احيل مؤخرا على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس فتاة وشاب وجهت لهما تهمة السرقة الموصوفة ومن المنتظر ان تكون هذه القضية محل نظر المحكمة في نهاية الشهر الحالي. وللتذكير فقد تقدمت امرأة في شهر افريل 2013 بشكاية إلى السلط الأمنية ذكرت ضمنها أن منزلها تعرض للسرقة وأنها فقدت مبلغا ماليا يقدر ب20الف دينار وكذلك دفتر شيكاتها وأكدت المتضررة أن السرقة تمت دون خلع أو كسر استغل منفذها فرصة غيابها عن المنزل لقضاء عطلة نهاية الاسبوع هي وأبناؤها وزوجها بأحد النزل وأضافت أن معينتها المنزلية استغلت بدورها الفرصة للقيام بزيارة إلى أهلها باحد مدن الشمال الغربي ولم توجه الشاكية شكوكها نحو اي كان غير أنها تمسكت بتتبع من أقدم على سرقة منزلها. واعتمادا على هذه الشكاية تحولت دورية امنية على عين المكان برفقة اعوان الشرطة الفنية وتم رفع البصمات فيما انطلقت التحريات في القضية واتجهت مباشرة شكوك اعوان الأمن الى المعينة المنزلية فتم إلقاء القبض عليها وباستنطاقها أنكرت ما نسب إليها وتمسكت بعدم تواجدها بمسرح الجريمة وأنها عادت إلى منزل أهلها وأيدت أقوالها ببعض الشهادات من أسرتها وجيرانها ببلدتها ورغم هذه التصريحات فان شكوك اعوان الأمن بقيت منصبة عليها وتم إخلاء سبيلها لكن تم إخضاعها إلى مراقبة مستمرة ومكثفة حتى شوهدت في إحدى المرات تلتقي بشاب سلمها مبلغا ماليا فتم إلقاء القبض عليهما. وباقتيادهما إلى مركز الأمن والتحري معهما أفاد الشاب انه تعرف على مرافقته منذ فترة ووعدها بالاقتران بها وكان من المزمع أن يقترن بها قريبا لكن مرض والدته الفجئي حال دون التقدم لخطوبتها وأنه طلب منها أن تقرضه مبلغا ماليا حتى تخضع والدته لعملية جراحية فاستجابت لطلبه وقامت بسحب المبلغ من رصيدها مشيرا الى أنه التقى بها لإرجاع الدين المتخلد بذمته. وباستفسارها عن مصدر تلك الأموال صرحت المعينة المنزلية أنها جمعتها من عملها مؤكدة أن مؤجرتها كانت سخية معها وانها تتكفل بكل نفقاتها مما جعلها تدخر جرايتها بدفتر ادخار كضمانة لها. لكن هذه الرواية لم تقنع باحثي البداية وبمزيد محاصرتها بالأسئلة أصدحت بالحقيقة إذ أفادت أنها استولت على مفتاح المنزل ومفتاح الخزنة التي تخفي فيها مؤجرتها أموالها وسلمتهما إلى صديقها بموجب اتفاق مسبق بينهما وانه قام باستخراج نسخة منهما وأرجعهما إليها سريعا فتولت وضعهما في مكانهما دون أن يتفطن إليها أي كان من أفراد المنزل ثم استغلت فرصة ذهاب مؤجرتها وعائلتها لقضاء العطلة باحد النزل وأعطت لصديقها اشارة التنفيذ وانها حتى تُبعد عنها الشبهة أعلمت مؤجرتها برغبتها في زيارة أهلها. ورغم اعتراف الشاكية فإن شريكها ظل متمسكا بموقفه واكد ان التهمة كيدية من صديقته غايتها توريطه في جريمة لأنه قطع علاقته معها وقد اجريت مكافحة بينهما تمسك خلالها كل طرف بما نسب اليه . وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيهما من اجل ما نسب إليهما وقد تمسكا بأقوالهما في جميع اطوار البحث ثم أحيلا على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاتهما من اجل ما نسب إليهما .