أكد نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية في تصريح اعلامي ان الوزارة ضد الرقابة للمساجد بالمعنى القديم للرقابة السياسية للمساجد داعيا الخطباء للالتزام بخطب دينية تجمع ولا تفرّق عموم التونسيين. ونفى الوزير وجود مشاكل عميقة داخل المساجد معتبرا ان كل الخلافات تعلقت بتحديد القبلة والمنابر. وفي افتتاحه الندوة العلمية التمهيدية للأيام الوطنية للشأن الديني التي انتظمت امس بمدينة العلوم بتونس قال الوزير ان هذه الايام ستتواصل على امتداد الاشهر القادمة لتتوج بوثيقة دينية آخر السنة حول الشأن الديني وعلاقته بالمجتمع. وجدد الوزير دعوته الى ان يكون الخطاب الديني في المساجد "جامعا لكل التونسيين يساهم في تعزيز ايمانهم بالله تعالى" مضيفا ان الاستعدادات لشهر رمضان تتمنثل في توفير دروس دينية ومحاضرات علمية وتنظيم مسابقات قرانية واعلام ديني يقوم على تبليغ المضامين الدينية. وفي نفس السياق اشار الى انه خلال رمضان سيتوجه 27 اماما الى دول أوروبية ليؤمّوا الجالية التونسية خلال شهر رمضان. وحول وضعية المساجد قال الخادمي: "نحن نتعامل مع المساجد منذ سنة ونصف وقد جدناها في اضطراب شديد في البداية والآن اغلبها اصبح مستقرا". وفي مداخلة تحت عنوان "الوزارة بين الانجاز واستحقاقات الثورة" شبّه عبد الستار بدر مدير عام بوزارة الشؤون الدينية الوزراة بعد الثورة مباشرة بانها كانت "راسا دون جسم" حيث عرفت منذ تأسيسها الجانب الأوفر من التهميش ودليل ذلك تنظيمها الهيكلي القائم اساسا على ادارة عامة واحدة وتم الوقوف بعد الثورة وخاصة منذ سنة 2012 على عديد النقائص والاخلالات اهمها محدودية مهام الوزارة وضيق افاقها وكان لغياب ممثليات جهوية الاثر السلبي في احاطة الوزارة بمنظوريها في مختلف الولايات التي كادت تنعدم جدواها خاصة ان الوعاظ سواء الجهويين منهم او المحليين والممثلين للاطار الذي يتولى ربط الصلة بين الوزارة ومختلف الجهات يعانون بدورهم من وضعية ادارية متردية. اجرءات قانونية وترتيبية واشار بدر الى جملة الاجرءات التي اتخذتها الوزارة والتي تمثلت في تقسيم اعوانها الى فرق مشاريع للعمل على المحاور التي تم ضبطها واهمها الاصلاح الهيكلي للوزارة وتاهيل الاطارات الدينية وبناء المؤسسات وما يترتب على ذلك من الاسراع باحداث ادارات جهوية بمختلف الولايات وارساء جملة من الاصلاحات مثل اصلاح منظومة الحج والعمرة واحداث ديوان وطني خاص بهما في القريب العاجل بعد مصادقة المجلس الوزاري عليه مؤخرا الى جانب العمل على توفير مقر لائق بالمعهد الاعلى للشريعة يشرف على مهمة التكوين. وفي نفس السياق اكد المتحدث ان الوزارة تهدف الى الارتقاء باداء المعنيين بالشان الديني من وعاظ واطر مسجدية ودينية الى جانب اتخاذ جملة من الاصلاحات مثل مراجعة الانظمة القانونية والترتيبية الخاصة بسلك الوعاظ وبالاطارات المسجدية وتطوير كفاءاتهم وضبط مقايسس ومعايير موضوعية لتسمية الائمة وتسوية الوضعيات الاستثنائية للاطارات المسجدية الراجعة الى فترة ما بعد الثورة اضافة الى وضع نظام لتقييم اداء الوعاظ بواسطة التفقد البيداغوجي. «الكل يبحث عن نفسه حتى في المساجد» وفي موضوع الامام والمسجد بين الحرية والحياد قال الهادي العزاري باحث في العقيدة والتنمية البشرية ان اغلب المساجد محايدة عن الاصطفاف السياسي "لكن يجب ان يفهم الناس انه اذا تحدث الامام في شان المجتمع فهي كلمة حق". وشبه العزاري يجري اليوم في المساجد بما يجري في الساحة السياسية "قائلا بعد الثورة اصبح كل طرف يبحث عن نفسه في مكان ما ولكل أجندته".