التونسية (تونس) ستنظر إحدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس في أوائل شهر أكتوبر في قضية عقوق والدين تورط فيها شاب في عقده الثاني عمد إلى الاعتداء على والدته بالعنف الشديد مما تسبب لها في كسر بيدها وساقها اليسرى . تفاصيل هذه القضية التي جدت في موفى شهر ماي 2013 انطلقت عندما تقدمت امرأة في عقدها السادس إلى السلط الأمنية بشكاية أفادت ضمنها أن ابنها الأصغر قام بتعنيفها مما الحق بها أضرارا جسيمة متمثلة في كسر في يدها ورجلها اليسرى- وقد كانت هذه الآثار جلية لأعوان الأمن لأن الشاكية عندما قدمت إلى مقر الأمن كانت برفقة ابنتها التي كانت تساعدها على التنقل-وحسب ذكرها فان المظنون فيه منذ بلوغه سن المراهقة انحرف بعد أن تعرف على مجموعة من الشبان الذين يعاقرون الخمر وأصبح يتعاطى المخدرات. وأضافت انه سبق له أن دخل السجن من اجل السرقة وتعاطي المخدرات وأنه بعد خروجه من السجن عاد إلى عالم الإجرام وطلب منها أن تمكنه من أموال لشراء الزطلة لكنها امتنعت فعمد إلى تهشيم أثاث المنزل والاعتداء عليها بالعنف هي وشقيقته واضافت انه اطردته من المنزل وطلبت منه عدم العودة اليه وأنه اختفى مدة شهر ثم عاد وطلب منها الصفح ووعدها بعدم إهانتها والإقدام على أي تصرف نحو أي فرد من أفراد العائلة فصدقت أقواله. غير انه بعد أيام عاد إلى المنزل وهو في حالة يرثى لها حافي القدمين وبلباس غير الذي كان يرتديه ولم يكن في وعيه فأدركت انه تعرض إلى السرقة وفي الصباح نشبت معركة بينه وبين والدته بعدما طلب منها أن تمكنه من الغرفة التي توجد في الحديقة لأنه يرغب في استقبال صديقته بها فرفضت والدته مطلبه فثارت ثائرته واعلمها انه سيستعملها شاءت أم كرهت حتى وان اقتضى الأمر استعمالها بالقوة. وقالت المتضررة انها اعتقدت أن الأمر انتهى عند هذا الحد غير انه في نفس اليوم وحوالي الساعة العاشرة ليلا عاد المظنون فيه إلى المنزل وكان في حالة سكر مطبق ومعه صديقته وقام بخلع أقفال الغرفة الموجودة بالحديقة فسمعت الضجيج بالحديقة ونزلت لاستجلاء الأمر فوجدت ابنها برفقة عشيقته فقامت بطردها فاندلعت مناوشة كلامية بينهما عمد خلالها الابن إلى الاعتداء عليها (والدته) بالضرب المبرح ثم قام بدفعها بقوة بكلتا يديه فسقطت أرضا بقوة وأحست بألم شديد برجلها ويدها اليسرى وأطلقت عقيرتها بالصياح فهب بقية أبنائها الذين كانوا يغطون في نوم عميق لنجدتها فعثروا عليها ملقاة أرضا فتم نقلها على جناح السرعة الى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة وتبين أنها تعرضت لكسر مضاعف بيدها ورجلها اليسرى. وقد تمسكت المتضررة بتتبع المظنون فيه عدليا من اجل ما نسب اليه خاصة أنها صفحت عنه مرارا بعد أن وعدها بعدم تكرار تصرفاته المشينة في حقها. وعلى ضوء هذه الشكاية القي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه اعترف باعتدائه على والدته غير انه برر ذلك بكونه لم يكن في وعيه وان نيته لم تكن متجهة إلى إلحاق الأذى بها وان ما اقدم عليه كان ردة فعل غاضبة من طرفه لأنها قامت بطرد صديقته الأمر الذي أحرجه أمامها. وقد أعرب هذا الأخير عن ندمه وطلب من والدته العفو لكنها رفضت إسقاط حقها في تتبعه وباستشارة النيابة العمومية أذن بالاحتفاظ بالمظنون فيه إلى حين مثوله أمام أنظار المحكمة لينال العقاب على ما اقترفه في حق والدته .