لكن الذي استجد اليوم هو أن الرياضة لم تعد المادة الأشهى في وسائل الإعلام، وخفتت نجومية لاعبي الكورة مدربيها، وأهل المشهد الرياضي انتبهوا مبكرا إلى ذلك حتى أن أحد المدربين ممن كانت صورهم لا تغيب عن العناوين الكبرى في الصفحة الأولى للجرائد والبلاطوهات التلفزية والإذاعية، انتفض ليتدخل في إحدى الإذاعات يسب ويشتم في النظام النوفمبري ورموزه بعد أيام فقط من الثورة بعد أن كان هذا المدرب يتهرب من اللقاءات الصحفية ويعرف الكل صلاته الوطيدة بعدد كبير من وزراء بن علي.. يصعب على من جرب الأضواء أن يتدارى خلفها، أو يقبل بأن يتعايش مع واقع جديد نجومه من أهل السياسة، لذلك فوجىء الجميع بوجود عدد من الأسماء الرياضية المعروفة في القائمات الانتخابية لعدد من الأحزاب لتدخل الكورة إلى ملعب السياسة من الباب الكبير، والمعادلة عادلة: أسماء معروفة ولها شعبية تضمن التعبئة الجماهيرية التي تعرف مسبقا أن شعبيتها محدودة، ولكنها تملك "المال" وهي مستعدة أن تدفع أكثر لمن يضمن لها النجاح في أول امتحان انتخابي يوم 23 أكتوبر... أثبت الشارع التونسي أنه رقم صعب في المعادلة السياسية وعليه أن يكون على بينة مما يجري حتى لا ينجرف خلف عواطفه... عليه أن ينسى دور "المعجب" فلا يمارس حقه الانتخابي تحت ضغط وجود "نجم كروي" في أحد الأحزاب... "الكورة" اليوم ليست في الملعب السياسي وإنما في عقل تونسي آمن بالحرية، وعليه أن يثبت جدارته بالثورة وبما جاءت به من انتخابات شفافة ونزيهة... عليه فقط أن يكون في حل من أي ضغط أثناء الانتخاب... في حل من "نجوم الكورة"، والمساعدات المالية والرمزية والوعود الجوفاء والخطابات المزدوجة... عندها سنثبت للوطن جدارتنا به...