياحة التونسيّة ضرب سياحتنا في مقتل قائلا إنه و"لحد الآن سياستنا المعتمدة في السياحة ذات نوعيّة سيئة تعتمد اساسا على السّياحة الشاطئية؛ واليوم نرغب في تغييركل ذلك .. بلادنا ذات 3 ألاف سنة من التاريخ ستعتمد على السياحة الثقافية والتاريخية فتونس القرطاجنية .. تونس الرومانية.. تونس المسيحية.. تونس اليهودية.. تونس المسلمة تنتظركم وتمد لكم يديها..".. فهل يعقل ان نضرب منتوجنا السياحي الوحيد وننتقده ونصفه بالسيئ امام أجانب نطمح في استقدامهم لبلادنا؟ وهل اليوم لنا بدائل للسياحة الشاطئية التي تستأثربنسبة 90 بالمائة بين جملة المنتوج السياحي رغم أنها تتسم بالموسميّة وتستقطب حرفاء ذوي طاقة إنفاق متوسّطة مع وجود منافسة شديدة بحوض البحرالأبيض المتوسط..؟؟ كان من المفروض استغلال نقاط قوة بلادنا وابرازها على غرار الموقع الجغرافي المتميز وتنوع المشهد السياحي الذي يعتمد على الشواطئ بدرجة أولى ولكن كذلك الغابات والصحراء والمحميات.. و كان من المفروض ترك الحديث عن السلبيات وعن استراتيجية الاصلاح وعدم تنوع المنتوج السياحي وتركيزه كليا على السياحة الشاطئية في النقاشات الداخلية؛ او كما يقال يبقى هذا الموضوع "غسيلا داخليا". فتفعيل مجالات تنوع القطاع مطلوب وتطويرالمنتوج السياحي ليشمل السياحة الاستشفائية والثقافية وسياحة المؤتمرات وسياحة الصولجان والموانئ الترفيهية البحرية وكذلك السياحة الصحراوية اكثرمن ضروري وحديث المرزوقي عن السياحة الثقافية وإرساء منتوج سياحي ثقافي متكامل محبّذ لكن هذا الخياريتطلب وقتا كبيرا واستثمارات كبرى وحوافزتشجيعية لفائدة المستثمرين بالمناطق التي تمتازبمخزونها الحضاري والطبيعي إلى جانب إعداد قائمة في المعالم والمواقع والفضاءات التي يمكن وضعها على ذمة الخواص لإنجازمشاريع سياحية وثقافية وتنشيطية فضلا عن إثراء المسالك السياحية بإدماج كافة المعالم والمواقع والمتاحف... وفي انتظار ذلك وجب اليوم إبرازما يتوفّرلدينا من خيرات شاطئية ومن جمال صيفنا وشمسنا ووجب الترويج لسياحتنا بمختلف منتوجها حتى نقدرعلى المنافسة وحتى نساعد أهل القطاع على الخروج من ازمتهم التي استفحلت وباتت تهدّد أغلب أصحاب الفنادق بالإفلاس