أحضر اليوم أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بتونس 4 متهمين ينتمون الى التيار السلفي فيما لم يحضر البقية وتبين أن البقية بحالة فرار مع الإشارة أن اثنان منهم طلبة وثلاثة تلاميذ والبقية 3عاملين يوميين وذلك لمحاكمتهم جميعا من أجل تهم إضرام النار عمدا بمحل مسكون والسرقة باستعمال التهديد بالعنف الشديد والسرقة الموصوفة باستعمال التسور. وتتعلق القضية بحرق مقام السيدة المنوبية والتي كانت منطلق الوقائع فيها يوم 16 أكتوبر 2012 اثر تلقي رئيس مركز الإستمرار بمنوبة برقية مفادها قيام مجموعة من الأشخاص الملثمين في اليلة الفاصلة بين 15و16 جانفي 2012 على الساعة الثالثة فجرا باضرام النار بمقام السيدة المنوبية وسلب النساء اللاتي يبتن بالمقام مصوغهن وهواتفهن الجوالة بعد تهديدهن بواسطة سيوف كما عمدت تلك المجموعة الى التحرش جنسيا بإحداهن . وقد ذكرت احدى النساء المتضررات أنها تقيم بمقام السيدة المنوبية وتشرف على زيارات المقام منذ أكثر من 40 سنة وأنه بتاريخ الواقعة كانت بغرفتها الخاصة بالمقام آنذاك وحوالي الساعة الثالثة فجرا وبعد قضائها حاجة بشرية وعودتها الى غرفتها شاهدت شخصا يتدلى من على حبل من سطح المقام الى السقيفة ثم التحقت به مجموعة من الأشخاص وكان جمعيهم ملثمون ويرتدون لباسا أسودا فظنت أنهم من قوات الأمن بصدد مطاردة مفتش عنه. مضيفة أن تلك المجموعة انقسمت الى قسمين قسم بغرفة "التابوت" وقسم آخر ببقية أرجاء المقام، وفي نفس السياق أضافت أنها شاهدت أحد الشبان يدفع باب غرفة التابوت بساقيه وألقى عجلة مطاطية مشتعلة على التابوت ثم اقتحم غرفتها وكانت تلك المجموعة تحمل سيوفا وآخران يحملان صواعق كهربائية. وباستنطاق المتهم الأول ذكر أنه تحول الى مسجد كائن بالقرب من مقام السيدة المنوبية للقاء صديق له ثم أقبل بقية المتهمين وقد خامرتهم فكرة حرق المقام،مضيفا أنه لم يتسلح بأي سلاح كما أنه لم يشاهد المتهمين متسلحين بأسلحة أيضا وأنه عند تحولهم الى المقام دخل احدى الغرف وأخرج سيدتين منها خوفا عليهن من الإحتراق وأنه شاهد أحد المتهمين يسكب بنزينا على حائط المقام كما شاهد آخر يستولي على هاتف جوال احدى المقيمات بالمقام ونفى أيضا أن يكون تحرش جنسيا بإحدى المتضررات كما أنكر معرفته السابقة بمقام السيدة المنوبية. واعتبر المتهم الثاني أن ذلك المقام مكان للشرك بالله وأن فكرة حرقه كانت وليدة اللحظة ولم تكن مخطط لها بين المتهمين.مضيفا أنه أحضر حبلا من المسجد القريب من المقام لإستعماله في النزول الى داخل المقام أما البنزين الذي استعمل لحرق المقام فقد أخبره أحد المتهمين أنه جلبه من دراجة نارية أما العجلتين المطاطيتين اللتين أحرقا بهما المقام فقد عثروا عليهما في الطريق العام ونفى استيلاءه على مصوغ المقيمات بالمقام أو تحرش بإحداهن جنسيا أو أن يكون أحد المتهمين تحرش بها جنسيا أيضا. ونفي المتهم الثالث مشاركته المتهمين في حرق مقام السيدة المنوبية وقال أنه بقي خارج المقام لإنتظار أصدقائه وليس لحراسة المكان حتى ينفذ البقية العملية بل أن توجهه الى هناك كان لحب الإطلاع نافيا علمه بمن أضرم النار بالمقام . ونفى المتهم الرابع أيضا التهم المنسوبة اليه مضيفا أنه لم يشاهد ما حصل بالمقام . ورافع محامو الدفاع ولاحظوا أن ما أقدم عليه المتهمين كان دفاعا عن العقيدة الإسلامية وأن غايتهم كانت نبيلة سيما وأنهم يعلمون أن ما يحصل داخل المقام رذيلة وكبيرة من الكبائر لأن اتخاذ من دون الله لعبادته والإيمان به شركا بالله،واضافوا أن ما قاموا به لا يمكن القبول به وأنه بامكانهم اتخاذ طريقة أخرى أفضل كالتوعية والتضحية بوقتهم وتقديم النصح بتبيان ذلك بأحاديث نبوية شريفة تنهى عن تلك الموبقات . وأضاف أحدهم أنه لا يمكن أن اعتبار أن المتهمين كوّنوا عصابة لأن العصابة تقتضي تقسيم الأدوار ولا بد أن يكون فيها رئيسا ومرؤوسين وأن تكون لها أهداف أيضا وهذا غير متوفر في القضية لأنهم لم يخططوا لحرق المقام بل ما حصل كان وليد اللحظة. وطلب مراعاة ذلك والتخفيف عنهم قدر الإمكان. وبعد المرافعة قررت المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم.