نبه الشيخ عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة ، من اغتيال الإسلاميين لمشروع الإسلام السياسي بفرض حلول لا تراعي ظروف الزمان والمكان. واعترف مورو عبر حوار له لصحيفة الشروق الجزائرية، بصعوبة أداء الحكومة بالنظر إلى المشاكل الموروثة والقلاقل التي تستهدف إسقاطها، ولم يعتبر الشيخ مورو تضمين الدستور الجديد نصا يثبت مرجعية الشريعة الإسلامية ضرورة، بما أن التونسيين مسلمون والدستور الحالي يؤكد هذه المرجعية، مقدرا عدم اجراء الانتخابات العامة في وقتها وتراجع موقع حركة النهضة، حيث توقع منافستها من قبل "نداء تونس"، ما يجعل من التحالف حتمية. وبينما اعتبر حديث الغنوشي عن الانتخابات الرئاسية في الجزائر وترشيحه لرئيس حمس، عبد الرزاق مقري، للمنصب خطأ. كما حذر ضيف صحيفة " الشروق الجزائرية" مشايخ الخليج من المساس بوحدة عقيدة التونسيين، ودعا الشيخ القرضاوي إلى مراجعة فتاويه المتعلقة بسوريا، واعتبر ما يحدث في الشعانبي تنفيذا لفكر إرهابي بأجندة أجنبية يريد ضرب استقرار تونسوالجزائر، وأن ممارسة الاحتجاج بالأجساد العارية والسب والشتم لا علاقة له بالثقافة الديمقراطية والحريات. واعترف الشيخ مورو ل"منتدى الشروق" بصعوبة مهمة الحكومة الحالية، التي تمثل فيها الحركة الأغلبية، وقال إنها تنخرط بهدوء وببطء، وانه يجب التواصل مع الواقع المعيش الصعب لكسب مصداقيتها. وذكر مورو، على سبيل المثال مشاهد من الواقع، مشيرا إلى إحراق مراكز الأمن، الطرق المقطوعة، كما أن عامة الشعب لم يتحل بالوعي، حيث سجل 12 ألف إضراب في سنة واحدة، وعدم تساوق تنظيمات الشغل مع عمليات التشغيل، وقال "كأن هناك إرادة لإسقاط الحكومة وتركيعها"، موضحا أن الطلب يحب أن يراعي الموجود والممكن، وإن كانت النهضة هي المسؤولة، فإنها غير مسؤولة عن ضعف ملاءة الصناديق الاجتماعية الموروثة. فكر إرهابي وراء أحداث الشعانبي يستهدف أمن تونسوالجزائر وبخصوص الوضع الأمني في منطقة الشعانبي الجبلية، واتهام أطراف متشددة الجزائر بمحاولة ضرب استقرار تونس، قال مورو إن ما يحدث هو فكر إرهابي يحاول خدمة مصالح خاصة لبعض الأطراف المتطرفة، هدفه إدخال البلاد في دائرة العنف والصدام، وأضاف أنه "من مصلحة الجزائر استقرار حدودها، وحماية أمنها وتأمين ظهرها من أية مخاطر، ونحن متفقون على أن كل دولة حرة في قرارها، وتدرك أن هناك فكرا إرهابيا يتضرر منه الطرفان". ومن بين مظاهر الديمقراطية، التي أثارت الانتباه والسخرية في آن واحد، مشاهد الاحتجاج بالأجسام العارية لفتيات من تونس وأجنبيات، وهو ما اعتبره الشيخ سلوكا ممنوعا حتى في دول المتظاهرات الأجنبيات، ويعاقب عليه القانون، وأنه مرفوض في تونس، وأكد أن المحتجات معزولات عن المجتمع وحتى في أسرهن، مشيرا إلى أن الهدف من جمعية "فيمن" تركيع القرار السياسي وفرض تبعيته إلى الخارج. على ولد 15 الاعتذار للشرطة واعتبر مورو لنفس المصدر أن تطاول ولد 15 على جهاز الأمن وسب الشرطة ووصفهم بالكلاب، سلوكا غير مقبول ولا علاقة له بالديمقراطية وممارسة الحريات، وأوضح أن هناك من ضحك وسخر من رئيس الجمهورية، لكنه لم يتابع، وقال "يجب أن يعلن المطرب تحمل مسؤوليته، وإذا اعترف بالخطأ سوف يستفيد من تخفيف الحكم بعدم التنفيذ..فكل شخص مسؤول عن حريته". قال إن الإسلاميين لم يتقبلوا اقتناعنا بفكرة الدولة المدنية وحرية المعتقد وقال الشيخ عبد الفتاح مورو، أن شعار "الإسلام هو الحل" شعار سياسي ورد في السبعينات، وهو مجرد شعار ليس له محتوى أو معنى حقيقي يمكن أن يجسد في الواقع، وأضاف أنه ليس المهم أن نقول للمريض أن الطب هو الحل، بل أن نجد له في الإسلام حلولا لمشاكله، وفق ما يقتضيه الزمان والمكان، وهذا يفرض الخروج من العموم إلى الخصوص. وتأسف الشيخ مورو، ، في رده على أهمية إنقاذ مشروع الإسلام السياسي من الغرق أو الانتحار في ظل الأوضاع الراهنة وتجاذباتها المعقدة، لعدم فهم البعض لحقيقة وعمق نصوص الإسلام، وهم رهن حلم تاريخي ويعيشونه في واقع غابوا عنه، وعندما يسألون عن تطبيقها يحيلون الناس إلى الماضي فيسيئون لأنفسهم بقدر إساءتهم لتلك الشعارات النبيلة، وترك انطباع بأن الإسلام مرتبط بفترة تاريخية ولّت وانقضت. وسجل ضيف " الشروق" أن حركة النهضة تميزت بتقدميتها وطرحها لنموذج معاصر دون أن يهمل خصوصيات الزمان والمكان، وقال "هذا أثار علينا حفيظة إخواننا الإسلاميين، في المشارق والمغارب، لأنهم لم يتقبلوا الحديث عن حرية المعتقد، الحريات الأساسية، الديمقراطية، الدولة المدنية، التداول على السلطة، القبول بتواجد الشيوعيين والاعتراف بهم، وعدة خيارات أخرى، لم يستوعبوا عمقها إلا بعد زمن، حيث أصبحوا يثنون عليها بعد مجابهة الواقع". (الشروق الجزائرية)