شهدت تونس منذ الثورة عديد المحاكمات التي طالت الصحافيين والإعلاميين ممّا دفع بالبعض إلى اعتبار حرية الإعلام والتعبير في تونس مهدّدة وتواجه الكثير من التحديات. ويرى مراقبون أنّ الانتهاكات في القطاع الإعلامي تصاعدت بشكل فاضح بعد الثورة حيث تعرّض عدد من الصحافيين والإعلاميين للمضايقات والسجن والاعتقال التعسفي وهو ما يعد مخالفة صريحة لكل المواثيق والقرارات الدولية والإنسانية. «التونسية» رصدت سلسلة من التجاوزات تعرض لها فرسان القلم والكلمة منذ قيام الثورة فكان الملف التالي: في شهر نوفمبر 2011 تمت إدانة مدير قناة «نسمة» نبيل القروي بتهمة «عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة» وهو فيلم الرسوم المتحركة الإيراني الفرنسي «بيرسيبوليس» وقد قضت محكمة تونس الابتدائية بعد سلسلة من الجلسات بتغريم نبيل القروي مدير تلفزيون «نسمة» ب (2400 دينار) وبتغريم هادي بوغنيم المسؤول عن البرمجة في تلفزيون «نسمة» ونادية جمال رئيسة جمعية «صوت وصورة المرأة» (غير حكومية) التي دبلجت الفيلم الى اللهجة التونسية ب 1200 دينار لكل منهما معتبرة إياهما شريكين للقروي في «الجريمة». قضية جريدة «التونسية» أمّا في شهر فيفري 2012 فقد تمّ إيداع مدير جريدة «التونسيّة» نصر الدين بن سعيدة السجن بسبب نشر صحيفته على صفحتها الأولى صورة للاعب كرة قدم وصديقته وصفت بأنها خادشة للحياء ومخلة بالذوق العام لتقرّر المحكمة في ما بعد تغريمه بخطية قدرها 1000 دينار وإعدام المحجوز وقد تمّ آنذاك إيقاف مدير الصحيفة وإيداعه السجن بموجب قوانين لاغية منذ فترة حكم بن علي الشيء الذي أثار جدلا واسعا لدى جميع الأوساط. قضية سامي الفهري من القضايا التي هزّت الرأي العام قضية الإعلامي سامي الفهري الذي تمّ إيداعه السجن لأكثر من سنة على ذمة قضيتين حوكم فيهما، وقد اعتبر محاموه أنّ عملية سجنه محاولة لإسكات صوت منتقد للحكومة بعد تقديمه لبرنامج ينتقد فيه آداءها. وكانت النيابة قد رفضت في شهر أفريل الماضي الإفراج عن سامي الفهري رغم قرار محكمة التعقيب (التمييز) بالافراج عنه ما اثار معركة قضائية سياسية واتهامات للحكومة بالتدخل في القضاء. قضية المصوّر الصحفي مراد المحرزي بتاريخ 18-08-2013 وفي ساعة متأخرة من الليل تم إيقاف المصوّر الصّحفي بقناة «اسطرلاب تي في» الخاصّة , مراد المحرزي من قبل رجال امن، وذلك على خلفية اتّهامه في قضيّة الاعتداء ببيضة على وزير الثقافة السيد المهدي مبروك من قبل المخرج السينمائي نصر الدين السهيلي بدار الثقافة ابن خلدون بتاريخ 16-08-2013 بمناسبة إحياء أربعينية الفقيد الممثل عزوز الشناوي . وبتاريخ 23-08-2013 أصدرت النيابة العمومية بتونس بطاقتي إيداع بالسجن ضد المصوّر المحرزي رفقة نصر الدين السّهيلي وأحالتهما على المجلس الجناحي بتونس ووجهت للمصوّر تهم «المؤامرة الواقعة للتعدّي على موظف عمومي بالعنف المصحوب بعمل استعدادي والسكر الواضح وإحداث الهرج والتشويش والإساءة إلى الغير عبر الشبكة العمومية للاتصالات وذلك طبق الفصول 120 من المجلة الجزائية واستخلصت النيابة العمومية أن المصوّر الصحفي مراد المحرزي تآمر مع المخرج نصر الدين السّهيلي من اجل تدبير الاعتداء على وزير الثقافة. التحقيق مع شهرزاد عكاشة ونبيل الرابحي تم إستجواب مدير موقع «تانيت براس» الخاص نبيل الرابحي ورئيسة تحريره شهرزاد عكاشة من قبل فرقة مقاومة الاجرام بالقرجاني، بعد أن تلقيا يوم 23 أوت استدعاء لم يتضمن صفة المدعو ولا التهم الموجهة إليهما. ووقع تتبع الثنائي على خلفية «تهمة التشهير بثلاثة ضباط من الأمن أعطى احدهم تعليمات بتفريق اعتصام الرحيل يوم 8 أوت الماضي». وبتاريخ 26-08- 2013 تم سماع الصحفية المذكورة صحبة مدير الموقع نبيل الرابحي، مع العلم أن الاستدعاء الموجه إليهما لم يتضمن أية إشارة لموضوعه ومن المتوقع أن يتم استدعاء مصوّر صحفي لاستنطاقه في الموضوع. مثول سفيان بن فرحات أمام القضاء مثل الصحفي سفيان بن فرحات أمام القضاء بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة للتحقيق معه من أجل تهم تعلقت بنشر أخبار زائفة وذلك بعد أن صرّح يوم 6 مارس الماضي على إحدى القنوات التلفزيونية