ستنظر احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة في منتصف شهر مارس في جريمة محاولة قتل تورط فيها زوج عمد الى الاعتداء على زوجته بالعنف الشديد حتى أحالها على الإنعاش بسبب غيرته المفرطة ولولا التدخل الطبي في الوقت المناسب لهلكت . وتفاصيل هذه الحادثة التي ترجع لشهر مارس 2013 انطلقت عندما بلغت معلومات الى المظنون فيه تفيد ان زوجته على علاقة بشاب وانها تغادر محل الزوجية في غيابه دون علمه. هذه الانباء التي كان يتناقلها جميع الاجوار أججت نار الحقد في نفس الزوج نحو قرينته وبدأ يبحث في الموضوع عله يصل الى اجابة تزيح عنه شبح الشك القاتل الذي يطارده وقرر رصد خطواتها دون ان تتفطن اليه فتبين له انها تغادر المنزل للتوجه الى منزل والديها حيث تمكث هناك ثم تعود أدراجها الى المنزل قبل عودة أطفالها من المدرسة. وتواصلت عمليات المراقبة على مدار اكثر من اسبوعين دون ان يقف الزوج على أي دليل ادانة ضد زوجته لكن ذلك لم يزح الشك من نفسه والذي اصبح مصدر خلافات مستمرة بين الطرفين وحول حياة الاسرة الى جحيم. وقد قررت الزوجة بعد ان يئست ان يتغير حال زوجها العودة الى منزل أهلها وتقديم قضية في الطلاق ضده غير ان قرارها هذا زاد من شكوك الزوج الذي اتهمها بانها ترغب في الطلاق حتى تتزوج بمن تحب سرا. وقد تدخلت أطراف من العائلتين لمحاولة إيجاد حل مرضي حتى لا تتشتت الأسرة الا ان المتضررة لم تقبل اطلاقا الصلح للشرخ الذي تعانيه في نفسها جراء الاتهامات التي كالها لها والتي تمس من سمعتها وشرفها. وقبل الجلسة بأيام شاهد الزوج زوجته مع قريب لها وهما يتجاذبان اطراف الحديث فجن جنونه وظن انه تربطها بقريبها علاقة وانه هو من تسعى لربط الود معه فتقدم منهما وكان في قمة الغضب وشرع في شتمها ونعتها بأقبح النعوت فطلبت منه الكف عن ذلك والذهاب للعلاج لان ما يعاني منه هو شك مرضي لكنه عمد الى ضربها وجذبها من شعرها. وقد حاول قريبها الدفاع عنها لكن ثورة الزوج منعته من ذلك فتولى قريبها الاتصال بالسلط الامنية طالبا النجدة. في الاثناء واصل الزوج الاعتداء على زوجته واخرج موسى كانت بحوزته وأصابها على مستوى يدها اليمنى ثم انهال عليها باللكمات على وجهها حتى خارت قواها ولم يكف عن ذلك الا عندما حل اعوان الامن بالمكان وألقوا عليه القبض فيما تم نقل المتضررة الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة. وباستنطاق الزوج اعترف بما نسب اليه وأفاد ان زوجته تستحق هذه العقوبة لأنها مرّغت سمعته على حد قوله مشيرا الى أنه رغم انكارها للأمر فإنه كان على يقين من صحة ما يتداوله الاجوار وان شكوكه زادت بعدما طلبت الطلاق وأصرّت عليه مضيفا انه شاهدها مع شاب ادعت انه قريبها رغم انه يعرف كل افراد اسرتها وانها اعلمته انه يقيم بالمهجر وان تبريراتها لم تنطل عليه فتملكه الغضب وانهال عليها ضربا مبرحا واصابها بشفرة حلاقة على مستوى يديها مؤكدا انه لم يتصور ان يتسبب لها الاعتداء في تلك الاضرار الجسيمة وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه. وبسماع اقواله من طرف قاضي التحقيق اعاد اقواله وتمسك بانه جن جنونه لما شاهد زوجته مع ذلك الشاب فلم يتمالك نفسه وبادر بالاعتداء عليها انتقاما منها لأنها خانته وبسماع المتضررة نفت الاتهامات التي وجهها اليها زوجها وبينت ان مرافقها هو قريبها ولا تربطها به أية علاقة سوى القرابة وان ما يدعيه الجاني هو وليد شكوك تحولت الى حالة مرضية. وقد تمسكت المتضررة بتتبعه عدليا من اجل ما نسب اليه وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة محاولة القتل العمد وسيمثل قريبا امام انظار المحكمة .