اعتبر علي زرمديني، الخبير في الشأن الأمني، أن "تونس في حاجة إلى التعيينات الأخيرة التي أجريت صلب وزارة الداخلية، وذلك لمواجهتها حربا فعلية ضد الإرهاب"، ملاحظا في هذا الصدد أن "تغيير القيادات وإعادة بعض الخطط مهم جدا للدفع نحو الأفضل والرفع من المعنويات ووضع خطط جديدة للعمل". وأشار الخبير الأمني اليوم الخميس، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، إلى أن هذه التعيينات من شانها "إحداث رجة نفسية هامة لدى المواطنين وكذلك الأمنيين أنفسهم"، قائلا إن "هذا الإجراء تم بناء على أخطاء إستراتيجية ارتكبت وأدت إلى حصول بعض العمليات الإرهابية التي لم يتم الإنتباه إليها، من خلال عمل إستباقي إستعلاماتي". ورجح الزرمديني أن "الإرهابيين سيسعون إلى القيام بعملية نوعية، قصد إرباك النفوس أكثر وإظهار أن الإرهاب واقع ولا يمكن التصدي له عبر عملية تغيير القيادات"، داعيا في هذا الصدد إلى مزيد من "اليقظة والإنتباه". وبين أن "الأخطاء الإستراتيجية والعمليات الإرهابية التي جدت بالبلاد، حتمت مثل هذا التغيير، دون المس بالمسؤولين السابقين، نظرا للمجهودات التي بذلوها وجلبت أشخاصا لهم أقدمية وخبرة واسعة في المجال، على غرار عبد الرحمان الحاج علي الذي عاد على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني". وبخصوص خطة مدير عام الأمن العمومي، أفاد المصدر ذاته أن عمر المسعودي الذي تم تعيينه في هذه الخطة، ينتمي لهذا السلك ولمؤسسة الأمن العمومي وله خبرة واسعة في القطاع، يؤهله إلى العمل بإرتكاز وثبات"، حسب تقديره. وحول المصالح الفنية، بين الخبير الأمني أنها "العنصر الرئيسي البارز في منظومة التصدي للإرهاب ومقاومته، من خلال الإستعلام الآلي"، معربا عن الأمل في أن "تتمكن هذه المصالح التي عين نجيب الضاوي، مديرا عاما لها، من معالجة نقاط الخلل التي ظهرت صلبها من قبل"، وفق ما صرح به الزرمديني. وبشأن إدارة المصالح المختصة والتي تم تعيين عماد عاشور مديرا لها، ذكر المتحدث أن التعاون بين المسؤول الجديد ووزير الداخلية، سيسمح بتشخيص "موطن الداء والخلل الإستعلاماتي الذي مكن من حصول بعض العمليات الإرهابية وهو ما سيدفع إلى إعادة الروح لدى أعوان إدارة امن الدولة"، على حد تعبيره. وعلى صعيد آخر أوضح علي زرمديني، أن سامي عبد الصمد الذي تم تعيينه مؤخرا، متفقدا عاما للأمن الوطني، قد شغل عديد المواقع الأمنية واكتسب تجربة واسعة بما قد يساهم في "تجاوز بعض الإخلالات الحاصلة والرفع من معنوبات أعوان الأمن الوطني". يذكر أن رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، أقر يوم الثلاثاء الماضي، جملة من التعيينات صلب وزارة الداخلية، من بينها إعادة خطة مدير عام للأمن الوطني.(وات)