بأنّ 4 نائبات من حركة «النهضة» دخلن في عراك داخل أروقة التأسيسي مما تسبب في تهشيم كاميرا للتلفزة الوطنية وفي خسائر مادية قدرت ب7 آلاف دينار. الإعتداء على مصور قناة «المتوسط» اعتدت مجموعة من رجال الأمن بالضرب والسبّ على مصور قناة «المتوسط» الخاصة الطاهر مطير داخل منطقة الأمن بباب البحر بسوسة بعد أن عمدوا إلى إيقافه ل«اشتباه الأمنيين في تصويره إيّاهم خلال فضهم لإشكال أمام المنطقة». وقد تم تفتيش المصور وإطلاق سراحه بعد التأكد من عدم حيازته لآلة تصوير او معدات عمل. محاكمة المدون عبد الحكيم البوغانمي على خلفية نشره لرسالة علنية لوزير الدفاع الوطني بمجلة «ورقات تونسية» الالكترونية انتقد فيها تقصير مدير المستشفى العسكري بقابس في القيام بواجبه مثل الصحفي والمدون عبد الحكيم بوغانمي أمام القضاء بتهمة المس من كرامة الجيش والإساءة للغير عبر شبكة الاتصال وتهمة نسبة أمور غير صحيحة لموظف عمومي دون الإدلاء بما يثبت. وقد قضت المحكمة العسكرية في هذه القضية بعدم سماع الدعوى. إيقاف صحفيين في محاكمة ولد ال «15» بسبب تنفيذهم لوقفة إحتجاجية في شارع الحبيب بورقيبة مساندة لمغني الراب «ولد ال15» بعد الحكم عليه تمّ اقتياد الصحفي وعضو المكتب التنفيذي في نقابة الصحفيين أيمن الرزقي والصحفي ثامر المكي والمدون سفيان بلحاج، إلى أحد المراكز الأمنية بالعاصمة. حكم صادر ضدّ نزار بهلول بعد رفع أحمد بن مصطفى سفير تونس السابق بالإمارات العربية المتحدة لشكوى ضدّ صاحب موقع «بزنس نيوز» نزار بهلول متهما إياه بالثلب ونشر أخبار زائفة على خلفية مقال صادر بالموقع ذكر فيه بهلول تفاصيل حول قضية تورط فيها السفير التونسي مع عبد الوهاب عبد الله وجليلة الطرابلسي قضت المحكمة الابتدائية بولاية أريانة بسجنه 4 أشهر ليتمّ في ما بعد الحكم بعدم سماع الدعوى في حقّه. إيقاف «سليم بقة» تمّ ايقاف مدير جريدة L'Audace سليم بقة لمدّة 6 أيام في السجن ثم اطلق سراحه في انتظار محاكمته بتهمة ثلب محامية وقاضية. الحكم على أيوب المسعودي أصدرت الدائرة الجناحية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس حكما بأربعة أشهر سجنا مع تأجيل التنفيذ وخطية مالية رمزية بدينار واحد مع تحجير السفر على ايوب المسعودي المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية في القضية المرفوعة ضده من طرف رشيد عمار ليتمّ ترفيع مدة حكمه إلى سنة سجنا مع تأجيل التنفيذ في الطور الإستئنافي وذلك على خلفية انتقاده في تصريحات اعلاميّة الجنرال رشيد عمار ووزير الدفاع واتهامهما ب «خيانة الدولة»، لاخفائهما عملية ترحيل البغدادي المحمودي عن الرئيس المنصف المرزوقي. وطالب بالكشف عن حقيقة تورطهما في عمليّة تسليم البغدادي المحمودي. إيقاف الطاهر بن حسين تمّ ايقاف الطاهر بن حسين مدير قناة الحوار من طرف الفرقة الوطنية لمقاومة الإجرام التي حققت معه صباح 09 سبتمبر 2013 بتهمة التآمر على أمن الدولة. وكان الطاهر بن حسين قد دعا الى العصيان المدني لإسقاط الحكومة قبل أن يتعمد عدد من أعوان الأمن محاولة إيقافه منذ فترة بطريقة غير قانونية وهو اليوم في حالة سراح بانتظار قرار المحكمة. التحقيق مع زهير الجيس في 9 سبتمبر الجاري استلم زهير الجيس، صحفي في إذاعة «اكسبرس أف. أم»، استدعاءً للمثول كمتهم أمام قاضي التحقيق في المكتب 14 لمحكمة تونس العاصمة. وقال زهير الجيس ل «هيومن رايتس ووتش» إن الدعوى المرفوعة كانت باسم الرئيس منصف المرزوقي وتتعلق ببرنامج إذاعي كان قد قدمه في 9 مارس مضيفا أنّه في ذلك البرنامج أجرى لقاءً عبر الهاتف مع الصحفي اللبناني سالم زهران الذي زعم أن الرئيس التونسي استلم مبلغ 50 ألف أورو من قناة «الجزيرة». إيداع زياد الهاني السجن استلم زياد الهاني استدعاءً للمثول كمتهم أمام قاضي التحقيق في المكتب 10 لمحكمة تونس العاصمة واعتمد الاستدعاء على انتقادات كان قد وجهها زياد الهاني إلى السلطات في قضية مراد المحرزي، المصور التلفزيوني الذي قام بتصوير حادثة قيام أحد المحتجين بإلقاء بيضة على وزير الثقافة وقد أفرج عن زياد أمس الأول بكفالة مالية قدرها 2000 دينار بعد أن قبع 3 أيام في السجن المدني بالمرناقية.
