استثناء «رابطات حماية الثورة» تفتتح صباح اليوم بقصر المؤتمرات بالعاصمة فعاليات المؤتمر الوطني لمناهضة العنف والإرهاب هذا المؤتمر الذي كان قد دعا إلى عقده الشهيد شكري بلعيد ليلة وفاته ليعقد اليوم بعد اربعة اشهر ونصف عن مقتله. وستنبثق عنه وثيقة استراتيجية وطنية تعمل لا على مناهضة العنف فحسب وإنما الإرهاب الذي بات يشكّل خطرا يهدّد أمن التونسيين. وكان رئيس الحكومة علي العريض قد التقى أمس بممثلي لجنة متابعة الحوار الوطني حيث تمحور اللقاء أساسا حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي وواقع الحوار الوطني. اما في ما يتعلق بالوضع الأمني بالبلاد فقد صرّح العباسي عقب اللقاء الذى جرى بقصر الحكومة بالقصبة ان موضوع الإرهاب ومواجهة المجموعات المنظمة كان صلب النقاش مبيّنا أن "الحكومة ستعمل بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني الراعية للحوار وكل الأطراف من أجل الحدّ من هذا الخطر مشيرا الى ان الاجتماع تطرّق ايضا الى مسالة تحييد الادارة وتحييد الموسّسات التربوية والجامعية والمساجد". كما ناقش النقاط الخلافية في الدستور وسبل ايجاد توافقات حولها من أجل الذهاب إلى الانتخابات التي أكّد ضرورة تنظيمها قبل نهاية هذا العام مشيرا إلى ما لمسه لدى رئيس الحكومة من تجاوب مع هذا المقترح رغم الصعوبات. وسيفتتح أشغال المؤتمر في يومه الأول العميد عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الإنسان كما ستخصّص الحصة الصباحية لتقديم الورشات التي سوف تعمل على بلورة استراتيجية وطنية لمقاومة العنف والإرهاب كل واحدة حسب موضوعها على أن تصاغ خلال الحصة المسائية وثيقة الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف والإرهاب. أما غدا فسيتابع المؤتمر إشغاله بمقرّ الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة سيلقي خلاله الرؤساء الثلاثة:رئيس الجمهورية رئيس الحكومة- ورئيس المجلس الوطني التأسيسي كلمة بالمناسبة. وستقرأ خلاله لائحة مناهضة العنف ضدّ المرأة ومشروع القرار الخاص بالهيئة الوطنية لمناهضة العنف ومكافحة الإرهاب فضلا عن إقرار يوم 6 فيفري كيوم وطني لمناهضة العنف علاوة على عرض وثيقة الخطة الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ومكافحة الإرهاب. تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر وجّه الدعوة لجميع الأطياف السياسية ومكونات المجتمع المدني على غرار الجمعيات المناهضة للعنف مستثنيا «رابطات حماية الثورة » إذ لا مكان لمن يتبنى لغة وثقافة العنف في هذا المؤتمر" على حد قول رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. ويبقى المنشود أن يتمكّن هذا المؤتمر من القطع مع الخطب الرنانة وان ينجح في ان تفعل استرتيجيته الوطنية لمناهضة العنف ولاسيما الإرهاب الذي يهدد بالتغلغل في بلادنا الواقع..