لم تحل الخسائر المادية والأضرار المتفاوتة، الناجمة عن تهاطل الأمطار الغزيرة ونزول حجر البرد في عدد من مناطق الجمهورية منذ أيام، دون استبشار عموم المواطنين والمزارعين على وجه التخصيص بموسم فلاحي واعد ، بعد طول انحباس لها وتفاقم حدة تداعياتها على عديد القطاعات الفلاحية ومنها أساسا تراجع إنتاج الحبوب إلى قرابة النصف في الموسم المنقضي، دون اعتبار مخلفاتها السلبية على الماشية وقد ثمن المزارعون الوقع الإيجابي للأمطار المسجلة في التحفيز على الشروع في تهيئة الأرض والانطلاق في البذر والاستعداد لموسم الزراعات الكبرى. كما أبدوا ارتياحهم لآثارها الإيجابية للغاية على المائدة المائية التي يتهددها النضوب فيما تسجل المنشآت المائية نقصا واضحا في منسوب مياهها هذا العام. وانفرجت أسارير مربي الماشية الذين عايشوا ظروفا وأوضاعا قاسية بسبب نقص الأعلاف وغلائها، مما أدّى بالكثير منهم إلى التخلص من رؤوس أغنامهم وأبقارهم لإيقاف نزيف الخسائر والديون المتراكمة التي يتكبدونها غير أنه في مقابل هذه الانطباعات الجيدة ومسحة التفاؤل والاستبشار المبددة لمخاوف وتوجسات ظلت إلى أمس قريب عالقة في البال لم يمرّ حلول أمطار الأسبوعين الماضيين دون أن تنغص فرحة بعض الفلاحين في أكثر من جهة جرّاء ما ألحقته من أضرار بفعل غزارتها أو لنزول حجر البرد بقوة كما هو الحال في عديد المناطق من ولاية القيروان وبسبب الرياح القوية التي رافقت التقلبات المناخية في هذا الصدد أشار الرئيس الجهوي لاتحاد الفلاحين بالقيروان المولدي الرمضاني إلى الأضرار المتفاوتة التي عاينها فريقه المتنقل على عين المكان لحسر المناطق المتضررة من سقوط حجر البرد بكثافة وغزارة على فترات عدة خلال الأسبوعين الماضيين بكل من معتمديات بوحجلة وحفوز وعبيدة ونصر الله.. والتي بلغت نسبتها في بعض المستغلات حدّها الأقصى لتتفاوت في مواقع أخرى بين 30 و50 بالمائة طالت أساسا مزارع الفلفل والطماطم وغراسات الزيتون.. ولم تتوقف الأضرار على حدّ المناطق الفلاحية بل شملت مقرّ المنظمة الفلاحية وبعض وسائل نقلها في جهة الكاف لم تنزل الأمطار الغزيرة بردا وسلاما على الجميع، لما تسببت فيه من أضرار بارزة في صفوف عديد الفلاحين. وقد أفاد منير الجفالي الرئيس الجهوي لاتحاد الفلاحين بأن عملية تقييم الأضرار مازالت متواصلة في بعض المناطق لصعوبة عبور مسالكها المتضررة من الأمطار وللأوحال التي تغمرها. وقد تسبب حجر البرد في إتلاف منتوجات الخضر والأشجار المثمرة وإلحاق أضرار بغابات الزياتين وبالهندي الأملس، وبقطاع تربية الماشية من خلال تهشيم الاسطبلات.. ورغم حجم الخسائر يظل الأمل يغمر قلوب المزارعين في موسم جديد يبشر بكل خير. والمطلوب الآن أن تبادر كافة الأطراف إدارية ومهنية وبنكية إلى تثمين العوامل الجوية الملائمة وتوفير مستلزمات الموسم من بذور وأسمدة. وأن تسارع المؤسسات البنكية في صرف القروض وإعادة الجدولة لمن يستحقها من الفلاحين المجاحين. وأن تعمل الهياكل المهنية على حسن تأطير المنتجين، لتكتمل أسباب نجاح انطلاقة موسم الزراعات الكبرى