*محمد بوغلاب على الرغم من هشاشة الوضع الأمني في تونس ، نجح المنتج السينمائي عبد العزيز بن ملوكة في التعاقد مع منتج ألماني لتصوير فيلم في مناطق مختلفة من بلادنا(مدينة تونس العتيقة، توزر، أوذنة...) بداية من يوم 26 جويلية طيلة خمسة أسابيع وفق مخطط العمل الأولي، وهو ما سيتيح المجال لتشغيل عدة كفاءات تونسية في مجالات متنوعة (سياقة، مساعدة في الإنتاج، تصوير، ديكور، صوت...) غير أن إدارة الإنتاج فوجئت بموقف مصالح الديوانة بميناء حلق الوادي التي إشترطت قدوم سواق ألمان لقيادة الشاحنات وهي شاحنات مهيأة للديكور والإضاءة والملابس... التي ستحل بتونس يوم الثلاثاء 15 جويلية القادم على الرغم من عدم وجود أي قانون يحتم ذلك، وقد استغرب فريق الإنتاج الألماني الموجود بيننا منذ أيام من هذا الإجراء وإعتبره مخالفا لقوانين التجارة العالمية . المفاجأة السارة حدثت بوصول المعلومة إلى وزير الخارجية الدكتور المنجي الحامدي الذي لم يتردد في الإتصال بمدير عام الديوانة السيد كمال بن ناصر وإعلامه بالأمر طالبا منه التدخل لتسوية " الملف" بشكل عاجل، وقد بادر السيد مدير عام الديوانة صباح السبت 12 جويلية بإستقبال المنتج عبد العزيز بن ملوكة بكثير من الحفاوة وعبر له عن إستعداد مصالح الديوانة التونسية لتسهيل مهمة المنتجين السينمائيين وخاصة إذا تعلق الأمر بتصوير أفلام أجنبية في بلادنا لما لذلك من أهمية في الترويج لصورة إيجابية عن تونس في هذه الظروف الانتقالية . التونسية إتصلت بعبد العزيز بن ملوكة الذي وافانا بالتصريح التالي" تعرفون أن الأفلام الأجنبية "هربت" من تونس لعدة أسباب قبل الثورة(بيروقراطية، رقابة مسبقة على السيناريوهات...) ثم تعمق المشكل بعد 14 جانفي لأسباب أمنية والموقف الذي صدر من الدكتور منجي الحامدي وزير الخارجية هو ما يجب أن يقوم به كل مسؤول في الدولة للنهوض بتونس بعيدا عن البيروقراطية المقيتة، وأنا حقا ممتن لمساعدة السيد وزير الخارجية وإهتمامه الصادق بالسينما وتشجيعه للمنتجين السينمائين، وأنوه بالسيد كمال بن ناصر مدير عام الديوانة الذي أبدى تجاوبا كبيرا وعبر عن إستعداد مصالح الديوانة لتسهيل قدوم المنتجين الأجانب إلى بلادنا بما يساعدنا على إستقطاب المزيد من الأفلام التي ولت وجهها عن تونس مع الأسف ومسؤوليتنا جميعا أن نستعيدها ونرغبها في الوجهة التونسية.