تونس - الصباح الاسبوعي لاتزال عديد العائلات التونسية تعيش على وقع الاحداث الجارية بسوريا. منذ ما يزيد عن السنة ونصف السنة ويعود ذلك لما عرفه عدد من شبابنا من عمليات التغرير بهم وحشرهم ضمن مجموعات مسلحة وقفت في وجه النظام السوري رافعة السلاح واخرى أمكن القاء القبض عليها على الحدود قبل دخولها التراب السوري ولئن انتهت رحلة البعض منهم بالموت في جهات القتال ليتم دفنهم هناك فإن البعض الاخر قد تم اعتقاله ليظل داخل السجون السورية لحد هذا اليوم "الصباح الأسبوعي" سعت من خلال هذا التحقيق الى معرفة اخر المستجدات بعد ان عرفت الساحة مؤخرا تحركا لافتا لمجموعة من منظمات المجتمع المدني ببادرة من زهير اللطيف الذي قام بزيارة المعتقلين في اول الامر ضمن برنامجه التلفزي "في الصميم" من أجل حقن الدماء ونبذ الكراهية والعنف إثر قطع العلاقات الديبلوماسية بين تونس وسوريا كان لا بد من تحرك مجد وفعال لمكونات المجتمع المدني التونسي والسوري. بعد الزيارة التي ضمت كذلك عددا من عائلات المعتقلين وقد عمل الوفد التونسي على تحقيق جملة من الاهداف ضمن بيان مشترك أهمها: - المطالبة باطلاق سراح المغرر بهم والعمل على حمل المسلحين التونسيين على القاء السلاح مع توفير ضمانات كافية - دعوة الحكومة السورية الى استثناء الموقوفين او المساجين التونسيين الذين لم تتلطخ اياديهم بدماء سورية او الذين اختاروا القاء السلاح بمرسوم عفو خاص - بذل كل الجهود من اجل استعادة رفات التونسيين الذين قتلوا في سوريا. وتسليمهم الى عائلاتهم بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعينة هذه المطالب وغيرها وجدت لدى الحكومة السورية من خلال التأثير الايجابي للاعلام المحلي هناك وقدرة المجتمع المدني على النجاح في مهمته آذانا صاغية لتتوصل الاطراف المعينة الى: - موافقة والتزام الحكومة السورية بالافراج عن المعتقلين التونسيين والبالغ عددهم 43 معتقلا شرط أن تتم محاكمة المغرر بهم لدى المحاكم التونسية - محاكمة الاطراف التي ساعدت هذه المجموعة على مغادرة بلادها وضمان وصولها الى التراب السوري موافقة وزارة الخارحية وزارة الشؤون الخارجية أبدت موافقتها على شروط الجانب السوري. وراسلت الصليب الاحمر بسوريا لكن العائلات المتضررة ببقاء ابنائها بالمعتقلات السورية لم تلمس جدية تحرك الوزارة مما جعلها تعبر عن رفضها للبطء الذي ميّز اداء الوزارة عبر احتجاجهم الاخير امام الوزارة ثم امام القصر الرئاسي في انتظار اتظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية حسام ينتظر في السجن مروان بلال حسام الموجود حاليا رهن الايقاف بدمشق تحدث الينا عن معاناة جميع افراد العائلة بعد ان غادر حسام أرض الوطن متجها الى ليبيا- وقد كان ذلك في مارس 2012 على اساس انه سيعمل هناك. لكن مع مرور الوقت بدأت مكالماته بالهاتف تقل الى ان طلب من والدتي ان لا تنزعج ولا تخاف لانه سينتقل الى مكان اخر بليبيا لكنه فاجأنا بظهوره في برنامج "في الصميم" فقد ثبت انه قد انتقل الى تركيا ومنها الى الحدود السورية ليتم القبض عليه. مروان تحدث عن اخر التطورات بعد زيارة والدته لدمشق والتقائها بحسام قائلا: كل ما ننتظره اليوم هو ان تلتزم الحكومة بوعودها تجاه كل المعتقلين ليتم ترحيلهم الى ارض الوطن في اقرب الآجال والموافقة على الشروط السورية من الفنون الجميلة الى المعتقل! لمحرز بن عاشور حكاية اخرى مع ما يحدث في سوريا فقد تحدث الينا بمرارة عما جرى لابنه سامي البالغ 21 سنة والذي كان يدرس بالمعهد العالي للفنون الجميلة. سامي اختار ذات يوم ان ينتقل الى ليبيا لحضور ملتقى ديني لمدة اسبوع لكنه لم يعد هكذا بدأ محرز حديثه الينا مضيفا: كان ذلك يوم 7 مارس وبعد اسبوعين انقطعت اخباره ليصل خبر اعتقاله عبر القنوات التلفزية السورية. ابني مغرر به وكل ما اطلبه اليوم هو محاكمة ما تسبب في هذه المأساة ففي سجون سوريا هناك اكثر من 40 تونسيا في انتظار المصير المجهول. واذا ما استمر الحال فإننا سنجبر على المطالبة بعودته بكل الوسائل الاحتجاجية «قطع العلاقات» كلفه 18 شهرا سجنا أمير عمار 25 سنة هو احد العائدين من سوريا بعد ان اعتقل لاكثر من سنة تحدث لنا هو الاخر عن مأساته فقال: لقد دفعت ثمن قطع العلاقات بين تونس وسوريا غاليا.. والسبب اني ومنذ 22 سنة ولدت بدمشق وقد كنت اعمل لاخر فترة ميكانيكي.. واعيش برفقة والدتي وشقيقي لكن شاءت الصدف ان يتم القبض علي رفقة 6 من التونسيين ليكون مصيرنا السجن لسبب واحد وهو اننا تونسيون وعن عودته الى تونس قال: دامت فترة ايقافي 18 شهرا.. ذقت خلالها انواعا من التعذيب وسوء المعاملة. الى ان جاء تدخل المجتمع المدني والمتمثل في جمعية الملاك التونسية التي عملت مع وزارة الداخلية السورية ليتم اطلاق سراحي وترحيلي الى لبنان ومنها الى تونس. اليوم لا اعرف مصير عائلة كاملة بعد ان خسرنا كل ما نملك في سوريا.. أمير يمر فعلا بظروف صعبة معنوية ونفسية. إيقاف النزيف! لئن عبر عدد من المستجوبين عن مأساة ابنائهم بالسجون السورية فإن (خ.ح.) تحدث عن وفاة خليل ابن اختها بكثير من الحرقة لقد كان سفره عبر ليبيا ليصل خليل يوم 4 مارس 2012 ومنها انتقل الى سوريا . ولم نكن لنعلم برحيله لولا اتصال هاتفي قد وصل العائلة من طرف ليبي قال لنا بالحرف الواحد «خليل طلع لسوريا. الحمد لله». كان ذلك بعد عيد الإضحى مباشرة. وقد كان على اتصال بواسطة الهاتف يوميا.. الى ان انقطعت اتصالاته منذ 6 مارس 2012 وقد علمنا فيما بعد انه قد قتل في المعارك الدائرة هناك. وهذا التأكيد قد جاءنا عبر صديق له في تونس. كل ما تطلبه العائلة اليوم هو السعي والتحرك الرسمي لعودة رفات خليل وكذلك ما تبقى من شباب تونس العالق بالسجون وكذلك بالجبهات وايقاف هذا النزيف ولن يكون ذلك الا بفتح ملف الجهاد في سوريا