مدينة حاجب العيون تبقى من المدن القليلة التي تتميز بمياهها الجارية والعذبة والتي تنساب في هدوء باتجاه الحقول والبساتين الغناء التي تستلهم الحياة من عين سلطان وغيرها من العيون الجارية التي تحيط بها من مختلف الجهات الأخرى والتي تطوّقها مثل نطاق من سندس أخضر . غير أنّ المؤشرات المتوفرة حاليا حول الوضعية البيئية بمعتمدية حاجب العيون تشير إلى وجود العديد من الاخلالات القانونية والصحية لعلّ أبرزها ما يشكوه فلاحو الجهة من اعتداء صارخ على البيئة والمحيط حيث زحفت قنوات مياه التطهير «الأوناس» الملوثة بمختلف الموادّ السامّة على العشرات من هكتارات الحقول والبساتين المتواجدة خاصة بالجمعية المائية حاجب 1 والتي كثيرا ما يتسبب فيضان بالوعات مياه الصرف بها في تحويل مجاري هذه القنوات إلى طريق القيروان القديمة المعروفة أكثر باسم « لشبور» هذه المنطقة الفلاحية الخصبة والمنتجة بامتياز لأنواع محترمة من المشمش وزيتون الطاولة إضافة إلى زراعة الخضراوات التي امتزجت مياه سقيها بمياه قنوات التطهير المتعفنة حيث أتت على الأخضر واليابس والحال أنّ مدينة حاجب العيون تعتبر من الجهات المحترمة التي تموّل السوق الداخلية للبلاد التونسية بمختلف أنواع الخضراوات على غرار البطاطا والفول والبصل والقرع وغيرها من المنتوجات الفلاحية الأخرى التي أصبحت للأسف الشديد تحمل بين طياتها العديد من الأمراض المسرطنة بسبب خلطها بمياه قنوات التطهير. ويحدث ذلك رغم النداءات المتكررة لفلاحي الجهة والذين ساءهم التعامل السلبي مع الإدارة الجهوية للتطهير بالقيروان والتي بقيت في كل مرّة تعتمد وسائل تدخل بدائية للتعامل مع هذا الإشكال الصحي القائم منذ سنوات عديدة . حيث تعتبر مثل هذه التدخلات عمليات ذرّ رماد على العيون لم يعد الفلاحون يحبذون التعامل معها حيث أطلقوا اليوم صرخة مدوية تحت شعار «يا ناس أنقذونا من مخاطر الأوناس» . وهي صرخة مدوية نأمل أن تجد الآذان الصاغية لدى كلّ من المصالح المختصة في قطاعات البيئة والصحة باعتبار ما تفرزه المنتوجات الفلاحية من مخاطر جسيمة على صحة الإنسان وذلك بشهادة العشرات من فلاحي الجهة الذين رصدوا العديد من حالات الفساد في منتوجاتهم الفلاحية والتي قد تصل إلى المستهلك بمختلف جهات البلاد التونسية وهي تحمل بين طياتها كوارث صحية يخشى من سلامتها على الجميع .